وتزايد عدد السكان فيها على مدى الحرب المستمرة منذ أكثر من 22 شهرًا، مع نزوح أعداد كبيرة إليها هربًا من الضربات الإسرائيلية.
وتكتظ المدينة بخيام النازحين وأماكن الإيواء المرتجلة التي غالبًا ما تنصب فوق ركام مبانٍ دمرتها الغارات الإسرائيلية.واعتبر الجنرال الإسرائيلي السابق عمير عفيفي الذي يترأس «المنتدى الإسرائيلي للدفاع والأمن» أنَّ بإمكان الجيش القيام بعمليات في المنطقة، واصفًا مدينة غزَّة بأنها «حصن» و»قلب سلطة حماس».
ورأى أنَّ التحدِّي لإسرائيل سيكون إنسانيًّا بالمقام الأول، إذ تنص خطة نتنياهو بحسب التفاصيل القليلة التي رشحت عنها على توجيه الأمر إلى السكان بإخلاء المدينة قبل بدء العملية.
ولفت عفيفي إلى أنَّ نحو 300 ألف من سكان المدينة لم يغادروها بعد بدء الحرب، خلافًا لباقي القطاع حيث نزح جميع السكان تقريبًا، وقسم كبير منهم عدة مرات.
وتابع أنَّ إسرائيل سبق أنْ حاولت دفع المدنيين إلى النزوح جنوبًا نحو مناطق حدَّدتها على أنَّها «إنسانية»، لكن هذه المناطق باتت مكتظة ولا يمكنها استقبال وافدين جدد.
ورأى ميكايل ميلشتاين الضابط السابق في الاستخبارات الإسرائيلية أنَّه «لا يمكن إرسال مليون شخص جدد إلى هناك» فذلك سيسبب «أزمة إنسانيَّة مروِّعة».
كما أنَّ توزيع المساعدات الإنسانية بشكل أساس في مناطق تقع إلى جنوب مدينة غزَّة، ينبغي أنْ يحض السكان على التوجه إلى مراكز التوزيع التي تعتزم «مؤسسة غزَّة الإنسانية» المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل إقامتها في المستقبل لزيادة عدد مراكزها من أربعة حاليًّا إلى 16.
لكن أعدادًا من منتظري المساعدات يقتلون يوميًّا بنيران إسرائيلية في هذه المواقع التي وصفتها هيومن رايتس ووتش بأنها «مصيدة للموت» في القطاع المهدد بالمجاعة، فيما نددت الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بإضفاء طابع عسكري على المساعدات الإنسانية، رافضة التعامل مع تلك هذه المنظمة.
ويقدر ميلشتاين الذي يدير برنامج الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب، عدد مقاتلي كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، في المدينة بما بين 10 آلاف و15 ألفًا، بينهم كثيرون جندوا حديثًا.
وأوضح أنَّ «الشباب الفلسطينيين اليوم لا عمل لديهم ولا تعليم ولا مدرسة، وبالتالي من السهل إقناع فلسطيني في الـ17 أو الـ18 أو الـ19 من العمر بالالتحاق بكتائب القسام».
ولفت ميلشتاين إلى أنَّ المدينة التي كانت مركز سلطة حماس بعد سيطرتها على القطاع في 2007، تضم العديد من الناشطين، وعناصر الهيئات السياسية والمدنيَّة والاجتماعية والدينية التابعة للحركة.
ورأى أنه فيما الجيش «يستعد، فإنَّ حماس أيضًا تستعد من جانبها للحرب المقبلة التي ستكون في حال وقوعها أشبه بستالينجراد».
من جانبها قالت مايراف زوزين من مجموعة الأزمات الدولية إنَّه «من شبه المستحيل عدم التسبب بسقوط ضحايا بين الرهائن وبوقوع كارثة إنسانية كبرى في آن»، مشيرةً إلى أنَّ الأضرار المادية ستكون هائلة.
وختمت «سيدمرون كل شيء بكل بساطة، وبعدها لن يبقى شيء».
وأكد زامير مساء الإثنين أنَّ الجيش «سيعرف كيف يسيطر على مدينة غزَّة، تمامًا كما عرف كيف يسيطر على خان يونس ورفح» في جنوب القطاع، مضيفًا «عملت قواتنا هناك في الماضي، وسنعرف كيف نفعل ذلك من جديد».
وفي القاهرة، أفادت مصادر إعلاميَّة عربيَّة بوجود تحركات دبلوماسية مكثفة في القاهرة، للتوصل إلى صفقة شاملة لإنهاء الحرب في غزَّة، وأنها استضافت في هذا الإطار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية خليل الحية، ضمن جهد مشترك مع قطر وتركيا لوضع مبادرة جديدة ترمي إلى نزع الذرائع الإسرائيلية لإعادة احتلال القطاع.
بدوره، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالخطة التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة، واصفًا إيَّاها بأنَّها «كارثة غير مسبوقة» وخطوة تدفع «نحو حرب دائمة»، وفق بيان صادر عن قصر الإليزيه.
وأوضح ماكرون أنَّ هذه الإستراتيجيَّة ستجعل «الرهائن الإسرائيليين وسكان غزَّة أولى ضحاياها»، مشيرًا إلى أنَّ إعادة احتلال تلك المناطق تمثِّل تصعيدًا خطيرًا في الصراع الدائر.
وتأتي تصريحاته بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنَّ السيطرة على غزَّة هي «أفضل وسيلة لإنهاء الحرب» ضد حماس.
وجدد الرئيس الفرنسي دعوته إلى إنشاء تحالف دولي بتفويض من الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في غزَّة، ودعم سكانها، وإرساء أسس حوكمة سلمية، لافتًا إلى أنَّ المبادرة التي طرحها في 30 يوليو الماضي، بالشراكة مع المملكة العربية السعودية، حظيت بدعم 15 دولة من بينها البرازيل وكندا وتركيا والأردن وقطر ومصر والمملكة المتحدة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.
ووفق بيان الإليزيه، فإنَّ البعثة المقترحة ستكلف بحماية المدنيين، ودعم عملية نقل المسؤوليات الأمنية إلى السلطة الفلسطينية، وتوفير ضمانات أمنية متبادلة للفلسطينيين والإسرائيليين، بما في ذلك مراقبة أيِّ وقف إطلاق نار مستقبلي.
واختتم ماكرون بالتأكيد على ضرورة تحرك مجلس الأمن لإنشاء هذه البعثة ومنحها التفويض اللازم، مشيرًا إلى أنَّه كلف فريقه بالعمل مع الشركاء الدوليين على ذلك «دون تأخير».
إلى ذلك، اتهم رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإنكار حجم الأزمة الإنسانية في قطاع غزَّة، مؤكدًا أنَّ تردد حكومة نتنياهو في الاستماع لحلفائها دفع أستراليا إلى إعلان نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل.
القرار، الذي يشترط عدم وجود دور لحركة حماس في أي دولة مستقبلية، يواكب ضغطًا شعبيًّا متصاعدًا في أستراليا.
الرئاسة ترد على أنباء تعيين شخصية فلسطينية لإدارة غزة
نفى مصدر مسؤول في الرئاسة الفلسطينية، أمس، «ما ذكرته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، بشأن تعيين شخصية فلسطينية لإدارة قطاع غزة، بعلم القيادة الفلسطينية».
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، عن المصدر، قوله إن «الجهة الوحيدة المخولة بإدارة قطاع غزة، هي دولة فلسطين ممثلة بالحكومة أو لجنتها الإدارية المتفق عليها والتي يرأسها وزير في الحكومة».
وشدد المصدر الرئاسي الفلسطيني على أن «أي تعاطٍ مع غير ذلك يعتبر خروجا عن الخط الوطني، ويتساوق مع ما يريده الاحتلال الذي يريد فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وتهجير سكانها»، مؤكدًا أن «قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية».
أخبار متعلقة :