رام الله - دنيا الوطن
انطلقت، الجمعة، في مدينة أنكوراج بولاية ألاسكا، فعاليات القمة التاريخية التي تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في أول لقاء مباشر بين زعيمي البلدين منذ أكثر من أربع سنوات، وسط آمال بالتوصل إلى تفاهمات كبرى بشأن ملفات الأمن والاستقرار الدوليين.

استقبل ترامب بوتين على مدرج قاعدة إلمندورف ريتشاردسون العسكرية، حيث نصبت منصة خاصة تعلوها لافتة ضخمة كتب عليها "ألاسكا 2025"، وأُفرش السجاد الأحمر، بينما حلقت في الأجواء طائرات أميركية من طراز B-2 "الشبح" وF-35 في عرض ترحيبي للرئيس الروسي.

في مشهد لافت، وصلت الطائرتان الرئاسيتان في توقيت متقارب، وانتظر ترامب داخل طائرته حتى وصول بوتين ليخرجا معًا ويلتقيا على السجادة الحمراء. وبعد مصافحة رسمية، دعا ترامب نظيره الروسي للصعود إلى سيارته الرئاسية، في بادرة وُصفت بالودية، حيث انتقلا معًا إلى مقر القمة.

القمة، التي وصفها البيت الأبيض بأنها "تاريخية"، تحمل بالنسبة لترامب فرصة لإثبات قدراته التفاوضية التي يفاخر بها، فيما يراها بوتين نافذة لترسيخ مكاسب روسيا وعرقلة جهود أوكرانيا للانضمام إلى حلف الناتو، ما أثار جدلًا بسبب استبعاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من الاجتماع، وهو ما اعتُبر ضربة لسياسة الغرب القائلة بـ"لا شيء عن أوكرانيا بدون أوكرانيا".

وبحسب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، ستستغرق القمة ما بين ست إلى سبع ساعات، تشمل اجتماعًا ثنائيًا مغلقًا بين الزعيمين، يليه لقاء موسع بمشاركة وفود الجانبين، ثم مؤتمر صحفي مشترك. ويرافق ترامب في المحادثات وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، بينما يضم الوفد الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الدفاع أندريه بيلوسوف، ومستشار الرئيس للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف.

وأشار بيسكوف إلى إمكانية عقد اجتماع ثلاثي يضم زيلينسكي إذا حققت مباحثات ألاسكا تقدمًا ملموسًا. أما الكرملين، فاعتبر اختيار ألاسكا مكانًا للقمة أمرًا رمزيًا يعكس تاريخ التعاون بين موسكو وواشنطن إبان الحرب العالمية الثانية، مؤكداً أن أجندة اللقاء تتجاوز الملف الأوكراني لتشمل مسؤوليات البلدين تجاه الأمن والاستقرار العالمي.