كما هدد قائد الدعم السريع بأن «ذكرى تأسيس قوات الدعم السريع»، التي توافق اليوم الإثنين، ستكون «يوم حسرة وندامة» على الجيش وحلفائه، مشيرًا إلى نية قواته استهداف مدينة بورتسودان، التي أصبحت المقر الرئيسي للجيش السوداني وللبعثات الأممية والدبلوماسية.
يأتي هذا الخطاب في وقت حقق فيه الجيش السوداني تقدمًا على عدة جبهات خلال الأشهر الماضية، ما دفع حميدتي للعودة إلى الظهور العلني بعد أن تحدثت تقارير أمريكية، عن اختفائه الميداني، مما تسبب في «استياء واسع» بين قواته التي شعرت بالتخلي عنها.في المقابل، شدد قائد الجيش عب الفتاح البرهان، في خطاب بولاية نهر النيل الأسبوع الماضي، على أن «لا تفاوض مع الدعم السريع إلا بعد تجريدهم من السلاح ومحاسبتهم»، مؤكدًا أن أي محادثات مستقبلية ستشترط تجميع قوات الدعم السريع في مناطق محددة قبل بدء أي عملية تفاوضية.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حربا مدمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف، ونزوح الملايين، وانقسام البلاد، حيث يسيطر الجيش على الشمال والشرق، فيما تسيطر قوات الدعم على أجزاء واسعة من إقليم دارفور (غرب) ومناطق في الجنوب.
وفي مدينة الفاشر، تحتضن نفيسة مالك أطفالها الخمسة في حفرة ضيقة لحمايتهم من القذائف التي تتساقط على المدينة المحاصرة في إقليم دارفور بغرب السودان.
وتم حفر مدخل هذا الملجأ الصغير بجوار منزلها، وتدعيمه بقطع من الخشب والحديد، في حين تحيط أكياس الرمل بالفتحة للحماية من شظايا القذائف.
وتعد الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، منطقة محصّنة يسيطر عليها الجيش وفصائل مسلحة حليفة تعرف باسم «القوات المشتركة»، وهي المدينة الكبرى الوحيدة في إقليم دارفور التي لا تزال خارج سيطرة قوات الدعم السريع في حربها مع الجيش منذ نيسان 2023.
ولحماية أنفسهم من المدفعية والطائرات المسيّرة، اضطر آلاف السكان إلى حفر ملاجئ على عجل تحت المنازل والمحلات التجارية وحتى المستشفيات.
وفي حي أولاد الريف، وفي حجيثة لوكالة الصحافة الفرنسية، اعتقد محمد إبراهيم (54 عاما) في بداية الحصار في مايو 2024 أن الاختباء تحت الأسرّة سيكون كافيا، لكن «بعض المنازل لم تسلم وفقدنا جيرانا كما أن الأصوات تجعل الأطفال في حالة هلع».
عازما على حماية عائلته، حفر محمد إبراهيم ملجأ في حديقته، وفق ما يشرح لوكالة فرانس برس.
ومستخدما بيانات الأقمار الاصطناعية في تتبع النزاع، تمكن مختبر جامعة ييل الأميركية من رصد «أضرار مركزة» في مدينة الفاشر بسبب القصف والحرائق والغارات الجوية.
وأصبحت أسواق المدينة شبه مهجورة، وبدأت الأسر بتقنين الطعام، ونقلت المستشفيات عملياتها إلى تحت الأرض.
وفي المستشفى السعودي، أحد آخر المرافق الطبية العاملة في المدينة، حفر الموظفون ملجأ في أكتوبر.
وعندما بدأ القصف، نقل الجراحون المرضى على وجه السرعة إلى الملجأ.
وقال طبيب لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته «نستخدمه وسط القصف كغرفة عمليات نضيئها من هواتفنا». ويهز كل انفجار الملجأ والمعدات ويوتر الأعصاب.
وكانت الفاشر عاصمة سلطنة الفور التي تأسست في القرن الثامن عشر، وتعني «مجلس السلطان» في اللهجة العربية السودانية.
واليوم أصبح للمدينة أهمية استراتيجية، فإذا سيطرت عليها قوات الدعم السريع فإنها ستستكمل بذلك سيطرتها على كامل دارفور وستكون في موقع قوة في مواجهة الجيش الذي يسيطر على شرق وشمال السودان.
ويعدّ دعم السكان المحليين أمرا حاسما للجيش في الفاشر، وخصوصا من قبائل الزغاوة الفاعلة في التجارة والسياسة الإقليمية والتي عانت من العنف العرقي على أيدي قوات الدعم السريع.
وقدمت شخصيات من قبيلة الزغاوة، من بينها حاكم دارفور مني مناوي ووزير المالية جبريل إبراهيم، دعمها للدفاع عن المدينة بعد أن بقيت على الحياد في بداية الحرب.
وتشكل مجموعاتهم المسلحة الجزء الأكبر من «القوات المشتركة».
وأعلنت الأمم المتحدة المجاعة في ثلاثة مخيمات للنازحين حول مدينة الفاشر، ومن المتوقع أن تنتشر إلى خمس مناطق أخرى من بينها الفاشر بحلول مايو المقبل.
وفي شمال دارفور، يواجه نحو مليوني شخص انعداما شديدا للأمن الغذائي، ويعاني 320 ألف شخص بالفعل من المجاعة، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
أخبار متعلقة :