اليوم الجديد

مع الشروق : خطاب عباس طعنة جديدة للقضية الفلسطينية !

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : خطاب عباس طعنة جديدة للقضية الفلسطينية !, اليوم السبت 26 أبريل 2025 12:28 صباحاً

مع الشروق : خطاب عباس طعنة جديدة للقضية الفلسطينية !

نشر في الشروق يوم 25 - 04 - 2025


مازال كلام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يثير الجدل والغضب في مختلف الأوساط السياسية سواء الفلسطينية أو العربية بعد خروجه في خطاب ناب ليهاجم المقاومة الفلسطينية التي صمدت لأكثر من عام ونصف العام في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وقدمت آلاف الأرواح في سبيل إعادة القضية الى صدارة الاهتمامات الدولية ، فخطاب عباس الصادم لم يكن تصعيدا لفظيا فحسب، بل كان إهانة للثوار الفلسطينيين الذين قدموا كل ما يملكون في سبيل تحرير الأرض ومواجهة الغطرسة الصهيونية والأمريكية ..
وفي الوقت الذي كان من المفترض أن يقف فيه عباس إلى جانب هؤلاء المجاهدين، جاء ردّه صادما ، إذ استخدم كلمات قاسية لا تليق بمقام رئيس الشعب الفلسطيني. فقد وصفهم ب "أبناء الكلب"، وتهجم عليهم لمجرد أنهم واصلوا مقاومة الاحتلال، تاركا شعبه وأرضه في حالة صمتٍ مرير. لكن ما كان أكثر إيلاما هو تصفيق الحضور، الذين يفترض أن يمثلوا المجلس الوطني الفلسطيني، لهذا الخطاب المهين. فكيف يمكن أن يُصفق للإنسان الذي يهاجم الشعب المقاوم، وينكر تضحياتهم؟
العديد من أبناء الشعب الفلسطيني اعتبروا ان الشتائم التي وجهها عباس للمقاومة لم تكن مجرد موقف سياسي غريب، بل هو خيانة للقيم الوطنية التي ينبغي أن تمثلها القيادة الفلسطينية ويعتبرون انه من غير المعقول أن يُحاسب عباس مقاومي غزّة على خوضهم معركة ضد الاحتلال الإسرائيلي، في وقتٍ كان يفترض فيه أن يكون هو ومنظمته في طليعة المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني.
فإسرائيل لم تُقدم على ارتكاب المجازر في غزّة بسبب "رهائن"، كما أشار عباس في خطابه، بل كانت ترتكب هذه المجازر دون أي مبرر ولنا في التاريخ ما يؤكد هذا. فالصهاينة ارتكبوا عشرات أو مئات المذابح والمجازر طوال العقود والسنوات الماضية بدء بمذبحة سوق حيفا عام 37 مرورا بمذبحة مسجد صلحا في جنوب لبنان عام 48 مرورا الى مصر حيث ارتكب الصهاينة مذبحة الأسري المصريين في حرب 1967 ومذبحة مدرسة بحر البقر في العام نفسه...إضافة الى مذبحة صبرا وشتيلا ومجزرة دير ياسين وغيرهم من المذابح التي تسجل في تاريخ الإرهاب الصهيوني الأسود.
وأمام كل هذا الإرهاب الصهيوني سواء القديم أو الجديد وتحديدا بعد طوفان الأقصى ، كان من الاجدر بمحمود عباس ان يتخندق في صف المقاومة ، وان يقود بصفته رئيس الشعب الفلسطيني الحراك الشعبي ضدّ الاحتلال؟
وفي نفس السياق من حقنا ان نتساءل عن موقف عباس من اتفاقات أوسلو خاصة وانه أحد مهندسيها؟ أليست هذه الاتفاقات، التي منحت الصهاينة المزيد من الشرعية وأعطت الاحتلال المزيد من الوقت لتعزيز مستوطناته في الأراضي الفلسطينية، تساهم في معاناة الشعب الفلسطيني أكثر من أي وقت مضى؟
وبدلا من اتخاذ خطوات ملموسة نحو إنهاء هذه الاتفاقات، نجد عباس يتجه نحو الدفاع عن "التنسيق الأمني" مع الاحتلال، بل وتوفير الحماية لقوات الاحتلال في بعض الأحيان من خلال قوات الأمن الفلسطينية التي تتولى حماية المستوطنات الإسرائيلية.
وفي العموم فإن الاوضاع الصعبة تحتم على كل فلسطيني ان يتساءل اليوم : من هو الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني؟ هل هو محمود عباس، الذي يقيم في رام الله ويبرر استشهاد الفلسطينيين بينما يتعاون وينسق مع المحتل، أم أولئك المقاومين الذين يضحون بكل شيء من أجل التحرير؟ الرد يجب أن يكون واضحا: الشهداء والأسرى والمجاهدون الذين يقاومون الاحتلال هم الممثلون الشرعيون لهذا الشعب، وليس من يلتزم الصمت أمام مجازر الاحتلال أو يدافع عنها أو يبررها.
ناجح بن جدو

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




أخبار متعلقة :