مع الشروق : عندما تتكلّم أوروبا والعالم... ويصمت العرب !

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : عندما تتكلّم أوروبا والعالم... ويصمت العرب !, اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025 11:22 مساءً

مع الشروق : عندما تتكلّم أوروبا والعالم... ويصمت العرب !

نشر في الشروق يوم 20 - 05 - 2025

alchourouk
في حين يصمت المسؤولون العرب ويبتلعون ألسنتهم إزاء ما يحدث في غزّة من حرب إبادة وما ينفّذ على أرضها من محرقة يندى لها جبين البشرية يتكلم الضمير الانساني على ألسنة مسؤولين من أوروبا أو آسيا أو أمريكا اللاتينية.. مفارقة عجيبة تطرح سؤالا عبثيا يقول: أين تقع فلسطين وهل مازالت فلسطين عربية؟
فقد دأب سياسيون ونواب من كل الأصقاع على اعلان تمرّدهم على الفظاعات الصهيونية بحق ملايين البشر.. وصار مشهد نواب في البرلمانات الأوروبية المختلفة أو في البرلمان الأوروبي ذاته مألوفا وهم يطلقون سهام نقدهم اللاذع للغطرسة الصهيونية ويسلطون الضوء على مرتكبيه وعلى آلة القتل الصهيونية من إبادة جماعية بحق الأطفال والنساء والشيوخ.. وما تتلذذ بفرضه من حصار شامل على دخول البضائع إلى أزيد من مليوني بشر باتوا محرومين حتى من لقمة الغذاء ومن جرعة الدواء. هذا علاوة على الحراك الشعبي حيث كانت عديد المدن والعواصم تموج بمئات آلاف المتظاهرين المنددين بالعدوان والمطالبين بوقف المجازر.
لم يقف الأمر عند النواب ولم تقتصر صرخات الادانة على البرلمانات الأوروبية وعلى الشارع الأوروبي.. بل ان هناك مسؤولين أوروبيين شرفاء رفضوا الصمت والاستكانة وانحازوا إلى شرف الضمير وأمانة المسؤولية فأطلقوا ألسنتهم تسلخ السياسات الصهيونية وانطلقوا في خطوات ملموسة لتعرية الفظاعات الصهيونية وتشكيل رأي عام رافض لما يجري وصولا الى الضغط على حكومة الارهابي نتنياهو لوقف محرقته بحق مئات آلاف البشر.. وعلى رأس هؤلاء يأتي رئيس الوزراء الاسباني السيد بيدرو سانشيز الذي أعلن بشكل رسمي مقاطعة بلاده لاسرائيل وتزعمه لحملة أوروبية لمقاطعة الكيان الصهيوني وتجريم أفعاله ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وحين يثور مسؤول أوروبي كبير على آلة القتل الصهيونية ولا يبالي بضغوط اللوبيات الصهيونية وبحلفاء الكيان وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، فإن ثورته تحيلنا رأسا إلى الصمت العربي وما يرشح منه من خزي ومن عار والأمة بأسرها تتفرج على المجزرة وعلى حرب الابادة الجماعية منذ 19 شهرا ولا تحرك ساكنا.. وتعجز حتى عن ادخال لقمة غذاء وجرعة دواء لمئات آلاف البشر يعيشون تحت القنابل والصواريخ ويحرمون حتى من أبسط مقومات الحياة..
الرئيس الأمريكي ترامب، وهو الراعي الرسمي والأكبر للكيان الصهيوني، وهو من يزوده بأدوات الغطرسة والقتل من سلاح ومال وغطاء سياسي كان في المنطقة و«لهف» قرابة 4 تريليون دولار بالتمام والكمال، ولم نسمع أن مسؤولا عربيا واحدا تجرّأ على ذكر مأساة غزّة أمامه علنا. وبعد زيارته بسويعات انعقدت وانفضّت قمة عربية في بغداد مثلما انطلقت دون أية خطوة لنصرة أشقائنا في غزة ولو بإدخال مستلزمات الحياة من غذاء ودواء في حين تتدافع طوابير الشاحنات العربية المحملة بآلاف الأطنان من البضائع الموجهة إلى الكيان الصهيوني دون خجل من دماء وتضحيات أبناء الشعب الفلسطيني.. ودون وجل من قناعات الشعب العربي الذي مازال يعتبر قضية فلسطين قضيته المركزية ومازال يتمسك بعروبة فلسطين وبحق الشعب الفلسطيني في بناء دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف كما تنص عليه قرارات الشرعية الدولية.
هذه المفارقات المخجلة سيحفظها التاريخ الذي سيوشح جبين بيدرو سانشيز وأمثاله من شرفاء العالم بتاج الشرف والرجولة.. أما مسؤولونا العرب المتخاذلون والمتواطئون والمتآمرون فإلى مزبلة التاريخ.. وسوف تظل لعنة أبناء غزة وفلسطين تلاحقهم إلى يوم يبعثون.
عبد الحميد الرياحي

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق