اليوم الجديد

سويسرا تطرح «حصانة» لبوتين من أجل «مؤتمر السلام»

أكد وزير الخارجية السويسري، أمس، أنَّ بلاده ستمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «حصانة» إذا ما حضر «لمؤتمر حول السلام» في أوكرانيا، على الرغم من مذكرة التوقيف الصادرة في حقه عن المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التواطؤ في ترحيل جماعي للأطفال الأوكرانيين إلى روسيا. إلى ذلك، اختار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي أثارت حلته جدلًا وسجالًا مع ترامب وطاقمه خلال آخر زيارة له إلى واشنطن في فبراير الماضي، ملابس أقرب إلى الزيِّ الرسميِّ في لقائه الرئيس الأمريكي الإثنين بالبيت الأبيض. ولاقت ملابس زيليسنكي استحسانًا هذه المرة في البيت الأبيض.

وأثار ذلك الزي خلال اجتماع فبراير من العوامل التي أفسدت الجلسة مع ترامب، حيث دخل الزعيمان في مشادة كلامية، قبل اقتياد الرئيس الأوكراني إلى خارج البيت الأبيض في وقت مبكر دون غداء.

أمَّا الاثنين، وفيما تواجه أوكرانيا ضغوطًا لقبول اتفاق سلام لإنهاء أعنف حرب في أوروبا منذ 80 عامًا، حضر زيلينسكي محادثاته مع ترامب مرتديًا ملابس أقرب إلى الزي الرسمي.

ولم يكن الزي الأسود بالكامل، بدون ربطة عنق، رسميًّا بمعنى الكلمة، لكن هيئته بدت على أيِّ حال مرضية للرئيس الأمريكي.

حتى أنَّ أحد المراسلين أشاد بالزعيم الأوكراني بسبب الملابس التي اختارها لجلسة المكتب البيضاوي مع ترامب.

وهو نفس المراسل الذي سأل زيلينسكي في فبراير عن سبب عدم ارتدائه بدلة.

من جهته، وجَّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، انتقادات لاذعة لنظيره فلاديمير بوتين، واصفًا إياه بـ»الغول على أبوابنا»، داعيًا إلى أنْ تكون مدينة جنيف مكان انعقاد القمة المحتمل أنْ تجمع الرئيس الروسي بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وصرَّح ماكرون في مقابلة بثَّت أمس، على محطة «ال سي اي» ردًّا على سؤال عن مكان عقد اللقاء الذي أعلن عنه بعد اجتماع دونالد ترامب بنظيره الأوكراني وعدَّة زعماء أوروبيين في واشنطن «هذه ليست مجرَّد فرضية بل هي إرادة جماعية».

وأشار «سيكون بلدًا محايدًا وعلى الأرجح إذن سويسرا. وأنا أؤيِّد جنيف، أو حتَّى أي بلد آخر. وجرت المحادثات الثنائية المرَّة الماضية في إسطنبول».

وأعلن الرئيس الفرنسي عن تنظيم اجتماع مع بريطانيا اعتبارًا من ظهر أمس، حول «تحالف الراغبين» الذي يجمع «البلدان الثلاثين التي تعمل على وضع ضمانات أمنية بغية إطلاعها على ما تقرَّر».

وبعد ذلك، «سنباشر العمل مع الأمريكيين» وسيطلق «المستشارون الدبلوماسيون والوزراء ورؤساء الأركان عجلة المسار لمعرفة من مستعد للقيام بأمور محدَّدة»، بحسب ماكرون.

وأوضح ماكرون أنَّ الاجتماع الذي يُعقد عبر تقنية الاتصال، سيشارك فيه نحو 30 من قادة الدول الحليفة لأوكرانيا. واقترح الرئيس الفرنسي أنْ تستضيف القمة المحتملة مدينة جنيف بسويسرا.

وفي ما يخصُّ التنازل عن أراضٍ، قال الرئيس الفرنسي إنَّ «الأمر يعود لأوكرانيا... وستقوم أوكرانيا بالتنازلات التي تعتبرها صائبة».

ونبَّه ماكرون إلى ضرورة توخِّي الحذر عند التكلّم عن الاعتراف بحقوق ما، «إذ نفتح عندها الباب على مصائب أخرى».

ولفت الرئيس الفرنسي في المقابلة التي أجرتها معه «ال سي اي» في أعقاب اللقاء الذي جرى في واشنطن إلى أنَّ الرئيس الروسي فلاديمير «بوتين نادرًا ما وفَّى بتعهُّداته منذ 2007-2008.

وهو ما انفكَّ يزعزع الاستقرار ويعيد النظر في الحدود لبسط نفوذه».

ورأى أنَّ «روسيا باتت مصدرًا لزعزعة الاستقرار على نحو مستدام وتهديدًا محتملًا لكثيرين منا».

وحذَّر من أنَّ «بلدًا يستثمر 40% من ميزانيته في تجهيزات لهذا الغرض، ويضمُّ جيشًا فيه أكثر من 1,3 مليون عنصر لن يعود إلى حالة سلام ونظام ديموقراطي منفتح بين ليلة وضحاها».

ورأى ماكرون أنَّ بوتين «بحاجة إذن إلى مواصلة الافتراس، بما في ذلك لضمان بقائه. وهو تاليًا مفترس، وغول على أبوابنا. وأنا لا أقول إنَّ فرنسا ستتعرَّض للاجتياح غدًا، لكنَّه تهديد للأوروبيين في نهاية المطاف. وينبغي ألَّا نكون ساذجين».

وكان اللقاء الذي عقد في واشنطن الاثنين قد تمحور على الضمانات الأمنية التي تطالب بها كييف في أي اتفاق سلام ينهي الحرب التي بدأت بالغزو الروسي مطلع العام 2022.

وهو أتى بعد أيام من قمة جمعت ترامب وبوتين في ولاية ألاسكا.

وعلى هامش الاجتماع الأمريكي الأوروبي، أجرى ترامب اتصالًا هاتفيًّا ببوتين، أبلغه فيه الأخير باستعداده للقاء نظيره الأوكراني.

وستكون هذه القمة في حال حصولها، الأولى بين الرئيسين الروسي والأوكراني منذ بدء الحرب.

أخبار متعلقة :