نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
محلل سياسي: اتفاق السلام مع موسكو.. مؤقت, اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 12:01 صباحاً
نشر بوساطة أ في الرياض يوم 22 - 04 - 2025
كان فلاديسلاف سوركوف في وقت من الأوقات مهندسا رئيسيا للنظام السياسي لروسيا ومستشارا مقربا للرئيس القوي الأطول بقاء في سدة الحكم فلاديمير بوتين. غير أن الرجل الذي كان معروفا في السابق بأنه "عقل بوتين" فقد مؤخرا مكانته في أروقة السلطة في الكرملين، ورحل في نهاية المطاف عن المشهد السياسي الروسي تماما.
وقال إيلان بيرمان، النائب الأول لرئيس مجلس السياسة الخارجية الأميركية في واشنطن العاصمة، والخبير في الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وروسيا في تقرير نشرته مجلة ناشونال انترست الأميركية، إنه مع ذلك يظل سوركوف شخصية مثار جدل كبير، حيث ينسب له بعض المراقبين ممارسة نفوذ مستمر على رؤية الكرملين بشأن العالم، وأضاف بيرمان أنه عندما جلس سوركوف مؤخرا لإجراء مقابلة مع مجلة لكسبريس الفرنسية، والتي كانت المقابلة الأولى له منذ غزو روسيا لأوكرانيا في شهر فبراير/ شباط عام 2023، كان ذلك حتما موضع اهتمام كبير بالنسبة لمراقبي الشؤون الروسية في الغرب، ولم يخب ظن هؤلاء المراقبين، فقد استغل سوركوف هذه المناسبة ليشرح الوضع الحالي والأبعاد المستقبلية لما يطلق عليه "العالم الروسي"، وهذا مفهوم ساعد هو نفسه في الترويج له.
وفي هذا السياق، أعطى سوركوف المجتمع الدولي لمحة عن ما تفكر فيه موسكو بشأن وضعها الجيوسياسي في المستقبل والوجهة التي قد يتجه إليها الكرملين في المرحلة المقبلة.
ويتعلق ذلك على الفور بالطبع بأوكرانيا، وقال سوركوف، مرددا تصريحات بوتين، إن أوكرانيا ليست دولة حقيقية ولكن بالأحرى "كيانا سياسيا مصطنعا "، واعتبر أيضا أن نصرا روسيا، أو كما يقول، سحق أوكرانيا عسكريا أو عسكريا ودبلوماسيا، أمر حتمي.
ولكن بالنسبة لسوركوف، سوف يمثل ذلك مجرد البداية. وشدد على أن "العالم الروسي ليس له حدود". وأضاف "العالم الروسي هو كل مكان يكون فيه نفوذ روسي بشكل أو بأخر: ثقافي، إعلامي، أوعسكري، أو اقتصادي، أو أيديولوجي أو إنساني وبعبارة أخرى أنه كل مكان".
وعلاوة على ذلك، فإن سوركوف مقتنع بأن توسعه العالم الروسي أمرحتمي. وقال "مدى نفوذنا يختلف بشكل كبير من منطقة لأخرى، ولكنه لا يتلاشى أبدا. ولذلك سوف ننتشر في كل الاتجاهات، إلى أبعد مكان حسب مشيئة الله ثم حسب قوتنا. الشئ المهم هو الا ننجرف وألا نقدم على القيام بشئ يفوق قدرتنا".
ولا يكاد يكون سوركوف الوحيد الذي لديه هذه القناعة التي تنشط أيضا فكر منظرين ايديولوجيين روس بارزين مثل اليكساندر دوجين، المؤيد للحركة "الأوراسيانية" سيئة السمعة في البلاد، والذي قال على مدار سنوات إن "فقدان التوسع الإمبراطوري يعني بالنسبة لروسيا النهاية وفشل مشاركتها في الحضارة وهزيمة النظام الروحي والثقافي لقيمها".
وتابع بيرمان أن هذا يعكس أيضا تفكير الرئيس فلاديمير بوتين نفسه. وفي المقابلة التي شملت موضوعات كثيرة مع مقدم البرامج السابق في قناة فوكس نيوز والشخصية الإعلامية الأميركية توكر كارلسون في العام الماضي، قدم بوتين صيغة خاطئة وانتقائية للتاريخ دافع فيها عن كل من الإمبراطورية الروسية والمزيد من التوسع الإقليمي.
وفي أوروبا على الأقل، تعتبر تداعيات هذا النوع من التفكير مفهومة جيدا. ويناقش الاستراتيجيون هناك الآن بنشاط ما هى المدة الزمنية التي قد تستغرقها روسيا لاعادة تجميع قواها بعد خسائرها الأخيرة في ميدان القتال في أوكرانيا، وتكون قادرة على تشكيل تهديد مضاعف للقارة. ومما لا شك فيه بالتأكيد أن هذا سوف يحدث لامحالة.
ويجب أن يكون لدى أميركا أدراك عميق بذلك أيضا. ومنذ توليها السلطة في وقت سابق هذا العام، تعمل إدارة الرئيس دونالد ترمب ليل نهار وبلا كلل لصياغة ترتيب ما لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وفي إطار هذه العملية، أقتربت واشنطن أكثر دبلوماسيا من موسكو، ويبدو أنها قبلت بأن روسيا سوف تظل تسيطر على الأقل على أجزاء من أوكرانيا غزتها واستولت عليها بشكل غير قانوني على مدار السنوات الثلاث الماضية.
ومع ذلك، فإن الشئ الذي لم يتم القيام به بعد هو وضع شروط واضحة سوف تجعل من الصعب على نظام بوتين استئناف "عدوانه" في المستقبل سواء ضد أوكرانيا أو ضد أراض أخرى يطمع في الاستيلاء عليها.
واختتم بيرمان تقريره بالقول إن القيام بذلك يجب أن يكون أولوية قصوى للبيت الأبيض. وإذا لم يتم على نحو حاسم هزيمة الرؤية الإمبراطورية لروسيا التي لا حدود لها، والتي أفصح عنها سوركوف ورئيسه السابق، فإن من المؤكد أن يكون أي اتفاق سلام مع موسكو مؤقتا فقط، وأسالوا فقط "عقلية بوتين".
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
أخبار متعلقة :