من جهته، عبر مبعوث واشنطن الخاص ستيف ويتكوف عن تفاؤله بشأن فرص إنهاء أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
إلى ذلك أعلنت الرئاسة الروسيَّة أمس، أنَّ المكالمة الهاتفيَّة بين الرئيسين هذا الأسبوع، كانت واحدةً من أطول المحادثات بين رئيسَي دولتين.وأضافت -في بيان-، أنَّ أجواء المحادثة الهاتفيَّة بين بوتين وترامب كانت مليئة بالثِّقة والصَّراحة والبنَّاءة.
كما أكَّدت أنَّ الاتِّصال كان خطوةً نحو لقاء مباشر والمحادثات في السعوديَّة ستكون كذلك.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للتلفزيون الرسمي «هذا موضوع معقد للغاية ويتطلب الكثير من العمل. لسنا سوى في بداية هذا المسار».
ولفت إلى أن هناك العديد من «المسائل» و»الخلافات الدقيقة» حول طريقة تنفيذ وقف إطلاق النار المحتمل.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد رفض دعوة مشتركة من الولايات المتحدة وأوكرانيا لوقف إطلاق النار بشكل كامل وفوري لمدة 30 يوما، واقترح بدلا من ذلك وقف الهجمات على منشآت الطاقة فقط.
وقال بيسكوف في المقابلة التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي «هناك مفاوضات صعبة تنتظرنا».
وأضاف أن تركيز روسيا «الرئيسي» في المحادثات مع الولايات المتحدة سيكون استئناف لاتفاق نقل الحبوب بشكل آمن في البحر الأسود المبرم عام 2022.
وتابع «إننا نعتزم الاثنين مناقشة موافقة الرئيس بوتين على استئناف ما يسمى بمبادرة البحر الأسود، وسيكون مفاوضونا مستعدين لمناقشة الخلافات الدقيقة حول هذه المشكلة».
وانسحبت موسكو عام 2023 من الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة، متهمة الغرب بعدم الوفاء بالتزاماته بتخفيف العقوبات على صادرات روسيا من المنتجات الزراعية والأسمدة.
وعلى صعيد آخر، دعا رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج أمس إلى «حوار» مع واشنطن وذلك أمام منتدى في بكين حضره رجال أعمال أميركيون بارزون وسناتور أميركي من حلفاء الرئيس دونالد ترامب.
وشهدت العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم توترا في الأسابيع القليلة الماضية على خلفية فرض ترامب رسوما جمركية تهدد آفاق التجارة الصينية.
وجاءت تصريحات لي تشيانج خلال اجتماع مع السناتور الأمريكي الجمهوري عن مونتانا ستيف داينز أحد أنصار ترامب.
واعتبرت زيارته محاولة لتخفيف التوتر في العلاقات ومسعى لعقد قمة بين ترامب والرئيس شي جينبينج.
وقال لي لداينز «يتعين على كل طرف منا اختيار الحوار بدلا من المواجهة، والتعاون المربح للجانبين بدلا من المنافسة الصفرية».
وحضر المنتدى رؤساء تنفيذيون لشركات كبرى من بينها فيدإكس وفايزر وكوالكوم.
وقال لي إنه يأمل بأن تعمل واشنطن «مع الصين لتعزيز التنمية المستقرة والسليمة والمستدامة» للعلاقات.
وفي وقت سابق أمس، قال لي أمام منتدى التنمية الصيني أن بكين «ستلتزم الاتجاه الصحيح للعولمة الاقتصادية» في مواجهة «التشرذم»، في إشارة ضمنية إلى الاضطرابات التجارية التي أثارها ترامب.
ومنذ انتهاء جائحة كوفيد، تسعى بكين إلى توجيه اقتصادها نحو مسار أكثر استقرارا، خصوصا من خلال تعزيز الاستهلاك.
كما تسعى الآن إلى تأكيد دور البلاد كمدافع قوي عن النظام الاقتصادي المتعدد الأطراف، فيما يفتح ترامب مواجهات مع شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة مثل الصين وكندا والمكسيك، على خلفية زيادة التعرفات الجمركية على صادراتها.
وقال لي تشيانغ للمسؤولين الصينيين ورجال الأعمال الدوليين إن «الصين ستقف بثبات على الجانب الصحيح من التاريخ، جانب الإنصاف والعدالة، وستتصرف بطريقة محقة في ظل اضطرابات الزمن».
وحذر من أن «التشرذم الاقتصادي العالمي يتفاقم اليوم»، مضيفا أن «عدم الاستقرار وعدم اليقين آخذان فيبر الازدياد».
وتناولت المحادثات أمس العديد من المواضيع الخلافية مثل تدفق الفنتانيل والمواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع هذه المادة المخدرة من الصين إلى الولايات المتحدة حيث تتسبب في قتل الآلاف.
ويقول ترامب إنه قرر فرض رسوم جمركية جديدة على الصين لأن بكين فشلت في وقف شحنات تلك المواد الكيميائية التي تشكّل جزءا رئيسيا من أزمة المخدرات المدمرة.
لكنّ بكين تصر على أنها تتّخذ إجراءات صارمة ضد الإنتاج والتجارة غير المشروعين للمخدرات، ووصفت هذه القضية بأنها قضية تخص واشنطن وعليها حلّها بنفسها.
أخبار متعلقة :