نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
القمة الخليجية الأمريكية.. تحالف استراتيجي لمواجهة تحديات المستقبل وبناء أسس الاستقرار, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 09:01 مساءً
نشر بوساطة نوال الجبر في الرياض يوم 14 - 05 - 2025
في حدث دبلوماسي بالغ الأهمية، اختتمت القمة الخليجية الأمريكية في الرياض، لتُؤكد على عمق الشراكة الاستراتيجية بين دول الخليج والولايات المتحدة في مرحلة دقيقة من تاريخ المنطقة. القمة، التي جمعت قادة الخليج مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاءت في توقيت بالغ الحساسية، حيث يواجه الشرق الأوسط تحديات أمنية واقتصادية غير مسبوقة.
في إطار تعزيز التعاون الدفاعي، تم التأكيد على التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن واستقرار دول الخليج، مع تأكيدات قوية بتعزيز القدرات العسكرية والتقنيات الحديثة لمواجهة التهديدات الإقليمية. الرئيس ترامب شدد على أهمية هذه الشراكة الأمنية في مواجهة التوترات المتصاعدة، لا سيما في ظل الوضع المتفاقم في غزة والملف النووي الإيراني.
اقتصاديًا، شكلت القمة نقطة انطلاق لمشاريع ضخمة بين الطرفين، حيث تم الإعلان عن استثمارات مشتركة في مجالات الطاقة المتجددة، التكنولوجيا، والدفاع. هذه الاستثمارات من شأنها تعزيز جهود دول الخليج لتنويع اقتصادها وتحقيق رؤى التنمية المستدامة، خصوصًا في إطار رؤية المملكة 2030.
كما ناقش القادة الملفات الإقليمية، بما في ذلك القضية الفلسطينية والتطورات في سوريا، مع التأكيد على ضرورة إيجاد حلول سياسية تضمن استقرار المنطقة بعيدًا عن التصعيد العسكري.
القمة الخليجية الأمريكية في الرياض لم تكن مجرد حدث عابر، بل كانت تجديدًا للشراكة الاستراتيجية بين الطرفين، مع التزام مشترك بمواجهة التحديات المتزايدة وتحقيق الأهداف المشتركة في الأمن والاقتصاد.
القمة تؤسس لتحولات كبرى
قال مختار شعيب، مدير تحرير صحيفة الأهرام ومدير مكتبها في السعودية، إن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة والاجتماعات الثنائية ومتعددة الأطراف التي عُقدت خلالها، أسفرت عن توقيع 145 اتفاقية واستثمارات ضخمة، ما يعكس أهمية الزيارة على المستويين الاقتصادي والسياسي.
وأوضح أن الملفات السياسية التي نوقشت تضمنت الوضع في سوريا، ولا سيما في غزة، إلى جانب القضية الفلسطينية، والملف النووي الإيراني، والأزمة اليمنية، مشيرًا إلى أن القمة عززت الفهم الأمريكي العميق لقضايا المنطقة.
وأضاف شعيب أن من أبرز نتائج القمة رفع العقوبات عن سوريا، ما يهيئ الطريق لاستقرارها وعودة الدولة إلى لمّ شمل مواطنيها. وتوقع أن يتم خلال القمة الخليجية-الأمريكية الإعلان عن مبادرة تتعلق بوقف الحرب في غزة وإقامة هدنة، تقدمها المملكة بوصفها قائدة للعالم الإسلامي.
وأشار إلى أن هناك بوادر لتفاهم أمريكي-إيراني بشأن الملف النووي، في ظل تصاعد التهديدات المرتبطة بالميليشيات التابعة لطهران. كما نوّه بحجم التنمية المتوقع نتيجة الاتفاقيات الاقتصادية التي شملت الصناعة، الذكاء الاصطناعي، الطب، والتكنولوجيا، مؤكدًا أن الزيارة ستمهّد لحركة تجارية إقليمية واسعة تعزز الاستقرار.
شراكات جديدة وفرص واعدة
رأى المحلل السياسي الكويتي غانم السليماني أن القمة الأمريكية الخليجية اكتسبت أهمية بالغة بفضل المشاركة الواسعة والمبادرات النوعية التي ستُعلن لاحقًا، إضافة إلى النتائج الإيجابية الملموسة التي تحققت في القمة السعودية الأمريكية، وعلى رأسها رفع العقوبات عن سوريا.
وتوقع أن تكون المناقشات الاقتصادية حاضرة بقوة في أجندة القمة الخليجية، خاصة مع رغبة دول الخليج في تنويع مصادر الدخل، وفتح آفاق استثمارية جديدة، وتعزيز دور القطاع الخاص ورواد الأعمال في الاقتصاد الخليجي.
وشدد على أن نتائج القمة السعودية الأمريكية الناجحة ستكون حافزًا مباشرًا على صياغة علاقات اقتصادية أقوى مع الولايات المتحدة.
ملامح شراكة إستراتيجية
قال الكاتب والمحلل السياسي التونسي الجمعي قاسمي إن القمة الخليجية الأمريكية تنعقد في مناخ سياسي حافل على المستويات الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية. واعتبر أنها تمثل لحظة مفصلية لتدعيم العلاقات الخليجية الأمريكية، مؤكداً أن دول الخليج باتت تمتلك أدوات التأثير في القضايا الإقليمية والدولية الكبرى.
وأشار إلى أن دول الخليج أثبتت أنها طرف فاعل في أزمات مثل الحرب الروسية الأوكرانية، وسوريا، واليمن، والسودان. وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد أن دول الخليج تمتلك بفضل مواردها وموقعها الجغرافي القدرة على تقديم قيمة مضافة للاقتصاد العالمي، ما يجعل هذه القمة منصة لتدشين شراكة حقيقية تستند إلى المصالح المشتركة.
#رفع العقوبات عن سوريا ثمرة لحنكة سعودية
قال المستشار سعد العدواني، رئيس مركز القرارات الاستراتيجية للبحوث والاستشارات بالكويت، إن قرار ترامب بشأن سوريا يعكس نجاح القيادة السعودية في استعادة الدور العربي الموحد تجاه القضايا الإقليمية، معتبرًا أن هذه الخطوة هي بداية لعودة سوريا إلى المجتمع الدولي.
وأشار العدواني إلى أن الشراكة الاقتصادية المعلنة بقيمة 600 مليار دولار بين الرياض وواشنطن، تمثل نقلة نوعية، وتشمل مجالات متعددة مثل الطاقة والصناعة والزراعة والذكاء الاصطناعي.
وكشف عن مشروع لإنشاء أسرع شبكة إنترنت في العالم انطلاقًا من الرياض، مؤكدًا أن هذه المشاريع تدخل ضمن رؤية السعودية 2030. واعتبر أن هذه القمة أعادت التوازن بين الأبعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وخلقت فرصًا ل30 مليون مواطن سعودي في المستقبل القريب.
السعودية فتحت بوابة للسلام
قال طلعت طه، محلل سياسي ومدير تحرير جريدة الجمهورية بالقاهرة، إن القمة الخليجية الأمريكية شكلت منعطفًا حاسمًا في العلاقات السعودية الأمريكية، مشيرًا إلى أن زيارة ترامب إلى الرياض تؤكد الثقل السعودي في معادلات السياسة الدولية.
وشدد على أن القمة لا تقتصر على الأبعاد الاقتصادية، بل تمهد لاستقرار سياسي هو شرط أساسي لتحقيق التنمية.
وأضاف أن "الصفقة الأهم" في القمة كانت إطفاء نيران الحرب في سوريا وفتح الطريق أمام إعمار غزة، متوقعًا أن تكون فلسطين على رأس أولويات المبادرات السياسية القادمة من الخليج، بقيادة المملكة.
السعودية تعيد رسم خريطة التحالفات الإقليمية
رأى الدكتور ناصر خميس المطيري، الكاتب والمحامي الكويتي، أن القمة الخليجية الأمريكية في الرياض تجاوزت الأطر البروتوكولية إلى بناء تحالفات جديدة تغير التوازنات في المنطقة.
وأشار إلى أن إعلان رفع العقوبات عن سوريا يمثل اختراقًا استراتيجيًا للدبلوماسية السعودية، يعيد دمشق إلى محيطها العربي.
وأشاد بثقة الولايات المتحدة في المملكة، وهو ما يظهر من خلال دعمها في مشاريع الطاقة النووية السلمية والتكنولوجيا المتقدمة.
وأكد أن التعاون الدفاعي والتقني بين الجانبين يعكس التزامًا مشتركًا بمواجهة التهديدات الإقليمية، خاصة من إيران والميليشيات التابعة لها.
واعتبر أن السعودية، برؤيتها 2030، باتت حجر الزاوية في منظومة الاستقرار والنمو، مشيرًا إلى أن ما بعد القمة سيحمل شرق أوسط جديدًا تقوده الرياض بثقة.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق