نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مبادرة طريق مكة.. أرقام قياسية, اليوم الخميس 29 مايو 2025 11:31 مساءً
نشر بوساطة غيداء السنيدي في الرياض يوم 29 - 05 - 2025
سرعة في الإجراء ودقة في التنفيذ
مع بداية كل موسم حج، تتجه أنظار العالم إلى المملكة العربية السعودية، وهي تنسج واحدًا من أعظم مشاهد التنظيم والخدمة الإنسانية، حيث يجتمع الملايين في بقعة واحدة لأداء ركن من أركان الإسلام. وتبرز صور الحشود في الحرم المكي والمشاعر المقدسة.
وفي هذا السياق تأتي مبادرة طريق مكة هي إحدى المبادرات الرائدة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية عام 2017 ضمن برنامج «خدمة ضيوف الرحمن»، أحد برامج رؤية السعودية 2030.
تُنفذ المبادرة بإشراف وزارة الداخلية وبالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية مثل وزارة الحج والعمرة، وزارة الصحة، وزارة الخارجية، هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، المديرية العامة للجوازات، وهيئة البيانات والذكاء الاصطناعي. وتُعَدّ نموذجًا فريدًا لتكامل الجهود بين القطاعات المختلفة لتقديم خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن.
تغطي المبادرة مجموعة من الخدمات تشمل إصدار التأشيرات، تسجيل الخصائص الحيوية، التأكد من توفر الاشتراطات الصحية، وإنهاء إجراءات الجوازات وترميز الأمتعة. وبعد وصول الحجاج إلى المملكة، يتم نقلهم مباشرة إلى مقار سكنهم في مكة المكرمة أو المدينة المنورة، بينما تُنقل أمتعتهم بشكل مستقل ومنظم إلى أماكن إقامتهم.
تسهيل إجراءات دخول الحجاج من بلد المغادرة
تهدف مبادرة طريق مكة إلى اختصار الجهد والوقت على الحجاج القادمين من خارج المملكة، من خلال إنهاء جميع الإجراءات اللازمة قبل الوصول إلى الأراضي السعودية. وتشمل هذه الإجراءات إصدار التأشيرة، الجمارك، الجوازات، التحقق من الاشتراطات الصحية، وترميز الأمتعة. تتم هذه العمليات في صالات مخصصة داخل مطارات الدول المشمولة بالمبادرة، مما يتيح للحاج أن ينتقل فور وصوله إلى الحافلة التي تقله مباشرة إلى مقر إقامته في مكة أو المدينة، دون أي تأخير أو ازدحام. بالإضافة إلى تحسين تجربة الحاج من لحظة المغادرة حتى العودة.
وتركّز المبادرة على جعل رحلة الحج تجربة روحانية خالصة، من خلال رفع الأعباء الإدارية والتنظيمية عن الحجاج. يتم استقبالهم في مطارات دولهم بابتسامة وتعاون من فرق سعودية متخصصة، كما يتم تتبع أمتعتهم وإيصالها إلى أماكن سكنهم تلقائيًا، مما يزيل عنهم القلق المرتبط بالتنقل أو فقدان الأمتعة. بهذه الطريقة، يبدأ الحاج رحلته براحة واطمئنان. وتطبيق أعلى معايير التنسيق والتكامل الحكومي.
حيث تُعد المبادرة نموذجًا رائدًا في التنسيق بين مختلف الجهات الحكومية السعودية، بما في ذلك وزارة الداخلية، وزارة الخارجية، وزارة الحج والعمرة، الهيئة العامة للجمارك، هيئة الطيران المدني، والخطوط الجوية السعودية، إلى جانب الجهات الأمنية والصحية. هذا التكامل يعكس قدرة المملكة على تنظيم عمليات معقّدة بسلاسة، مع استخدام أحدث التقنيات لتتبع الحجاج وأمتعتهم، وضمان سلامتهم وراحتهم.
ويتم تخفيف الضغط على المنافذ الجوية السعودية بفضل المبادرة، من خلال تقليل الزحام والإجراءات المطوّلة في المطارات السعودية، إذ يصل الحاج وهو قد أتم كافة المتطلبات القانونية والصحية. هذا يسمح بإدارة الحشود بشكل أفضل، وتوجيه الجهود لخدمة الحجاج في مواقعهم بالمشاعر المقدسة، بدلًا من استنزاف الوقت في المطارات.
الاستفادة من التقنية والرقمنة
من خلال حسن الاستقبال، والتنظيم الاحترافي، والخدمة عالية المستوى، تبرز المبادرة صورة المملكة كدولة تقدم خدمات الحج على أعلى مستوى من الجودة والإنسانية. وتعبّر عن رؤية السعودية 2030 التي تضع خدمة ضيوف الرحمن كأولوية وطنية، وتعكس الدور القيادي والروحي للمملكة في العالم الإسلامي.
وتعتمد المبادرة على تقنيات رقمية متقدمة تشمل قواعد بيانات موحدة، أجهزة تحقق بيومتري (بصمة ووجه)، نظم تتبع الأمتعة، وتطبيقات للتنسيق بين الجهات. هذا الاستخدام للتقنية يضمن سرعة الإجراءات، ودقتها، ويقلل من الأخطاء البشرية، مما يجعل التجربة أكثر كفاءة وأمانًا.
إنجازات موسم حج 2024
الإنجازات الملموسة التي حققتها خلال موسم حج 2024، والتي جاءت لتؤكد نجاح هذه المبادرة في تحقيق أهدافها ورفع مستوى رضا الحجاج. فقد استفاد منها هذا العام 322,901 حاجًا من سبع دول مشاركة، وهو رقم يعكس التوسع المستمر في نطاق المبادرة واستجابتها للطلب المتزايد.
ومن الناحية التشغيلية، تم تنفيذ 922 رحلة جوية لنقل الحجاج المستفيدين إلى المملكة، بمتوسط زمن قياسي لإنهاء إجراءات الحاج بلغ 40 ثانية فقط، ما يُبرز دقة التنظيم وسرعة الأداء. كما تم استخدام 24 جهازًا لوحيًا متنقلًا لتيسير تقديم الخدمات الرقمية وإنجاز الإجراءات إلكترونيًا. وإضافة إلى ذلك، تم نقل أكثر من 43,000 حقيبة بشكل مباشر إلى أماكن إقامة الحجاج، في خطوة تهدف إلى راحتهم وتقليل أعباء التنقل والانتظار. وامتدت عمليات تنفيذ المبادرة على مدار 35 يومًا، شملت مراحل ما قبل وأثناء موسم الحج.
في ختام الحديث عن مبادرة «طريق مكة»، لا يسعنا إلا أن نقف بإعجاب أمام هذا الإنجاز الوطني الفريد، الذي يُجسّد الرؤية الحكيمة للمملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن، ويعكس مدى التقدير الذي توليه الدولة لمكانتها الدينية ودورها الريادي في العالم الإسلامي. لقد جاءت المبادرة كخطوة سبّاقة ضمن برامج رؤية السعودية 2030، لتكون نموذجًا عالميًا يُحتذى به في إدارة الحشود وتسهيل إجراءات السفر والعبور بسلاسة وأمان. إن «طريق مكة» ليست مجرد خدمة إدارية أو تنظيمية، بل هي قصة نجاح متكاملة، تحمل في طياتها رسائل إنسانية عظيمة، وتُبرز الوجه المشرق للمملكة في العطاء، والريادة، والابتكار، وحسن الضيافة. ومن خلال توحيد الجهود بين الجهات الحكومية السعودية، وتنفيذ الإجراءات في دول الحجاج قبل مغادرتهم، أصبحت الرحلة الإيمانية أكثر راحة وطمأنينة، خالية من عناء الانتظار والتعقيد.
ولأن المملكة لا تكتفي بالنجاح الآني، فإن تطوير هذه المبادرة واستمرارها في التوسع لتشمل دولًا جديدة يعكس التزامًا ثابتًا تجاه تحسين جودة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين عامًا بعد عام. وهكذا، فإن مبادرة «طريق مكة» تُمثّل حلقة من سلسلة مشروعات ومبادرات تسعى لتيسير أداء المناسك وتقديم تجربة روحية استثنائية لكل من يقصد بيت الله الحرام، في مشهد تتجلى فيه القيم الإسلامية الأصيلة: من رحمة، وتعاون، وإكرام للضيف.
وستظل «طريق مكة» علامة مضيئة في سجل المملكة، تروي للعالم أجمع كيف أن خدمة الحجاج شرف تتوارثه الأجيال، وتاريخ تكتبه الإنجازات، وطريق إلى المستقبل يُبنى على الإتقان والإيمان.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق