نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: مع الشروق : انهيار سردية المظلومية والدفاع عن النفس, اليوم الثلاثاء 27 مايو 2025 12:18 صباحاًمع الشروق : انهيار سردية المظلومية والدفاع عن النفس نشر في الشروق يوم 26 - 05 - 2025 بعد 19 شهرا من المذبحة الوحشية والإبادة الجماعية في القطاع ، نفض العالم الغربي غبار التأثير الصهيوني على الساسة والشعوب والإعلام معترفا أخيرا بأن ما يحدث في قطاع غزة هو إبادة جماعية. حتى وقت قريب جدا ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ظلّ الموقف الغربي وخاصة الاوروبي صلبا دائما تجاه الكيان الصهيوني في أمرين، الأول هو مظلومية الاحتلال التي بنيت على آثار المحرقة النازية، والثاني هو أن كل ما يقوم به الاحتلال "دفاع عن النفس".فعلى مدى عقود من الزمن، كان تغلغل الفكر الصهيوني في العالم الغربي وتبنّيه لكل حروبه وجرائمه وسياساته وأفكاره، أمرا بالغ التأثير في المستوى السياسي والشعبي والإعلامي.ويكفي مثالا واحدا على مستوى هذا التغلغل. ففي بلدان تتشدّق بحرية التعبير وحقوق الانسان، يمكنك فيها انتقاد وشتم من تشاء حتى المسيح والمسيحية نفسها، لكن لا يمكنك بتاتا انتقاد الكيان الصهيوني وفق سياسة "معاداة السامية"، حتى إنّه وقع تجريم ذلك.بعد السابع من أكتوبر 2023، وما يحسب رأسا لعملية "طوفان الأقصى" هو تخليص الغرب ساسة وشعوبا و إعلاما من هذا الاحتلال الفكري والسياسي والنفسي الصهيوني الذي بني على الشعور بالذنب مما رافق أحداث الحرب العالمية الثانية من أحداث ضدّ اليهود."طوفان الأقصى" وما رافقه ولا يزال من وحشية صهيونية وابادة جماعية في القطاع وغيره من الاراضي المحتلة، لم يكشف وجه الاحتلال الصهيوني. فهو مكشوف بطبعه. ولكن نزع عنه قناع الشرعية والمظلومية لدى العالم أجمع.كما إنه لم ينجح فقط-طوفان الاقصى- في إعادة القضية الفلسطينية الى سلّم الأولويات الدولية وتعرية الوجه الحقيقي للصهيونية في الأراضي المحتلة. بل حرّر العالم الغربي من الازدواجية ومن التأثير الصهيوني، وعلى الغرب وخاصة أوروبا أن يكونوا شاكرين لذلك.فهذه المرة، ذهب الكيان الصهيوني في "الدفاع عن النفس" وخطاب "المظلومية" الى حدّ لم يعد يحتمله أي مسؤول أو شعب أو مؤسسة إعلامية في العالم الغربي وهم يشاهدون إبادة ممنهجة قصفا وتجويعا و حرقا وتهجيرا.وحتى أقرب حلفاء الاحتلال على مرّ التاريخ (بريطانيا، وفرنسا...) قالوا بلسان واحد: يكفي هذه إبادة جماعية، حتى ألمانيا الراعي الأكبر للاحتلال قال مستشارها فريدريش ميرتس إن "المستوى الحالي من الهجمات على القطاع لم يعد من الممكن تبريره".ولا شكّ اليوم أن هناك صحوة غربية تجاه ما يحدث في غزة والأراضي المحتلة وإن بدت متأخرة. حيث كان لفداحة الإجرام الصهيوني و الضمير الحي للشعوب الغربية دور رئيسي فيها وفي انهيار سردية "الدفاع عن النفس" و"المظلومية" الموروثة عن المحرقة النازية.الكيان الصهيوني ومع انكشاف إجرامه الوحشي على جميع الأصعدة، بات كيانا منبوذا ويتّجه الى العزلة الدولية بطريقة سريعة سقطت فيها كل الأقنعة وأضحت الحقيقة معروضة أمام الجميع.إنها اللحظة المناسبة تماما لإنصاف شعب كابد ويكابد الاحتلال منذ عقود، ومن العار أن يظلّ شعب تحت الاحتلال في وقتنا الحاضر في ظلّ وجود ترسانة من المؤسسات والمنظمات والمحاكم والقوانين الدولية.بدرالدّين السّيّاري انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.