نشر بوساطة أميرة المولد في الرياض يوم 04 - 04 - 2025

تعد الأعياد من المناسبات الخاصة التي تنطوي على عادات وتقاليد متوارثة تنعكس بشكل جلي على مائدة الإفطار التي اكتسبت مظهرا شعبياً بما تضمه من أكلات سائدة في ذلك الزمن والتي اوجدتها الظروف المعيشية، فلم تكن ضيفاً عابراً وإنما موروث قاوم الزمن بما فيه الأكلات العصرية بمختلف أصنافها ومكوناتها وتأصل في المجتمع وتوارثته الأجيال ليشكل رمزاً للتماسك وجزءًا من المشهد الاجتماعي في عيد الفطر.
يقول الدكتور ناصر الشريف ل"الرياض" الاحتفال بالعيد تجسيد حي لشعيرة دينية تجمع بين العبادة والفرحة والاحتفال به لتقوية الروابط بين المكون الاجتماعي، وبشكل عام يطل العيد ببهجته وعادته التي تمثل عنصراً مهما يجسد ثقافة المنطقة، مضيفاً أن الأطباق الشعبية تعتبر من أبرز هذه العادات وركيزة أساسية تتشكل من خلالها مائدة الإفطار، ففي محافظة الطائف يستقبل الناس هذه المناسبة بالتكبير والتهليل والذهاب للمشهد لتأدية صلاة العيد، ثم العودة للمنازل وتبادل التهاني مع الجيران وسكان الحي وتناول وجبة الإفطار على سفرة تتسم بالطابع البسيط، لافتاً أنها تتكون عادة من الأكلات الشعبية التي ترتبط ارتباطًا وثيقاً بأول أيام العيد وفي مقدمتها خبز المَلّة بالسمن والعسل والجبن البلدي إضافة إلى التمر، وأكلات أخرى مثل الشغاريف، والمرقوق، والجريش، والأرز، المعدوس، والعصيدة، والعريكة، وغيرها، ثم يتجهون للمنازل للمعايدة ومشاركة الأهالي مشاعر الفرح وترسيخ وتقوية الروابط الاجتماعية وتوطيد العلاقات تحقيقًا لتعاليم الدين الإسلامي، لافتاً في المساء تكون الاجتماعات وتقام مراسم الاحتفالات والأفراح من خلال أداء ألوان الفنون الشعبية التي تعد من أبرز ملامح الاحتفال بالعيد تعبيراً عن الفرح، فعلى سبيل المثال: يتم استعراض فن المجرور الطائفي وحيوما أو القلطة أو بما يسمي الرجز التي يتفاعل معها الجميع بسعادة بالغة. ولفت الشريف إلى أن الاحتفالات تمتد للقرى التابعة للمحافظة، وتستمر لأربعة أيام وسط أجواء من الفرح والبهجة.
ويقول هاشم القرشي صاحب معمل للمَلّة الجمرية بمحافظة الطائف: العيد مناسبة مهمة تجمع الناس في أجواء مليئة بالألفة والمحبة والبهجة، مؤكداً أن من أشهر العادات المتوارثة المرتبطة تقديم المَلّة على مائدة الإفطار، والتي تعتبر موروثا تجذر لعادات موغلة في القدم، لافتاً أن الاقبال يزداد عليها مع حلول عيد الفطر؛ لأنها الوجبة الأساسية على مائدة الإفطار، وتعتبر من الأكلات الشعبية الحاضرة وبقوة في العيد، وأن إطالة أمدها واستمراريتها كعادة نتيجة لتوارثها عبر الأجيال وهي بشكل عام تضفي طابعا مميزاً على السفرة الطائفية، فلا يمكن أن يكتمل الاحتفال بهذه المناسبة إلا بوجودها.
الملة موروث بدلالات شعبية
الملة تتصدر مائدة العيد
الملة بالعسل والجبن البلدي والسمن
الملة الجمرية من الأساسيات في عيد الفطر بالطائف
د. ناصر الشريف
هاشم القرشي

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.