نشر في الرأي يوم 05 - 03 - 2025

بقلم/ عبدالله غانم القحطاني
الإنسان هو محور الحياة. والملاحظ أن هناك محافظات تتقدم سريعاً وأخرى بطيئة مع أن الميزانيات والصرف متقاربة لكل منها. أعتقد أن المواطن رجل الأعمال هو السبب المباشر في مستوى التقدم أو التباطؤ.
هناك محافظة بها رجال أعمال يمتلكون الوعي ولديهم الحس بالمسؤولية وليس لديهم أهواء، بل يتطلعون لبناء محافظتهم فيشاركون بالرأي والتبرع المشروط بالجودة وتلبية رغبات الساكن ويشتركون مع المسؤولين في التخطيط ويضعون مبادرات أهلية يتم إعتمادها رسمياً، هؤلاء يعرفهم حاكم المنطقة وكافة أطقمه المختلفة، ويصبحون شركاء تنمية موثوقين. والبيت يعرف من مظهره، المحافظة التي بها مثل هؤلاء الرجال تنظيمها جيد، والتجاوزات فيها محدودة، ومشاريعها تتوالى بفكر أعيانها شركاء التنمية..
وهناك محافظة بها رجال أعمال بخلاء جبناء، بمعنى أنهم ضعفاء فكرياً وثقافياً ولا يقدمون من أموالهم مساهمات في التطوع والمشاريع الخاصة بمكانهم الذي رزقهم الله فيه، ولا يعتبرون أن عليهم واجباً تجاه الأرض التي بفضلها أصبحوا رجال أعمال. هؤلاء كُثر في محافظات معروفة بتأخرها بسبب كثرة تدخل كبار بخلاءها وجهلاءها في مشاريع التنمية وتحويل الزمن إلى مهاترات ووجاهات وتخريب متبادل ضد هذا وذاك. هؤلاء المعطلين لسير أعمال التنمية يخلقون بيئة موظفين على شاكلتهم. هؤلاء لا يدركون أصلاً أن المشاريع الحكومية لا تحقق أهدافها وتتوسع إذا لم يوجد لها شريك محلي متطوع، ومراقب واعي مخلص متجرد من العنصرية هدفه فقط دعم عجلة التنمية بفكره ورؤاه قبل مساهماته المالية.
مثلاً هناك محافظات يوجد بها رجال أعمال كبار، وبعضهم متخفي لكن ثرواته معروفة، ولا يكاد أحدهم يقدم 50 ألف بعد سيل المدائح إلا وهو يمنها!، ومحافطات بها مثل هؤلاء تجد مظهرها يختلف عن أقرانها من المحافظات التي بها رجال أعمال واعين يستثمرون في مسقط رؤوسهم لأجل أبناءهم ولمنافسة الآخرين.. هؤلاء المعرضين عن الدعم والتدخل في التخطيط الجيد لا مسؤول كبير يعرفهم ويشيد بهم ولا أثر جميل تركوه بمحافظتهم..
خذها قاعدة، المحافظة التي مسؤوليها الرسميين يحسبون ألف حساب لرأي وتأثير رجال أعمالها ومستوى وعيهم وحكمتهم وتواصلهم بأمير المنطقة، هم الذين يرفعون سريعاً تنمية مكانهم، بينما الذين متقوقعين ولا يعرفون من التنمية حتى إسمها وهمهم فقط كنز أموالهم وإخفاء حجمها حتى على أبناءهم فهؤلاء لا يهتم بهم المسؤولين بالمحافظة ولا يعتبرونهم غير رجال مصالح وواسطات سلبية، وبسببهم قد يحدث خلل أو فساد لضعف المواطن وغياب وعيه..
الى لقاء في حديث سحر آخر.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.