شنَّت أوكرانيا، أمس، موجة من الضربات بمسيَّرات على روسيا؛ ما تسبَّب في اندلاع حريق في محطة للطاقة النووية في وقت تحيي كييف عيد الاستقلال وسط تلاشي الآمال في جهود السلام الأخيرة. وبعد جهود دبلوماسيَّة حثيثة وضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوسط في قمة بين نظيريه الروسي والأوكراني، بدت آفاق السلام متعثرة الجمعة، عندما استبعدت روسيا أي لقاء فوري بين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي.ووصلت الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات ونصف والتي أودت بعشرات الآلاف إلى طريق شبه مسدود، علمًا أنَّ روسيا تمكَّنت مؤخرًا من إحراز تقدم بطيء، وسيطرت السبت، على قريتين في منطقة دونيتسك (شرق). وردت أوكرانيا أمس، بإطلاق مسيرات على الأراضي الروسية أسقطت إحداها فوق محطة كورسك للطاقة النووية في غرب روسيا، وانفجرت عند الاصطدام لتتسبب باشتعال حريق بحسب المنشأة.وأعلنت المحطة عن إخماد الحريق مؤكدة عدم وقوع إصابات أو زيادة في مستويات الإشعاع.وكثيرًا ما حذَّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مخاطر القتال حول محطات الطاقة النووية عقب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022.من ناحيتها أعلنت أوكرانيا أنَّ روسيا هاجمتها خلال الليل بصاروخ بالستي، و72 طائرة هجومية مسيَّرة إيرانية الصنع من طراز «شاهد»، أُسقط 48 منها بحسب سلاح الجو.وتزامنت التطورات الميدانية الأخيرة مع إحياء أوكرانيا ذكرى استقلالها عام 1991 بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.وقال زيلينسكي في خطاب بمناسبة عيد الاستقلال «هكذا تضرب أوكرانيا عندما يتم تجاهل دعواتها للسلام».وأضاف «اليوم، تتفق الولايات المتحدة وأوروبا على أنَّ أوكرانيا لم تنتصر بالكامل بعد، لكنها بالتأكيد لن تخسر. أوكرانيا نالت استقلالها. أوكرانيا ليست ضحية، إنَّها مقاتلة».سياسيًّا، وصل رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إلى كييف لحضور الاحتفالات، داعيًا إلى «سلام عادل ودائم لأوكرانيا».وشكر زيلينسكي قادة العالم الآخرين، ومن بينهم ترامب والرئيس الصيني شي جينبينج والملك تشارلز والبابا، على رسائلهم بهذه المناسبة.بدوره، صرَّح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الجمعة، أنَّه «لا يوجد لقاء» مُخطط له بين بوتين وزيلينسكي، فيما يبدو أنَّ جهود الوساطة التي يبذلها ترامب قد تعثرت، بينما اتهم زيلينسكي روسيا بمحاولة إطالة أمد الهجوم.وأكد لافروف، أمس الأحد، أنَّ الدول الغربية تحاول منع المفاوضات بشأن أوكرانيا وتعطيل العملية التي أطلقها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب في قمة ألاسكا.وأضاف لافروف في تصريحات للصحفي، بافيل زاروبين: «إنَّهم ببساطة يبحثون عن ذريعة لعرقلة المفاوضات، ويريدون أنْ يحدث ذلك ليس بسبب خطئهم، ولا بسبب خطأ زيلينسكي، الذي يتعنَّت هو الآخر ويضع بعض الشروط، مطالبًا بلقاء فوري مع بوتين، مهما كانت الظروف. إنَّها محاولة لعرقلة العملية التي، بشكل عام، وضعها الرئيسان بوتين وترامب، والتي أسفرت عن نتائج جيدة للغاية، ونأمل أن تحبط هذه المحاولات».وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنَّ فولوديمير زيلينسكي، لن يتمكن من تحويل التركيز عن مشكلة حظر اللغة الروسية والكنيسة الأرثوذكسية القانونية في أوكرانيا.ووفقًا للافروف: «لقد قال إنَّ الروسية لن تكون لغة الدولة. ولكن، في العموم، لا أحد يصر على ذلك. الخطوة الأولى، التي لا تعتمد على رغبة زيلينسكي أو أي شخص آخر، هي إلغاء جميع القوانين التي حظرت، في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة، اللغة الروسية والكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية القانونية. لذلك، فهو يحاول تحويل التركيز عن هذه المشكلة، لكنه لن ينجح».