الحقيقة والتاريخ : ما يحدث في ليبيا يهدد الأمن القومي التونسي.

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحقيقة والتاريخ : ما يحدث في ليبيا يهدد الأمن القومي التونسي., اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 12:30 صباحاً

الحقيقة والتاريخ : ما يحدث في ليبيا يهدد الأمن القومي التونسي.

نشر في صحفيو صفاقس يوم 13 - 05 - 2025

1238699
* إن ما حدث في ليبيا أخيرا خطير جدا على الاوضاع في البلد الشقيق وبالتالي على الأمن القومي التونسي، والمتأمل في تاريخ العلاقة المتجذرة بين البلدين يكتشف بسهولة ان الأحداث الأخيرة في طرابلس أعادت التاريخ إلى الوراء بتفاصيل تكاد تكون متشابهة بشكل مدهش.
* ففي السادس من شهر جويلية 1793 تصاعد الصراع على السلطة في ليبيا بين أفراد عائلة القرمانلي الحاكمة بدعم من السلطة المركزية في الإمبراطورية العثمانية، وأرسى في ميناء طرابلس أسطول يحمل العلم العثماني ويقوده "قابوجي باشي" مصحوبا بأربع مائة عسكري مسلح، ترجل القائد وتلا فرمانا سلطانيا عثمانيا يقر بخلع علي القرمانلي وتولية علي أفندي برغل، الملقب ب"الجزائري" مكانه، وهو إنكشاري من بلاد الكرج أقام طويلا بالجزائر حتى أصبح ينسب إليها.
يقول المؤرخ الكبير الراحل الدكتور رشاد الإمام في كتابه "سياسة حمودة باشا في تونس" : "بالنسبة لحمودة باشا وسياسته الخارجية، كان الأمر لا يقف عند حد عزل وال وتعيين آخر، بل كان حدثا كبيرا يهدد أمن تونس واستقلالها .....فقرر الهجوم برا وبحرا" لحماية بلاده من آثار وتداعيات الفتنة" .
*
في الثاني من نوفمبر 1794 أقلع الأسطول التونسي ب0تجاه جزيرة جربة وحررها من جنود علي برغل وعملائه، الذين تسللوا إليها، ثم إتجه إلى طرابلس ترافقه حملة برية قوامها نحو عشرين ألف رجل بقيادة الوزير يوسف صاحب الطابع. بعد شهرين ونصف وتحديدا في السادس عشر من جانفي 1795 كان الجيش التونسي قد احتل المناطق المتاخمة للعاصمة طرابلس مدعوما بعناصر من القبائل الليبية، التي هبت من كل حدب وصوب لنصرة قوات حمودة باشا. وعندما وجد علي برغل نفسه محاصرا بعد أن هرب و0ستسلم عدد كبير من جنوده ومرتزقته، ملأ سفينتين بما سلبه من طرابلس، و ذبح الرهائن والأسرى، ثم أبحر مع رجاله ورفع شراعه نحو مصر"
*
يؤكد المؤرخ رشاد الإمام، رحمه الله، في كتابه المشار إليه آنفا :"عندما رجع الجيش منتصرا إلى تونس، بعد أن أتم المهمة الموكلة إليه بكل نجاح وأرجع القرمانليين إلى عرشهم، ذهب الباي ( حمودة باشا ) بنفسه ل0ستقبال قائد الحملة تكريما له"، معلنا تحقيق هدفه في حفظ سيادتي تونس وليبيا وتأمين إستقرارهما ودرء مخاطر لهيب الفتنة. أما المفكر الفرنسي الشهير "جان جاك روسو" فيؤكد أن مبادرة حمودة باشا بإطفاء نيران الفتنة في طرابلس ومنع انتقالها إلى تونس أثارت غضب واستياء الدولة العثمانية التي لم تكن تريد لهذه الفتنة ان تنطفئ !
*
إن ما حدث في ليبيا في أواخر القرن الثامن عشر يعاد اليوم بشكل أكثر خطورة على استقرار البلدين وأمنهما الداخلي والخارجي، لا يعني هذا أن الحل المطلوب الآن يجب ان يكون مطابقا لما فعله حمودة باشا، فالزمن ليس هو الزمن، والموازين مختلفة، والمواثيق الدولية تمنع ذلك، ولكن لا بد لنا من ضرورة إستخلاص العبرة مما حدث منذ أكثر من قرنين وربع القرن، والإقتناع بأن امن و0ستقرار ليبيا من أمن و0ستقرار تونس.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق