وكان البابا «الأرجنتيني الجنسيَّة» نُقِل في 14 فبراير إلى مستشفى جيميلي؛ بسبب إصابته بالتهاب رئويٍّ.
وأعلن الفاتيكان -حينها- أنَّه في وضعٍ «حرجٍ».وخرج من المستشفى في 23 مارس، بعد 38 يومًا من الاستشفاء، وهي أطول مدَّة قضاها في المستشفى منذ بداية حبريته.
ويلحظ دستور الفاتيكان حدادًا رسميًّا على البابا لمدَّة تسعة أيام، ومهلة تتراوح بين 15 و20 يومًا لتنظيم المجمَّع الذي ينتخب خلاله الكرادلة الناخبُون الذين اختار البابا فرنسيس نفسه نحو 80 في المئة منهم، البابا الجديد.
وفي هذا الوقت، يشغل عميد دائرة العلمانيِّين والعائلة والحياة الكاردينال الإيرلندي كيفن فاريل المنصب بالوكالة، بصفته ما يُعرف بـ»كاميرلنجو الكنيسة الرومانيَّة المقدَّسة»، أي الشخص الذي يتولَّى الكرسيَّ الرسوليَّ موقَّتًا لدى شغوره.
وكشف البابا فرنسيس في أواخر عام 2023، أنَّه يريد أنْ يُدفن في كنيسة سانتا ماريا ماجوري، في وسط روما، وليس في سرداب كنيسة القديس بطرس، وهو ما سيكون سابقة منذ أكثر من ثلاثة قرون.
وأصدر الفاتيكان في نوفمبر، طقوسًا مبسَّطةً للجنازات البابويَّة، من أبرزها استخدام تابوت بسيط من الخشب والزنك، بدلًا من التوابيت الثلاثة المتداخلة المصنوعة من خشب السرو، والرصاص، والبلوط.
وطوال حبريته التي امتدَّت 12 عامًا، دافع أوَّل بابا يسوعي وأمريكي جنوبي في التاريخ، من دون هوادة، عن المهاجرِينَ والبيئة والعدالة الاجتماعيَّة من دون أنْ يمسَّ بعقيدة الكنيسة في شأن الإجهاض، أو عزوبيَّة الكهنة.
وكان جدول أعمال البابا فرنسيس، هاوي الموسيقى، وكرة القدم، الذي لا يستسيغ العطلات، يحفل غالبًا بنحو عشرة مواعيد في اليوم.
وقام برحلة في سبتمبر، كانت الأطول له خلال حبريته، إذ دامت 12 يومًا وشملت جنوب شرق آسيا، وأوقيانوسيا.
وشجب البابا -الذي انتخب في 13 مارس 2013، باستمرار- كلَّ أشكال العنف، من الاتجار بالبشر، إلى كوارث الهجرة، مرورًا بالاستغلال الاقتصاديِّ.
وفي 11 فبراير، كرَّر إدانته عمليَّات الطرد الجماعيِّ للمهاجرِينَ التي يعتمدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ ما أثار غضب البيت الأبيض.
ودعا البابا المعارض بشدَّة لتجارة الأسلحة، إلى السَّلام في أوكرانيا، والشرق الأوسط.
وكان هذا السياسي البارع، ذو المواقف الجريئة، عازمًا على إدخال إصلاحات على الكوريا الرومانيَّة، أي الحكومة المركزيَّة للكرسيِّ الرسوليِّ، ومصممًا على تعزيز دور النِّساء والعلمانيِّين فيها، وعلى تطهير ماليَّة الفاتيكان التي هزَّتها شبهات وفضائح.
ولم يتردد حيال مأساة الاعتداءات الجنسيَّة على الأطفال في الكنيسة، في إلغاء السر البابويِّ في شأنها، وألزم رجال الدِّين والعلمانيِّين بإبلاغ رؤسائهم عن أيِّ حالات من هذا النوع، لكن خطواته لم تنجح مع ذلك في إقناع جمعيَّات الضحايا التي أخذت عليه عدم اتِّخاذه إجراءات أبعد من ذلك.
وبرز البابا فرنسيس، المتمسك بالحوار بين الأديان، وخصوصًا مع الإسلام، بدفاعه إلى أقصى حدٍّ عن كنيسة «منفتحة على الجميع».
وواجه البابا معارضةً داخليَّةً حادَّةً؛ بسبب إصلاحات أخرى، وانتقده البعض لقراراته الجريئة، كوضع قيود على القدَّاس اللاتينيِّ، والسماح بمباركة أزواج من المثليِّين.
أخبار متعلقة :