مع الشروق : الدم السوري في مصيدة المصالح

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : الدم السوري في مصيدة المصالح, اليوم الأحد 9 مارس 2025 12:03 صباحاً

مع الشروق : الدم السوري في مصيدة المصالح

نشر في الشروق يوم 08 - 03 - 2025

2346570
لم تكن ثورة منذ انطلاقتها في عام 2011، بل كانت لعبة مخابراتية اشتركت فيها دول خليجية و تركيا و الأردن و مصر الإخوانية و أمريكا و الصهاينة طبعا، وذلك باعتراف مهندس أحداث سوريا حمد بن جاسم وزير خارجية قطر في ذلك الوقت و في شهادته المنشورة و التي لم تعد تخفى على أحد. ومنذ ذلك التاريخ لم تشبع الأطراف الدولية من لعق دماء السوريين الأبرياء. فالملايين وقع تهجيرهم وحتى تجنيسهم واستفادت مجتمعات متهرّمة من الكفاءات السورية الماهرة، و الآلاف تم قتلهم و سحلهم و قطع رؤوسهم في مجازر ارتكبها النظام القديم و الميلشيات المسلحة التي تحوّلت إلى نظام جديد.
لم يقع دعم هؤلاء الماسكين بالسلطة الآن ليحتلوا دمشق، حتى يبنوا سوريا قوية و منيعة، كما لم يتم إيصال الميليشيات في ليبيا حتى تكون دولة قوية. إن المطلوب هو المزيد من سفك الدماء بين أبناء الشعب الواحد، حتى يتحقق الشرخ الاجتماعي الذي يستحيل بعده رتق المجتمع و إعادة توحيده. و الصورة البراقة التي تم ترويجها للجولانيين حكام سوريا الجدد، سرعان ما سقطت بعد أن افتضحت المجازر الدموية التي ترتكبها ميليشياته في كل انحاء سوريا و خاصة في الساحل السوري. الآن إدارة الجولاني تتهم الخارج بضرب استقرار سوريا، و تقول إن دولا خارجية تدعم ما تسميها فلول النظام السابق، بالتمرد على سلطتها، وينسون أنهم لولا الداعمون الخارجيون تمويلا و تسليحا و تدريبا و استخبارا لما تمكنوا من الوصول إلى دمشق وحكمها بقوة النار. ما يحدث الآن في تعامل سلطة الجولاني مع الساحل السوري يكشف الوجه الحقيقي "للثوار"، ويعطي للعالم النسخة الداعشية الحقيقية التي يتمنى الصهاينة تعميمها على الدول العربية حتى يكون الفناء ذاتيا. يبدو المشروع أكبر من سوريا أيضا، فنهج التدمير الذاتي الذي وقع انتهاجه منذ عام 2011 لم يقع إسقاطه، فقد يحتاج إلى قادح خارجي متربص بأوطاننا، ثم يترك المجال واسعا لتغطية إعلامية قطرية جاهزة لسيناريوهات البطولة هنا و الشيطنة هناك، مع تحريض حقوقي عند الحاجة إلى ذلك، أو سكوت حقوقي مثلما يحدث الان في المجازر وهذا هو السيناريو الذي وقع تطبيقه في سوريا طيلة السنوات الماضية.
إن مشروع تدمير سوريا هو حقيقة و ليس مجرد مؤامرة، و الذي يحكمون دمشق الآن يعرفون جيدا أنهم ما كان لهم أن يحكموا لولا مصادقتهم على هذا المشروع، والبقية هي مجرد تفاصيل.
كمال بالهادي

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق