اليوم الجديد

سباق التسلح والتعزيز العسكري بين إسبانيا والولايات المتحدة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سباق التسلح والتعزيز العسكري بين إسبانيا والولايات المتحدة, اليوم الجمعة 11 أبريل 2025 12:01 صباحاً

سباق التسلح والتعزيز العسكري بين إسبانيا والولايات المتحدة

نشر في الوطن يوم 10 - 04 - 2025


تشهد الساحة الدولية سباقًا محمومًا لتعزيز القدرات العسكرية، حيث تسعى الدول الكبرى إلى تحديث وتوسيع أساطيلها الحربية لمواكبة التحديات الإستراتيجية المتزايدة. وفي هذا السياق، برزت كل من إسبانيا والولايات المتحدة بمبادرات ضخمة لتقوية قدراتهما الدفاعية، إذ تعمل مدريد على تطوير دباباتها القتالية من طراز «ليوبارد 2E»، بينما تسعى واشنطن إلى توسيع أسطولها من كاسحات الجليد لمواجهة التحديات الجيوسياسية في القطب الشمالي.
سد الفجوة
وبينما تتجه إسبانيا لتعزيز قدراتها القتالية البرية من خلال تطوير دبابات «ليوبارد 2E»، تسعى الولايات المتحدة إلى سد فجوتها الإستراتيجية في القطب الشمالي عبر الاستثمار في كاسحات الجليد. هذا التنافس يعكس ديناميكيات جديدة في التسلح العالمي، حيث أصبحت الدول الكبرى تدرك أن تعزيز قواتها العسكرية لم يعد خيارًا، بل ضرورة حتمية لمواكبة التحديات المستقبلية.
دبابات ليوبارد 2E
حيث وقّعت شركة «إندرا سيستيماس» الإسبانية مذكرة تفاهم مع «راينميتال إلكترونيكس» الألمانية لتطوير دبابات القتال الرئيسية «ليوبارد 2E».
تشمل التحديثات أنظمة القيادة والتحكم والاتصالات والحواسيب (C4I)، مما يتيح مرونة أكبر في إدارة الأسطول وتحقيق توافق تشغيلي مع الطرازات الأحدث.
وتم تطوير دبابات «ليوبارد 2E» في الأصل من النسخة الألمانية «ليوبارد 2A6EX»، وبدأ إنتاجها في إسبانيا عام 1998 بعد اتفاقية إيجار مع ألمانيا. وعلى مدى العقد التالي، أنتجت مدريد 219 دبابة، تتميز بدروع متقدمة ومدفع رئيسي عيار 120 ملم. ومع التحديثات الجديدة، ستتمكن هذه الدبابات من استخدام ذخائر خارقة للدروع مثل DM73 APDS-T، وقد تتضمن أنظمة حماية نشطة مثل «تروفي» الإسرائيلية، التي تعزز من قدرة الطواقم على البقاء في أرض المعركة.
ومن المتوقع أن يتم تنفيذ التحسينات على ثلاث مراحل حتى عام 2032، حيث ستبدأ بتحديث الأنظمة الأساسية، تليها ترقية الدروع والتسليح، قبل أن تصل إلى المعايير القتالية الحديثة بحلول العقد المقبل. هذه الخطوات تعكس التزام مدريد بتعزيز قدراتها العسكرية لمواكبة التطورات التكنولوجية والتحديات الأمنية.
كاسحات الجليد
وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، تواجه الولايات المتحدة فجوة إستراتيجية في قدراتها القطبية، حيث تمتلك فقط سفينتين مخصصتين لكسر الجليد، مقارنة بأساطيل ضخمة تمتلكها روسيا وكندا. وفي ظل تزايد الأهمية الإستراتيجية للقطب الشمالي، دفع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب باتجاه تعزيز الأسطول الأمريكي بما يصل إلى 40 كاسحة جليد.
وفي هذا الإطار، منح خفر السواحل الأمريكي عقدًا بقيمة 951 مليون دولار لشركة «بولينغر لبناء السفن» لتصنيع كاسحات جليد ثقيلة، ضمن برنامج أمني مخصص لحماية المصالح الأمريكية في القطب الشمالي. يأتي هذا القرار وسط تنافس عالمي محتدم، حيث تمتلك روسيا ثماني كاسحات جليد نووية وأكثر من 60 سفينة قادرة على كسر الجليد، بينما تمتلك كندا 18 سفينة من هذا النوع، في حين لا تمتلك الولايات المتحدة سوى خمس سفن، مما يجعلها في وضع غير مواتٍ إستراتيجيًا.
وتواجه واشنطن تحديات مالية في تمويل هذا المشروع، إذ تُقدر تكلفة بناء كاسحة الجليد الواحدة بحوالي 1.3 مليار دولار، مع توقعات بارتفاع التكلفة نتيجة التعقيدات الفنية. رغم ذلك، تؤكد الإدارة الأمريكية أن هذه الخطوة ضرورية للحفاظ على تفوقها العسكري وتأمين مصالحها في المناطق القطبية، لا سيما مع تزايد التهديدات الجيوسياسية المرتبطة بالتغير المناخي والموارد الطبيعية.
ميزة إستراتيجية
وتحظى الدول التي تمتلك أنظمة تسليح متطورة بامتيازات إستراتيجية وسياسية واقتصادية تجعلها أكثر تأثيرًا على الساحة الدولية. فإلى جانب تأمين حدودها وتعزيز قدراتها الدفاعية، تمتلك هذه الدول أدوات فعالة لفرض النفوذ وتحقيق مصالحها في مناطق النزاع والممرات الحيوية.
1. التفوق العسكري والردع
امتلاك معدات عسكرية متطورة مثل دبابات «ليوبارد 2E» الإسبانية أو أسطول كاسحات الجليد الأمريكية يمنح الدول قدرة على الردع، مما يقلل من احتمالات التعرض للعدوان. فكلما زادت قدرات الدولة العسكرية، زادت صعوبة استهدافها من قبل الخصوم.
2. تعزيز النفوذ الجيوسياسي
لا تقتصر أهمية التسلح على الجانب الدفاعي فقط، بل تمتد إلى النفوذ السياسي والدبلوماسي. فالولايات المتحدة، من خلال تعزيز وجودها في القطب الشمالي، تسعى للحد من سيطرة روسيا على المنطقة، وهو ما قد ينعكس في مفاوضاتها حول قضايا الأمن والطاقة. وبالمثل، فإن تحديث أسطول الدبابات الإسباني يعزز من مكانة مدريد داخل حلف الناتو، ويجعلها أكثر قدرة على المشاركة في المهام الدولية.
3. التقدم التكنولوجي والتأثير الصناعي
الدول التي تطور أسلحة متقدمة تستثمر بشكل كبير في البحث والتطوير، مما يعزز من ابتكاراتها الصناعية. على سبيل المثال، التعاون بين «إندرا سيستيماس» الإسبانية و«راينميتال إلكترونيكس» الألمانية في تطوير دبابات «ليوبارد 2E» يعكس كيف يمكن للصناعات الدفاعية أن تخلق شراكات تكنولوجية عالمية.
4. تعزيز الاقتصاد وخلق فرص العمل
صناعة الأسلحة توفر فرص عمل لملايين الأشخاص، سواء في التصنيع أو البحث أو الدعم اللوجستي. عقود مثل صفقة كاسحات الجليد الأمريكية بقيمة 951 مليون دولار تُنعش شركات بناء السفن، وتضمن استمرار الوظائف في القطاعات المرتبطة بها.
5. القدرة على التأقلم مع الحروب المستقبلية
الجيوش الحديثة تحتاج إلى تحديث مستمر لمعداتها للتعامل مع الحروب غير التقليدية، مثل الحروب السيبرانية واستخدام الأنظمة المسيرة. لهذا، فإن الترقيات التي تحصل عليها دبابات «ليوبارد 2E»، مثل أنظمة الحماية النشطة «تروفي»، تجعلها أكثر قدرة على الصمود أمام الأسلحة المضادة للدبابات الحديثة.
• إسبانيا تعمل على ترقية دبابات «ليوبارد 2E» لتعزيز قدراتها القتالية، من خلال تحديث أنظمة القيادة والتحكم والتسليح
• الولايات المتحدة تسعى لشراء نحو 40 كاسحة جليد لمنافسة روسيا في القطب الشمالي، حيث تمتلك موسكو أسطولًا ضخمًا من السفن القادرة على كسر الجليد
• تحديث الترسانة العسكرية يمنح الدول امتيازات إستراتيجية مثل تعزيز النفوذ الجيوسياسي، ودعم الاقتصاد، وزيادة القدرات الدفاعية والردعية
• الصناعات الدفاعية تعزز الابتكار التكنولوجي وتوفر فرص عمل، كما أنها تلعب دورًا محوريًا في تشكيل التحالفات الدولية
• سباق التسلح الحالي يعكس تصاعد التوترات الجيوسياسية، حيث تسعى الدول الكبرى إلى ضمان تفوقها العسكري في المجالات البرية والبحرية والقطبية

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




أخبار متعلقة :