اليوم الجديد

الوسطاء ينتظرون ردّ إسرائيل على مقترح الهدنة

يترقب الوسطاء حاليا ردّ إسرائيل الرسمي، على مقترح جديد لهدنة في غزة أكدت حماس قبولها به، مبدية استعدادها لجولة جديدة من المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب المدمّرة في القطاع الفلسطيني المحاصر. ومنذ اندلاع الحرب قبل أكثر من 22 شهرا، أجرت إسرائيل والحركة الفلسطينية جولات تفاوضية عدة بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة، أفضت إلى هدنتين تمّ خلالهما تبادل رهائن بمعتقلين فلسطينيين، من دون التوصل إلى وقف نهائي للحرب.

والاثنين، أبلغت حماس قطر ومصر موافقتها على مقترح تقدمتا به لهدنة جديدة، بينما أكدت القاهرة أن الكرة باتت «في ملعب» إسرائيل.

وأمس، أكدت الدوحة أن المقترح الجديد «شبه متطابق» مع اقتراحات سبق لإسرائيل أن وافقت عليها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري خلال مؤتمر صحافي في الدوحة «استلمنا الرد كما قلنا من حركة حماس.

بالنسبة لنا هو رد إيجابي جدا ويمثل صورة شبه متطابقة لما تمت الموافقة عليه مسبقا من الطرف الإسرائيلي».

وكان مصدر في حركة الجهاد الإسلامي أفاد وكالة فرانس برس الاثنين بأن المقترح يشمل «وقف إطلاق نار مؤقت لـ60 يوما يتم خلالها إطلاق سراح عشرة إسرائيليين أحياء، وتسليم عدد من الجثث (جثث الرهائن المتوفين)، على أن تكون هناك مفاوضات فورية لصفقة أشمل، بما يضمن التوصل إلى اتفاق بشأن اليوم التالي لانتهاء الحرب والعدوان في قطاع غزة بوجود ضمانات».

وقال الأنصاري أمس» نحن الآن لسنا فقط في لحظة محورية أو حاسمة... نحن الآن في لحظة إنسانية فارقة»، محذرا أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق الآن «فنحن أمام كارثة إنسانية ستجعل الكوارث التي سبقتها تتقزم أمامها».

وأتى المقترح بعد إقرار المجلس الأمني الإسرائيلي خطة للسيطرة على مدينة غزة في شمال القطاع، ووسط تحذيرات دولية من انتشار الجوع في القطاع المدمّر والمحاصر وبلوغه حافة المجاعة.

كما أتى في وقت يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ضغوطا داخل إسرائيل وخارجها لإنهاء الحرب.

ونزل عشرات آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع الأحد للمطالبة بوقف الحرب والتوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة.

ومن أصل 251 شخصا اقتيدوا إلى القطاع خلال هجوم أكتوبر 2023، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 تقول إسرائيل إنهم لقوا حتفهم.

وسبق لإسرائيل وحماس تبادل الاتهام بعرقلة محاولات التهدئة في غزة.

وقال القيادي في الحركة محمود مرداوي عبر منصة تلجرام «اليوم فتحت المقاومة الباب على مصراعيه أمام إمكانية إنجاز اتفاق، لكن يبقى الرهان على ألا يعمد نتانياهو مجددا إلى إغلاقه كما فعل سابقاً».

ولم يعلّق نتانياهو بعد علنا على المقترح الجديد.

لكنه أكد الأسبوع الماضي رفضه الإفراج التدريجي عن الرهائن وشدد على وجوب «عودتهم جميعا في إطار وضع حد للحرب إنما بشروطنا».

إلى ذلك، هاجم وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير المقترح، محذراً من «مأساة» في حال «رضخ نتانياهو لحماس».

وفي غضون ذلك، تتواصل الضربات في أنحاء القطاع، حيث أفاد الدفاع المدني فرانس برس بأن 28 فلسطينيا قتلوا بنيران إسرائيلية أمس.

وأشار المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إلى أن 11 من هؤلاء قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مراكز لتوزيع المساعدات في القطاع.

إلى ذلك، حذّر بصل من أن الوضع في حييّ الزيتون والصبرة الواقعين في جنوب مدينة غزة «خطير جدا ولا يحتمل»، مؤكدا أن طواقم الدفاع المدني لا تتمكن من الوصول إلى العديد من الإصابات والضحايا مع تواصل العمليات العسكرية والقصف الإسرائيلي.

وقال إن «عشرات آلاف المواطنين» ما زالوا في الحيّين «بدون طعام ولا ماء».

وبحسب شهود عيان، نزح مئات الأشخاص من منطقة الصبرة باتجاه غرب غزة.

وكان الجيش الإسرائيلي أكد الجمعة أن قواته البرية بدأت «العمل في منطقة الزيتون على أطراف مدينة غزة».

وأعلنت الأمم المتحدة أمس أن 181 عامل إغاثة قتلوا في غزة خلال العام 2024، من بين 383 لقوا حتفهم في مختلف أنحاء العالم، وهو رقم قياسي.

أخبار متعلقة :