الجريدة: تحضيرات لقمة رباعية تجمع السعودية وأميركا وسوريا ولبنان خلال زيارة ترامب الى الرياض

أفادت مصادر دبلوماسية "الجريدة" الكويتية في خطوة تعكس حجم الاهتمام السعودي بملفي لبنان وسوريا ومدى ترابطهما لدى الرياض وكذلك لدى المجتمع الدولي، بوجود مساعٍ لعقد قمة رباعية، تجمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرؤساء الأميركي دونالد ترامب واللبناني جوزيف عون والسوري أحمد الشرع، على هامش زيارة ترامب المرتقبة إلى الرياض الشهر المقبل.

وذكر مسؤولون أميركيون وسعوديون لنظرائهم من لبنان وسوريا، إن الاهتمام الدولي لا يفصل ما بين ملفي لبنان وسوريا، وإن التنسيق الأميركي - السعودي مستمر لتحقيق الاستقرار في البلدين والاستفادة من الفرصة القائمة وعدم إضاعتها.

وفي إطار مواكبة الاهتمام والترابط بزيادة حجم التنسيق بين بيروت ودمشق، جاءت زيارة رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام إلى العاصمة السورية أمس الأول والتي بحث خلالها مختلف الملفات الأمنية، والعسكرية، والحدودية، إلى جانب مجالات الاستثمار وتفعيل طرق التجارة والترانزيت. وحسبما تشير مصادر متابعة فإن اهتماماً سعودياً يتركز على لبنان وسوريا في المرحلة المقبلة خصوصاً لجهة تفعيل طرق التجارة من على سواحلهما باتجاه أوروبا، فدول الخليج تبدو مهتمة باعتماد سوريا ولبنان كمحطة انطلاق أساسية لخطوط التصدير نحو أوروبا وهذا ما يحتاج إلى الاستقرار وتثبيته.

ولفتت الى ان هذه الاهتمامات تتطلب تطوير العلاقات بين بيروت ودمشق على قاعدة المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة، والانتقال إلى مرحلة جديدة، وخصوصاً في ملف ترسيم الحدود وتثبيتها وضبطها وإغلاق المعابر غير الشرعية وضبط المعابر الشرعية ومنع التهريب بكل أشكاله، إضافة إلى تعهد البلدين بألا تكون أراضيهما منطلقاً لأي تهديد للطرف الآخر، أي عدم تكرار تجربة النظام السوري السابق في التدخل بالشؤون اللبنانية أو تجربة تدخل "حزب الله" بالشؤون السورية.

وفي هذه السياقات، زار الأمير السعودي يزيد بن فرحان بيروت أمس الأول والتقى مسؤولين، في جولة ركزت، حسب المصادر، على البحث في الملفات المشتركة، خصوصاً إنجاز الإصلاحات المطلوبة للاتفاق مع صندوق النقد الدولي، واتخاذ الإجراءات اللازمة على المستوى الأمني لتشديد الرقابة والتفتيش في المطار وفي مرفأ بيروت وغيره من المرافئ وذلك تمهيداً للوصول إلى اتخاذ قرار يقضي برفع الحظر عن سفر المواطنين السعوديين إلى لبنان، ورفع الحظر عن التصدير إلى السعودية.

واشارت المصادر إلى أن اللجان السعودية التي تدرس الواقع اللبناني تواصل عملها لإعداد تقرير مفصل عن التقدم الذي حققته الحكومة اللبنانية على هذه الصعد، بانتظار اتخاذ قرار مناسب الشهر المقبل حول رفع حظر السفر وإعادة السماح بتصدير البضائع، وهو ما يترافق مع خطة تقوم بها الحكومة في المطار والمرفأ. عنوان آخر حضر في زيارة الأمير السعودي إلى لبنان، وهو ضرورة مواصلة الدولة اللبنانية عملها لبسط سيادتها الكاملة على أراضيها، مع الاستعداد للمساعدة في ذلك، ومواصلة الجيش عمليات تفكيك البنية العسكرية لـ "حزب الله" في الجنوب، خصوصاً أن هناك اهتماماً دولياً بذلك، وأن اللبنانيين متفقون على تحقيق هذا الهدف.