ويُجري ممثِّلون عن حماس، محادثات مع مسؤولين مصريِّين في القاهرة؛ لمناقشة مجريات الهدنة الهشَّة في القطاع، والتي دخلت حيِّز التنفيذ في يناير، بعد أكثر من خمسة عشر شهرًا من الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وقالت حماس -في بيان- الأمس، إنَّ وفدها شدَّد على «ضرورة الالتزام بكل بنود الاتفاق، والذهاب الفوريِّ لبدء مفاوضات المرحلة الثانية، وفتح المعابر، وإعادة دخول المواد الإغاثيَّة للقطاع دون قيدٍ أو شرط».من جهتها، أعلنت إسرائيل أنَّها سترسل وفدًا اليوم إلى قطر، إحدَى الدول الوسيطة إلى جانب مصر، والولايات المتحدة؛ «بهدف دفع المفاوضات قُدمًا».
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنَّ الوفد سيتوجَّه إلى الدوحة «بدعوة من الوسطاء المدعومِين من الولايات المتحدة»؛ لمحاولة تجاوز الخلافات حول المرحلة التالية التي يُفترض أنْ تؤدِّي إلى وضع حدٍّ نهائيٍّ للحرب في القطاع المدمَّر.
ويقوم الطرح، بحسب إسرائيل، على إطلاق سراح «نصف الرَّهائن، الأحياء والأموات»، في اليوم الأول من دخول التَّمديد حيِّز التنفيذ، ويتم إطلاق سراح بقيَّة الرهائن (الأحياء أو الأموات)، بحال التوصل لاتفاق دائم بشأن وقف النَّار.
وتشترط إسرائيل «نزع السِّلاح بشكل كامل» من القطاع، وخروج حماس من غزَّة، وعودة ما بقي من رهائن قبل الانتقال إلى المرحلة الثَّانية.
في المقابل، تصرُّ حماس على البقاء في القطاع، الذي تتولَّى إدارته منذ 2007، وعلى انسحاب الجيش الإسرائيليِّ بشكل كامل من غزَّة، ووضع حدٍّ للحصار المفروض، وإعادة الإعمار، وتوفير مساعدات ماليَّة بناء على خطة أقرَّتها القمَّة العربيَّة التي انعقدت مؤخَّرًا.
وأتاحت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار عودة 33 من الرهائن إلى إسرائيل، بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.
والسبت، طالب أكثر من 50 رهينةً مفرجًا عنهم، وعائلات محتجزين، نتنياهو بتنفيذ الاتفاق مع حماس «بالكامل»، وضمان الإفراج عمَّن تبقى من محتجزين في غزَّة.
وقالت إيناف زنكاوغر خلال التجمع الأسبوعي لمنتدى عائلات الرهائن في تل أبيب: إنَّ «الحرب قد تندلع مجددًا خلال أسبوع»، مضيفةً «الحرب لن تعيد الرهائن، بل ستقتلهم. وحده اتفاق يعيدهم جميعًا مرَّة واحدة، سيرجعهم».
واتهمت نتنياهو بتقويض المفاوضات، واستخدام نجلها ماتان و»الرهائن الآخرين بيادق على رقعته السياسيَّة».
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وجَّه الأربعاء إلى حماس «آخر تحذير»، من أجل أنْ تطلق «في الحال» سراح جميع الرهائن الأحياء والأموات، الذين تحتجزهم وتغادر قيادتها قطاع غزَّة، متوعِّدًا سكَّان قطاع غزَّة بالموت «إذا احتفظتم بالرَّهائن»، في وعيد أتى بُعيد تأكيد واشنطن أنَّها أجرت اتِّصالات مباشرة مع الحركة الفلسطينيَّة.
وكتب على منصَّته «تروث سوشل»، «إلى سكَّان قطاع غزَّة: هناك مستقبل جميل ينتظركم، لكن ليس إذا احتفظتم بالرَّهائن. إذا احتفظتم برهائن أنتم أموات! خذُوا القرار الصَّحيح».
وقال طاهر النونو، القيادي في حماس: إنَّ عدة لقاءات عُقدت بين قيادات الحركة والمبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بولر.
وقال: «عدَّة لقاءات تمَّت بالفعل بالدوحة، تركَّزت حول إطلاق سراح أحد الأسرى مزدوجي الجنسيَّة، وتعاملنا بإيجابيَّة ومرونة كبيرة، بما يصبُّ في مصلحة الشَّعبِ الفلسطينيِّ».
وصرَّح النونو، أنَّ الجانب الأمريكي لم يطرح في جلسات الحوار -التي جرت مع ممثِّلين عن الحركة- إزاحة «حماس» من المشهد السياسيِّ الفلسطينيِّ.
وقال -في تصريحات لوسائل إعلام مصريَّة- إنَّ عدَّة لقاءات عُقدت في الدوحة بين قيادات من «حماس»، وأمريكا، وكانت اللقاءات «إيجابيَّةً ويمكن البناء عليها».
وتابع قائلًا: «لم يكن هناك إملاءات أمريكيَّة، ولكن تحدَّثنا عن الأسرى، وكيفيَّة الدخول في المرحلة الثانية، وتطبيق الاتفاق، وتحقيق الاستقرار في المنطقة».
وتطرَّق النونو إلى لقاءات وفد حماس في القاهرة، وقال: إنَّ لقاءات وفد الحركة في القاهرة ناقشت «التصوُّر المصري حول دعم الشَّعب الفلسطينيِّ وإدخال المساعدات»، مشيرًا إلى أنَّ حماس أكَّدت على التزامها التَّام بالاتفاق، مع ضرورة التزام إسرائيل به.
وفي وقت سابق، أعلنت حركة «حماس»، أمس، موافقتها على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعيِّ من شخصيَّات وطنيَّة مستقلَّة لإدارة قطاع غزَّة، إلى حين استكمال ترتيب البيت الفلسطينيِّ، وإجراء الانتخابات العامَّة على المستويات الوطنيَّة والرئاسيَّة والتشريعيَّة.
جاء ذلك خلال لقاء عقده وفد من قيادة الحركة، برئاسة محمد درويش، رئيس المجلس القيادي لـ«حماس»، مع رئيس جهاز المخابرات العامَّة المصريَّة، اللواء حسن رشاد، في القاهرة، حيث ناقش الجانبان عدَّة قضايا، من بينها تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النَّار، وتبادل الأسرى.
وأعرب وفد «حماس» -في بيان عقب اللقاء- عن تقديره للجهود المصريَّة، خصوصًا في مواجهة مخططات تهجير الفلسطينيِّين، كما رحَّب بمخرجات القمَّة العربيَّة، لاسيَّما خطَّة إعادة إعمار قطاع غزَّة، مجدِّدًا التَّأكيد على «الحقوق الثَّابتة للشَّعب الفلسطينيِّ».
وشدَّد الوفد على أهميَّة الالتزام بجميع بنود الاتِّفاق، داعيًا إلى بدء مفاوضات المرحلة الثَّانية فورًا، وفتح المعابر، والسَّماح بدخول المساعدات الإنسانيَّة إلى القطاع دون قيود.
في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس، أنَّه شنّ غارةً جويَّة استهدفت أشخاصًا كانوا يقومُون بزرع «عبوَّة ناسفة» قرب قواته في شمال قطاع غزَّة.
وقال -في بيان- إنَّه «رصد عدَّة أشخاص.. يحاولون زرع عبوَّة ناسفة» قرب قواته في شمال قطاع غزَّة، مضيفًا «قام سلاح الجو الإسرائيلي بشنِّ غارة على الإرهابيِّين».
وتتمحور التباينات في المفاوضات حول إطلاق المرحلة الثَّانية من الاتفاق، الذي من المفترض أنْ يتضمَّن ثلاث مراحل.
امتدت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار ستة أسابيع. ومع انقضائها في نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت إسرائيل رغبتها في تمديدها حتَّى منتصف أبريل بناء على مقترح أمريكي.
ويقوم الطرح، بحسب إسرائيل، على إطلاق سراح «نصف الرهائن، الأحياء والأموات» في اليوم الأوَّل من دخول التمديد حيِّز التنفيذ، ويتم إطلاق سراح بقيَّة الرهائن (الأحياء أو الأموات) بحال التوصُّل لاتفاق دائم بشأن وقف النار.
وتشترط إسرائيل «نزع السلاح بشكل كامل» من القطاع، وخروج حماس من غزَّة، وعودة ما بقي من رهائن قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية.
في المقابل، تصرُّ حماس على البقاء في القطاع الذي تتولَّى إدارته منذ العام 2007، وعلى انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من غزَّة، ووضع حدٍّ للحصار المفروض، وإعادة الإعمار، وتوفير مساعدات ماليَّة بناءً على خطَّة أقرَّتها القمَّة العربيَّة التي انعقدت مؤخَّرًا.
وجدَّد القيادي في حماس محمود مرداوي، التأكيد على التزام الحركة «تنفيذ كل بنود الاتفاق».
وشدَّد مجدَّدًا على «ضرورة إجبار الاحتلال (إسرائيل) على تنفيذ الاتفاق، والذهاب الفوري لبدء مفاوضات المرحلة الثانية»، وفق «المعايير المتَّفق عليها».
وكان المتحدِّث باسم الحركة عبداللطيف القانوع، أكَّد -في بيان- مساء السبت، أنَّ «المؤشِّرات إيجابيَّة بشأن بدء مفاوضات المرحلة الثانية».
وأضاف: إنَّ «جهود الوسطاء المصريِّين والقطريِّين مستمرَّة؛ لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار»، الذي بدأ تنفيذه في 19 يناير، وانتهت مرحلته الأُولى في الأوَّل من مارس.
لكنَّه شدَّد على «ضرورة إلزام الوسطاء لإسرائيل بتنفيذ الاتفاق».
بوهلر: لسنا عملاء لإسرائيل
الاجتماع مع «حماس» كان «مفيداً جداً»
قال مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، أمس، إن الاجتماعات الأمريكية مع «حركة المقاومة الإسلامية (حماس)» الفلسطينية بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة «كانت مفيدة جداً».
ولم يستبعد بوهلر عقد لقاءات إضافية مع «حماس».
ونقلت وكالة «رويترز»، عن بوهلر قوله، إن اجتماعاته مع قادة «حماس» في الأيام القليلة الماضية كانت تسعى إلى تحديد الغاية النهائية للحركة بهدف إنهاء القتال.
وأضاف بوهلر في مقابلة مع برنامج «حالة الاتحاد» على شبكة «سي إن إن»: «أعتقد أنه كان اجتماعاً مفيداً جداً. كان من المفيد للغاية سماع بعض الأخذ والرد».
وقال إنه يتفهم «الفزع والقلق الذي عبر عنه المسؤول الإسرائيلي رون ديرمر بشأن التواصل المباشر مع (حماس)»، لكنه أكد أنه كان لديه «هدف واضح» في محادثاته.
وأضاف: «نحن الولايات المتحدة. نحن لسنا عملاء لإسرائيل... لدينا مصالح محددة في اللعبة، وتواصلنا ذهاباً وإياباً... ما أردت إنجازه هو بدء بعض المفاوضات التي كانت في وضع هش للغاية.
وأردت أن أقول لـ(حماس): ما الغاية التي تريدون الوصول إليها؟».
ومن المقرر أن يصل مبعوثون أمريكيون إلى المنطقة هذا الأسبوع لمواصلة المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وقال بوهلر إنه يعتقد أنه يمكن تحقيق شيء بشأن الرهائن المحتجزين في غزة خلال أسابيع، دون أن يوضح تفاصيل.
وقال إنه يعتقد أن من الممكن التوصل إلى اتفاق يسمح بإطلاق سراح جميع الرهائن وليس فقط الأمريكيين المحتجزين في القطاع.
أخبار متعلقة :