شمولية الثقافة مرآة الذات.. ورؤية المملكة نافذة للعالم

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شمولية الثقافة مرآة الذات.. ورؤية المملكة نافذة للعالم, اليوم الخميس 29 مايو 2025 02:04 صباحاً

شمولية الثقافة مرآة الذات.. ورؤية المملكة نافذة للعالم

نشر بوساطة خالد الخضري في الرياض يوم 29 - 05 - 2025

2134534
مع التغير المتسارع في العالم، تبقى الثقافة الركيزة الأساسية التي تحفظ هوية الشعوب وتعكس قيمها ورؤاها.
ولم تعد الثقافة محصورة في الفنون أو الآداب فقط، بل أصبحت مفهوماً شاملاً يتقاطع مع التعليم، الاقتصاد، التقنية، والهوية. إنها نسيج معقّد من اللغة، السلوك، المعتقدات، التراث، والإنتاج الإبداعي، وكلها تتداخل لتشكّل الوعي الجمعي لمجتمع ما.
وتكتسب شمولية الثقافة أهمية خاصة في زمن العولمة، إذ لا يعود الهدف فقط الحفاظ على الخصوصية، بل تقديمها للعالم بشكل معاصر يعبّر عن الذات دون انغلاق، ويفتح أبواب الحوار دون ذوبان. وهنا تتبدى أهمية السياسات الثقافية التي تدمج البعد المحلي بالبعد الكوني، وتسعى إلى بناء مجتمع معرفي مبدع، قادر على إنتاج ثقافته ومشاركته مع العالم.
وفي المملكة أخذت الثقافة طابعات شمولياً نسبة إلى تنوعها الذي يعكس تعدد المناطق (الوسطى، الشرقية، الغربية، الشمالية، والجنوبية)، ولكل منطقة لهجتها، وأزياؤها، وأطباقها، وفنونها الشعبية، والتقاليد الدينية والاجتماعية، إضافة إلى الفنون الشعبية مثل: العرضة، والسامري، والخطوة الجنوبية، وفنون البحر الأحمر، وهو ما رسخته رؤية المملكة 2030 دفعت نحو شمولية أكبر في الثقافة، من خلال دعم الفنون، وإقامة المهرجانات، وإنشاء الهيئات الثقافية، وتشجيع التنوع.
ولعب الشباب دورًا محوريًا في تشكيل ثقافة رقمية حديثة، من خلال منصات التواصل، والبودكاست، والتصميم، وصناعة المحتوى، فلا تقف شمولية الثقافة عند كونها محصلة لهذه العناصر، بل تتجلى أيضاً في قدرتها على احتواء التعدد داخل المجتمع الواحد، والتفاعل مع المتغيرات العالمية دون أن تفقد جذورها. فهي أداة للحوار بين الأجيال، وجسر للتواصل مع الثقافات الأخرى، كما أنها عامل حاسم في بناء صورة الدولة على المستويين الإقليمي والدولي، وهو ما جعل الاستثمار في الثقافة اليوم حاجة ضرورة استراتيجية لتحقيق التماسك الاجتماعي والتنمية المستدامة.
وفي هذا الإطار، تبرز المملكة العربية السعودية كنموذج حيّ لتحول ثقافي شامل، يشمل جميع مجالات الحياة. فمع انطلاق رؤية السعودية 2030، لم تعد الثقافة حقلاً جانبياً، بل أصبحت في صلب التنمية الوطنية، ومكوّناً رئيسياً لهوية المواطن والمجتمع.
كما سعت المملكة إلى تعزيز الاهتمام بالتراث، دعم الفنون، إطلاق المواسم الثقافية، تأسيس الهيئات الأدبية والفنية، وتشجيع المواهب المحلية، مكانة الثقافة، وأظهر الوجه المتنوع والمتجدد للسعودية. وتحول الفضاء الثقافي في المملكة إلى مساحة حرة للتعبير والتجريب والابتكار، تحتضن الأصوات الجديدة وتفتح المجال أمام سرد روايات لم تكن تجد مكاناً من قبل.
وتأتي الكتابة الإبداعية من بين أبرز ملامح هذا التحول، حيث أصبحت من أكثر الأدوات فعالية في التعبير عن ملامح الثقافة السعودية الجديدة. فالرواية، والقصة، والشعر، والمسرح، كلها تشهد ازدهاراً لافتاً، ليس من حيث الإنتاج فقط، بل من حيث الجرأة في الطرح، والابتكار في الأسلوب. وتتناول الأعمال الأدبية قضايا مثل: التحول الاجتماعي، وصراع التقليد والحداثة، وتمكين المرأة، والهوية الوطنية، وتجارب الشباب في عالم سريع التغير.
ولا تنفصل العملية الإبداعية في السياق السعودي عن المحيط. فالكاتب يستمد أفكاره من الواقع المحلي، يصيغها بلغة فنية، ويعيد تقديمها للقارئ عبر منصات متعددة، سواء كانت ورقية أو رقمية. وتُعد هذه الممارسة شكلاً من أشكال التفاعل الثقافي، والتوثيق، وحتى النقد الاجتماعي.
فالثقافة الشاملة ليست مجرد مفهوم نظري، بل ممارسة يومية تنعكس في الفن، والسلوك، واللغة، والإبداع. وفي المملكة، تحولت الكتابة الإبداعية إلى أداة حيّة تنقل ملامح هذا التحول، وتوثق روح مجتمع يتغير، ويحتفظ بهويته في آنٍ معاً.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق