نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الوتر الأخير في سمفونية الاضطراب, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 09:13 مساءً
نشر بوساطة سعد ابو طالب في الوطن يوم 14 - 05 - 2025
في عالم متذبذب تستعرض فيه القوى الكبرى قوى متنافرة من المصالح، الصراعات موقف المملكة العربية السعودية واضح وثابت في مواجهة تلك التحديات يجمع بين القوة والحكمة.
تصر المملكة على أداء دورها التاريخي في صناعة السلام وراعي استقرار في المنطقة والعالم وظل حاضر خلف كل محاولة لتهدئة النزاعات وبناء الجسور.
على مر العقود لم تبتعد السعودية عن ساحة النزاعات الإقليمية والدولية والمساعدات الإنسانية، لكنها اليوم تعيد تعريف هذا الدور بأسلوب أكثر وضوحًا.
فمن اليمن إلى السودان ومن سوريا إلى لبنان ومن كواليس النزاع الفلسطيني الإسرائيلي حتى فترة ملفات الهند وباكستان.
تستمر المملكة في المعادلة مشغل للدبلوماسية وراعية للحوار الدولي ومنبرًا للفرص التي تنبع من الثقة في نواياها وثقلها السياسي والاقتصادى والدينى.
آخر الشواهد على هذا الدور الثابت كان التحرك السريع والتوازن الذي قاده وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير بزيارة الهند وباكستان بتوجيه من القيادة السعودية في الوقت الذي اشتد فيه التوتر بين البلدين، على خلفية ملفات أمنية وسياسية.
تواجد المملكة لم يكن استعراضًا بل حمل بثبات مضمونا عميقا من الوساطة والسلام والعمل الهادئ محاطة بثقة الأطراف واحترامهم للدور التي تلعبه المملكة العربية السعودية الذي لا يتحرك من فراغ ولا لمصالح ضيقه.
الوزير عادل الجبير الذي يتمتع بخبرة دولية عريقة لم يذهب ليقدم مواقف مستخدمة بل استمع وتحدث بلغة ثابتة وحكيمة لنقل رؤية القيادة السعودية التي تؤمن بالأمن في أي منطقة من هذا العالم.
يسلط الضوء على استقرار دول العالم وتحركه هناك لم يكن استثناء، بل تواصل لسياسة سعودية متتالية ترى أن الدبلوماسية الحاميه أهم من بيان الإدانة و فرض العقوبات.
ولا يمكن نستبعد الحديث عن موقف السعودية في صناعة السلام دون التنويه إلى جهودها الإنسانية والاقتصادية المتتالية الواضحة والراسخة في منطقة الشرق الأوسط و العالم.
المملكة لا تكتفي أبدا بالوساطات السياسية فقط بل توثق وجودها بمبادرة اعمار ودعم اقتصادي ومنح تنموية شاملة ترسم مستقبل مشرق بالاستقرار في المنطقة والعالم.
هيئة الإغاثة السعودية وصندوق الاستثمارات العامة والمؤتمرات السياسية التي ترعاها كلها أدوات ضمن رؤية متكاملة تعمل بثبات واضح.
وإن كانت الأحداث المتتالية قد أرهقت شعوب العالم فإن الأمل مازال موجودًا بفضل توجهات تحمل روح المسؤولية والتوازن الثابت كما تفعل السعودية.
لقد اختارت المملكة أن تكون شريكًا في صنع الاستقرار، لا منبع للصراخ والضجيج وأن تكون الحاضن للأمل، لا مصدر للفوضى.
في ظل تحولات كبيرة داخل المملكة تبدو السياسة الخارجية امتدادًا طبيعيًا لهذه الروح الجديدة الطموحة والواقعية ومبنية على المبادئ.
لم تعد السعودية فقط بلد النفط أو مركز للمسلمين بل الدولة التي تفتح أبواب العواصم الكبرى بحلول متجددة ومعاصرة وتجلس إلى طاولات النزاعات كقوة توازن كبري تنصت وتقنع وتغادر دون أن ترفع علمّا فوق ارض لا تخصّها، لأنها تكتفي بأن تترك وراءها أثرًا من الاستقرار والهدوء السياسي.
وفي النهاية فإن الدور التي تقوم به المملكة العربية السعودية في عالم اليوم يشبه العزف الأخير في سيمفونية عاصفة ذلك اللحن الذي لا يسمع بصخب لكنه باقي في الذاكرة لأنه ببساطة... كان الصوت الناضج الوحيد.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق