نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : أمل جديد.. من اليمن السّعيد, اليوم الثلاثاء 27 مايو 2025 11:10 مساءً
نشر في الشروق يوم 27 - 05 - 2025
سيكتب التاريخ أن العرب تركوا غزّة وحيدة وأنهم أداروا ظهورهم عن المأساة وصمّوا آذانهم والصهاينة يعملون قصفا وقتلا وتنكيلا وإبادة وتدميرا في أزيد من مليوني مواطن عربي وسيكتب التاريخ أن بلدا عربيا طلع من رحم الجبن والخذلان والتآمر العربي وآثر الانحياز لقيم الرجولة والشجاعة والعروبة البكر لينبري مناصرا لغزة فارضا حصارا بحريا على أعتى الامبراطوريات ومتحدّيا للصهاينة إلى أن يوقفوا عدوانهم على القطاع ويرفعوا حصارهم عن أهلنا في غزة.
هذا البلد هو اليمن السعيد.. اليمن الذي يصرّ على اعطاء الشعوب العربية شيئا مما عنده من سعادة يستمدها من إيمان أهله بعروبتهم وبقيم دينهم ومن حكمة طبعت أهل اليمن منذ القدم.. حين دسّ العرب رؤوسهم في الرمل وتفرقوا بين متخاذل ومتآمر ومتعاون مع العدو وخائف من الصهيونية ومن حلفائها وفي طليعتهم الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الوقت رفع اليمن رأسه وصرخ في الجماهير العربية ان ارفعوا رؤوسكم ونزل إلى الميدان لمبارزة أعتى الامبراطوريات بل وإجبارها على قبول وقف لاطلاق النار ليتفرغ مجاهدو اليمن لمقارعة الصهانية حتى يوقفوا عدوانهم ويرفعوا الحصار.
وبالفعل لم تفتأ صواريخ اليمن تتهاطل على الكيان الصهيوني. ومازال اليمن يضرب أروع الأمثلة في حرب الإرادات مع عدوّ لا يعرف ولا يعترف بغير لغة القوة.. ومازال اليمن يقيم الدليل للشعوب العربية ولكل شعوب العالم على ان التضامن مع غزة ومع فلسطين عموما له عناوين وله مضامين وله تضحيات.. واليمن قبل التحدي وقبل بدفع الثمن نصرة للأشقاء وانتصارا لقيم الحق والعدل وإعلاء لمعاني العروبة التي ضخها اليمن منذ القدم في شرايين المجتمعات والشعوب والقبائل العربية..
وبذلك فإن اليمن يبقى وفيّا لتاريخه وللمبادئ والقيم التي بني عليها.. وكل من يبحر في تاريخ الشعب اليمني يدرك دون عناء أن هذا الشعب عرف على مدى التاريخ كيف يكون مقبرة للغزاة الطامعين وكيف يدفن في ثنايا وطيّات جباله وتضاريسه الوعرة أعتى الامبراطوريات لذلك لم ترهبه أساطيل أمريكا ومعها أساطيل الانقليز والفرنسيين والألمان والطليان. ولذلك لم يخضع لجبروت أمريكا بل اضطرّها على العكس إلى الهروب من ساحة البحر الأحمر حفاظا على حاملات طائراتها التي نالها ما نالها من صواريخ اليمن ومسيّراته كما لم ترهبه سطوة الصهاينة وتمترسهم وراء آلة عسكرية عمياء.
الأكيد أن جرأة اليمن وما يبديه من اقتدار في منازلة قوى الشرّ والطغيان وما يتسلح به من عزيمة وإيمان في نصرة الأشقاء في غزة ترسم طريق الخلاص أمام الشعوب العربية وأمام شعوب العالم التي هبّت لنصرة أبناء غزة ونصرة قضية الشعب الفلسطيني الصابر والصامد.. كما تقيم الدليل لكل شعوب العالم أن الخلاص من براثن الصهيونية ممكن وأن النصر صبر ساعة.. واليمن يمتلك فائضا من الصبر يكفي لشحن عزائم كل شعوب الدنيا.
عبد الحميد الرياحي
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق