نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
محلل سياسي يكشف للنهار : كيف تتعامل امريكا بسياسة العصا والجزرة مع القضايا العربية, اليوم الأحد 9 مارس 2025 11:24 مساءً
منذ ان تفردت الولايات المتحدة الامريكية بالانفرادية في القرارات الدولية وفي اعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي 1989 واضحت الولايات المتحدة القطب الواحد عالميا بلا منازع ومن ذلك التاريخ وتنشط امريكا بشكل انفرادي في قيادة العالم وتعمل بشتي الطرق لتحقيق احلام وتطلعات الكيان الصهيوني في مختلف الجبهات واليوم وفي اعقاب انطلاق طوفان الاقصي في اكتوبر 2023 وتتعامل مع قضايا المنطقة بالترغيب والترهيب . يقول الدكتور عادل القليعي المحلل السياسي والكاتب والاستاذ بجامعة حلوان في تصريحاته للنهار لعل الباحث في مجال الفكر السياسي يعي جيدا مفهوم مصطلح العصا والجزرة فإذا ما أخفقت الجزرة على الفور لاحت فى الأفق العصا ، إن تلميحا أو تلويحا أو تصريحا.
وهكذا مردت الإدارة الأمريكية - وكل قوى الطغاة والمستبدين - عبر تاريخها على استخدام هذا السلاح ، الذي قد يجدي حينا مع دول بعينها دأبت على الخنوع والركوع.
وقد لا يجدي آحايين كثيرة مع دول أخرى قد لا تتساوى أو تتكافأمع قدرات الولايات المتحدة الأمريكية ، عسكريا أو اقتصاديا ، لكنها قد تمتلك الحكنة والقدرة على المناكفة سياسيا.
بما تستطيع معها البقاء في دائرة الضوء ، ليس هذا وح
ويشير الدكتور القليعي في تصريحاته للنهار ان تلك هي فلسفة البراجماتية الأمريكية ، منفعتي قبل وبعد كل شئ إن سياسة العصا والجزرة التي تبنتها أمريكا تقوم على عدة ركائز أساسية
الركيزة الأولى ، تحقيق المصلحة عبر الوسطاء.
الركيزة الثانية ، تحقيق الفائدة عبر العملاء.
الركيزة الثالثة ، تحقيق المنفعة من خلال الشركاء.
وكل هذه الركائز الثلاثة بغيتها مجتمعة تحقيق الهيمنة وتحقيق بسط نفوذ القطب الأوحد المتفرد ، عسكريا ، سياسيا ، إقتصاديا ، وثقافيا وتلك هي سياسة الغول الأمريكي الذي نجح إلى الآن في تحقيق مآربه وتحقيق حلمه الأعظم ، ألا وهو الوقوف بمنتهى القوة في وجه الدب الروسي ، ونجح في تفكيك الاتحاد السوفيتي إلى دويلات ، وهذه الدويلات استقل بعض منها ، كالشيشان مثلا.
لكن هل نجحت أمريكا في بسط هيمنتها على دول الشرق الأوسط.؟!، ودول شرق آسيا.
الرأي عندي أنها تسعى جاهدة أن تحقق حلمها عن طريق أفكارهم الشيطانية بما أطلقوا عليه الشرق الأوسط الجديد.
عن طريق الوسطاء الذين يتمثل دورهم فى السياسة (فلسفة التماهي السياسي)، سفراء وزراء ، قنصليات ، إرسال وزير ، سحب سفير، وهكذا دواليك ومن وراء ذلك تعمل المخابراتية عملها في نشر أفكارهم الاستيطانية والاستعمارية مستخدمة السلاح السياسي ثقافي ، وإظهارهم بالمظهر الناصح الأمين الذي لا يريد إلا الخير ولن يتحقق هذا الخير إلا من خلالهم.
ويحدد الدكتورالقليعي العملاء فدورهم أشد وأخطر ، أولئك الذي يشترون أما بالكراسي ، أو بالمال ، أو بأي مغرى من المغريات كاستقطابهم واستمالتهم في صورة دورات تدريبية أو منح دراسية ، وهناك يخضعون المبتعثون لعمليات غسيل مخ ، من خلال أفكارهم التي يريدون بثها ونشرها في تلك الدول أو ما يسمى بتنفيذ أجندات خارجية.
مثلما حدث في ما يسمى بثورة يناير ، أقصد (نكسة يناير)، فما أن احتلت الجموع الميادين ، وركبت جماعات بعينها على منصات ميدان التحرير ، راح الأمريكان يراقبون من سيحصل على الكعكة ، أو على أقل تقدير النصيب الأوفر من الكعكة (سياسة مع الربحان والفائز).
وتلك هي العمالة التى أرادوا من خلالها بسط الهيمنة على مصر ، وإخضاعها للإملاءات عن طريق التلويح بالجزرة ، متمثلة في المعونات العسكرية ، والاقتصادية ، والمنح الدراسية ، وبروتوكولات التعاون في مختلف المجالات.
لكن الغرض واضح والغاية واضحة حتى وإن اختلفت الوسائل ، فبمجرد ما لاح فى الأفق زوال الحكم الإسلامي ، استشعر الأمريكان الخطر ، وعندما برزت ثورة يوليو وانحياز الجيش إلى الشعب من خلال حمايته لثورته المباركة، ظهر الأمريكان مرة أخرى مستخدمين الجزرة مرة أخرى
لكن تيقن القادة النشامى أن جزرتهم هذه مريرة الطعم بغيتها فرض النفوذ ، ليس على مصر ، وإنما محاولة السيطرة على جميع دول وممالك الوطن العربي فكما تمت السيطرة على العراق وسوريا والسودان وكثير من البلدان العربية عن طريق القواعد العسكرية وخلافه.
وعن طريق محاولة اللعب على التهجير ، تهجير أهل غزة.
وهنا يأتي دور الشركاء ، الذين تستعملهم أمريكا من وراء حجاب ممدة إياهم بالقوة العسكرية من طائرات وصواريخ وقنابل وتحريك أساطيل وفرقاطات وحاملات طائرات ، بمعنى أدق استعمالها كقوى ردع عبر الشريك الظاهر الذي ينفذ مخطط الشريك الخفي.
وتلك هي سياسة العصا.
سلاح الردع ففضلا عن ترسانة البطش العسكرية ، فرض العقوبات الاقتصادية والعسكرية كما هو الحادث الآن مع إيران ، ويلوحون بها إلينا.
ويتسأل الدكتور القليعي فهل سينجح معنا هذا السلاح.؟!
الرأي عندي ، فإنه لن يفلح هذا السلاح معنا لماذا ، لأنه إذا ما لوحت به أمريكا ، فلدينا أشياء كثيرة من الممكن أن نلوح بها وتلك قوى ردع ، قناة السويس ، التهديد بإلغاء إتفاقية السلام مع اليهود ، وهذا يهدد أمن الحليف والشريك المعتبر والذراع الطولى للأمريكان.
فضلا عن ذلك توحيد الصف العربي والإسلامي ضد هذه المخططات الصهيوأمريكية ، والأمريكي صهيونية.
فهما يلبسان ثوابا واحدا ، أمريكا تلبس النصف الأعلى والصهاينة يلبسون الجزء الأسفل ،فكرة الرأس والجسد ، العقل المدبر ، والقوة الغاشمة.
أيضا لن يفلحوا لأمر مهم يعلمونه جيدا ألا وهو اصطفاف الشعب حول قائده وتفويضه في كل ما يلزم لحماية الأمن القومي والحفاظ على مقدراته.
وبالطبع ستحترم أمريكا اختيار الشعب لماذا لأنها تريد أن تحافظ على صورتها أمام العالم التي تحاول أن تتسيده وإن فلسفة العصا والجزرة لن تجدى مع الشعوب التي اختارت حريتها ، وأبت أن تكون خانعة ذليلة وتمسكت بأراضيها واختارت أن تحيا في عزة وكرامة.
أخبار متعلقة :