وكان نتنياهو، قد تحدث لوسائل إعلام اسرائيلية، بأنَّه يشعر بأنَّه في مهمة تاريخيَّة وروحيَّة، وأنَّه متمسك جدًّا برؤية «إسرائيل الكبرى».
وتحدَّث نتنياهو لقناة «i24» الإسرائيلية، عن «الحلم الإسرائيلي» بوصفه «مهمة أجيال» يُسلِّمها جيل إلى جيل، وكيف أنَّه يشعر بأنَّه في مهمَّة روحيَّة وتاريخيَّة من أجل الشعب اليهودي.وهنا أهداه المذيع شارون جال (وهو نائب يميني سابق) علبة بها تميمة تحمل خريطة «إسرائيل الكبرى».
وقال له المذيع: «لا أهديها لك، فلا أريد توريطك (بسبب قضية الهدايا التي تلاحقه)، بل هذه هدية لزوجتك سارة»، وفقًا لما ذكرته صحيفة «ذا تايمز أوف إسرائيل».
وعندما سُئل عمَّا إذا كان يشعر بارتباط بهذه الرُّؤية لإسرائيل الكبرى، أجاب نتنياهو: «بالتأكيد».
يُذكر أنَّ عبارة «إسرائيل الكبرى» راحت بعد حرب الأيام الستة في يونيو 1967 للإشارة إلى إسرائيل ومناطق القدس الشرقيَّة والضفَّة الغربيَّة، وقطاع غزَّة، وشبه جزيرة سيناء في مصر، ومرتفعات الجولان.
بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء، موافقة رئيس الأركان إيال زامير على «الفكرة المركزية» لخطة الهجوم على غزَّة، فيما تحدَّثت حركة حماس عن «عمليات توغل» إسرائيلية في المدينة حيث تكثِّف القصف منذ أيام.
وقال الجيش الإسرائيلي -في بيان- إنَّه خلال اجتماع لرئاسة الأركان وقادة أمنيين وعسكريين، «صودق على الفكرة المركزية للخطة الخاصة بالخطوات المقبلة في قطاع غزَّة، وذلك وفقًا لتوجيهات المستوى السياسي». وكان المجلس الوزاري الأمني أقرَّ الجمعة خطة للسيطرة على مدينة غزَّة والمرحلة المقبلة من الحرب في القطاع الفلسطيني.
وتحدَّثت تقارير عن خلافات بين رئيس أركان الجيش ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حول الخطة.
ولم تعلن الحكومة موعدًا محددًا لبدء تنفيذ خطتها، لكن القصف الإسرائيلي تكثَّف على المدينة خلال اليومين الماضيين، لا سيَّما على حي الزيتون في جنوب شرق غزَّة، وفق شهود والدفاع المدني الذي يقوم بأعمال نقل القتلى والمصابين إلى المستشفيات.
وقال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزَّة إسماعيل الثوابتة لوكالة فرانس برس إنَّ الجيش الإسرائيلي «ينفِّذ عمليات توغل عدوانية في مدينة غزَّة، لا سيَّما في حي الزيتون ومحيط جنوب تل الهوى قرب ما يُعرف بمنطقة نتساريم، مصحوبة بعمليات قصف بالأحزمة الناريَّة، ونسف منازل على رؤوس ساكنيها كثَّفها هذا الأسبوع».
ووصف ذلك بأنَّه «تصعيد خطير يهدف إلى فرض واقع ميداني بالقوة عبر سياسة الأرض المحروقة، والتدمير الشامل للممتلكات المدنية».
وكان المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع محمود بصل قال إنَّ الوضع «خطير جدًّا» في المدينة، لا سيَّما في حيِّ الزيتون والصبرة، مشيرًا إلى أنَّ الجيش الإسرائيلي يستخدم «قنابل شديدة الانفجار أدَّى بعضها إلى تدمير خمسة منازل دفعة واحدة».
وذكر شهود أنَّ انفجارات عنيفة سُمعت ليلًا وصباح الأربعاء في المدينة ناجمة عن قيام الجيش بنسف عدد من المنازل في منطقتي تل الهوى والزيتون في المدينة.
وأظهرت صور التقطتها وكالة فرانس برس من مدينة غزَّة الثلاثاء فلسطينيين يفرون من الغارات الإسرائيلية على حي الزيتون وعسقولة باستخدام عربات وشاحنات صغيرة ودراجات.
وتأتي خطط إسرائيل لتوسيع هجومها في غزَّة في وقت تتعثَّر الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، بعد انهيار الجولة الأخيرة من المفاوضات في يوليو.
وأثارت الخطط الإسرائيلية موجة استنكار دولي ومعارضة داخلية.
وفي هذا السياق، تظاهر طيارون احتياط ومتقاعدون خدموا في سلاح الجو الإسرائيلي الثلاثاء، في تل أبيب للمطالبة بإنهاء الحرب.
وقال غاي بوران، وهو طيار سابق في قوات الجو الإسرائيلية، «هذه الحرب وتوسيعها لن يؤدِّيا إلَّا إلى موت الرهائن، وموت المزيد من الجنود الإسرائيليِّين، وموت المزيد من الفلسطينيين الأبرياء في غزَّة».
وجاء بيان الجيش الإسرائلي الأربعاء، بعد ساعات من إعلان حركة حماس، أنَّ وفدًا قياديًّا منها وصل إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريِّين حول اقتراح جديد لوقف إطلاق النار في القطاع، الذي يشهد حربًا مدمِّرة بين إسرائيل والحركة الفلسطينية منذ 22 شهرًا.
وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي الثلاثاء، أنَّ القاهرة «تبذل جهدًا كبيرًا حاليًّا بالتعاون الكامل مع القطريين والأمريكيين من أجل العودة الى مقترح يقوم على «وقف لإطلاق النار لستين يومًا، مع الإفراج عن بعض الرهائن، وبعض المعتقلين الفلسطينيين، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبيَّة إلى غزَّة بدون عوائق وبدون شروط».
وفي اليوم الـ677 من حرب الإبادة على غزَّة، استشهد نحو 60 شخصًا بينهم 22 من منتظري المساعدات في غارات إسرائيليَّة على أنحاء متفرقة من القطاع منذ فجر اليوم، حسب مصادر في مستشفيات غزَّة.
واعتبرت منظمة الصحة العالمية أنَّ الجوع وسوء التغذية يدمران القطاع في الوقت الذي حذرت فيه دراسة طبية بريطانية من انتشار الأمراض المقاومة للمضادات الحيوية بغزَّة، مشيرة إلى أنَّ ارتفاع مستوى البكتيريا المقاومة للأدوية يعني أمراضًا أكثر خطورة وانتقالًا أسرع لأمراض معدية.
وفي الضفَّة الغربيَّة المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددًا من الفلسطينيين بينهم أسرى محررون، كما اقتحمت عدَّة مدن وقرى.
فيما ذكر التقرير السنوي للخارجيَّة الأمريكية عن حقوق الإنسان أنَّ عنف إسرائيل ضد فلسطينيي الضفة وصل إلى أعلى مستوى يومي منذ العام 2005.
0 تعليق