نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
القدية مستقبل الحياة العصرية, اليوم الأحد 23 مارس 2025 11:21 مساءً
نشر بوساطة عبد الله حمد الفوزان في الرياض يوم 23 - 03 - 2025
تشرَّفت مؤخراً بزيارة مدينة القدية التي تُعد أحد أبرز المشاريع الوطنية العملاقة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية ضمن مستهدفات رؤية 2030 حيث تُجسد طموحًا غير مسبوق نحو بناء مدينة متكاملة تُعيد تعريف وتشكيل مفاهيم النشاطات الترفيهية واللعب، والرياضة، والثقافة والقطاعات المرتبطة فيها مع توفير نمط حياة متوازن وحديث، حيث تقع المدينة على بُعد نحو 40 كيلومترًا من العاصمة الرياض، وتمتد على مساحة تتجاوز 370 كيلومترًا مربعًا؛ ما يجعلها واحدة من أضخم المشاريع العالمية التي تتنوع معالمها وتتعدد استخداماتها.
وعلى الرغم من المنظور العام لشهرتها كوجهة ترفيهية وسياحية ضخمة، إلا أنَّها ليست مجرد منتزه ضخم بل هي مدينة مستقبلية متكاملة صُممت لتحتضن أكثر من 500 ألف نسمة، وتوفر لهم بيئة متكاملة للعيش والعمل والأنشطة الترفيهية في آنٍ واحد؛ حيث ستشمل المدينة أحياء سكنية ذكية، مراكز تعليمية، منشآت طبية، مناطق أعمال، ومساحات خضراء؛ مما يعزز أسلوب حياة حضري متطور ومتناغم مع البيئة المحيطة في المدينة.
إنَّ التناغم الفريد بين البيئة الجبلية والمكان يعد علامة فارقة في مدينة القدية، حيث يمتاز تصميم القدية بدمجه الذكي بين التضاريس الجبلية الطبيعية ومعمارها الحديث؛ مما يجعل تجربة العيش والتنقل داخل المدينة تجربة بصرية وروحية فريدة. تُستثمر كذلك في المدينة المرتفعات والمنحدرات لتوفير إطلالات ساحرة ومواقع استثنائية لمرافق اللعب، الرياضة، والسكن، في تناغم يعكس احترام البيئة وتفرد المكان مما يتكامل مع خريطة العِمَارَة السعودية التي أطلقها ولي العهد الأسبوع الفائت والتي تشمل 19 طرازًا معماريًا مستوحى من الخصائص الجغرافية والثقافية للمملكة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وما سيجعل القدية أيقونة عالمية توفر مجموعة من العناصر الأساسية تتمثل في تعزيز اللعب والابتكار من خلال مدينة "أكوا أريبيا" التي من المستهدف أن تكون أكبر مدينة ألعاب مائية في الصحراء وكذلك الرياضات النوعية والمغامرات من خلال منشآت ضخمة، مثل: الملعب العالمي للجولف وسباقات (الفورميلا1) ومراكز التدريب الكبرى، وأستاذ القدية الذي يعد أيقونة معمارية ورياضية تعتمد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى التصميم المبتكر، حيث من المستهدف أن يكون أحد ملاعب نسخة كأس العالم 2034 الذي سيقام بمشيئة الله في المملكة العربية السعودية.
وما سيزيد من تفرد المدينة هو التخطيط المسبق للثقافة والفنون والتي سوف تساهم بلاشك في إحياء التراث الوطني وتعزيز الحضور الثقافي للمملكة من خلال المسارح والمتاحف واستديوهات الإنتاج والمراكز الإبداعية، كل ذلك مدعوماً بعنصر الطبيعة والاستدامة من خلال المسارات الطبيعية التي تحافظ على البيئة وتتوافق مع الطبيعة الجبلية للمدينة.
بلاشك ومن خلال النظر للتجارب العالمية في صناعة الترفيه والإسكان والثقافة والرياضة سيكون لهذه المدينة آثار عدة حيث ستسهم في خلق عشرات الآلاف من فرص العمل الدائمة والموسمية، كما ستُعزز من مكانة المملكة كوجهة عالمية للسياحة والترفيه والرياضة، وتوفر بيئة مثالية لجذب الاستثمارات المحلية والدولية، وتُعد كذلك رافدًا قويًا لاقتصاد متنوع غير نفطي، ومصدر إلهام للأجيال القادمة من أبناء وطننا في مجالات الابتكار والإبداع والإنتاج الثقافي.
إنَّ مدينة القدية ليست مجرد مشروع سيتم إنجازه، بل هي رؤية تتجسد على أرض الواقع تجعلنا فخورين بإنجازاتنا الوطنية، حيث يلتقي في القدية الإبداع بالاستدامة، والطبيعة بالتقنية، والتجربة بالعيش؛ إنها مشروع وطن ومجتمع وحضارة، وخطوة استراتيجية نحو تعزيز المكانة العالمية لمملكتنا الحبيبة على كافة المستويات.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق