نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الاستسلام الواعي, اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 05:13 صباحاً
نشر بوساطة fatimahnahar@ في البلاد يوم 13 - 05 - 2025
نحن نعيش في ثقافة تمجّد "عدم الاستسلام"، وتربط بين الصمود والنجاح، ولكن ماذا لو كان الإستسلام في بعض المواقف، هو أقصر الطرق إلى الشفاء؟ يجب أن يعلم المرء، أن ليس كل تراجع هزيمة، وليس كل انسحاب ضعفًا، بل أحيانًا يكون التوقف عن القتال، هو أول خطوة نحو السلام الداخلي.
الاستسلام الواعي، لا يعني أن نرفع الراية البيضاء لأي تحدٍ نواجهه، بل هو فنّ التمييز بين ما يمكن تغييره، وما يجب تقبّله. هناك معارك تُستحق، وأخرى تُستنزفنا عندما نُجبر أنفسنا على الاستمرار في علاقات مؤذية، أو نحاول السيطرة على أشياء خارجة عن إرادتنا، فإننا نستهلك طاقتنا في الفراغ بدلًا من توجيهها نحو ما يستحق.
هناك لحظة فارقة في حياة كل إنسان، يدرك فيها أن العناد لم يعد ينفع، وأن "التخلّي"، هو القرار الأكثر حكمة. قد يكون ذلك في علاقة تنهك القلب، أو وظيفة تُطفئ الشغف، أو حتى حلم قديم، لم يعد يناسب واقعنا الحالي.
هذا النوع من الاستسلام، لا يولد من ضعف، بل يولد من وعي ونضج، و يجعلنا نرى الأمور على حقيقتها، دون أقنعة التوقعات، أو ضباب المثالية.
والجميل في الاستسلام الصحي، أنه لا يُغلق الأبواب، بل يفتح نوافذ جديدة، حين نترك ما يؤذينا، نعطي لأنفسنا فرصة لاحتضان ما يُلهمنا، وحين نقبل ما لا يمكن تغييره، نوفر مساحة داخلنا للسلام بدل القتال المستمر، وبهذا فإن الاستسلام يصبح دعوة للتوازن ولا للاستسلام الكامل.
في نهاية المطاف، القوة لا تُقاس بكمّ ما نُصارعه، بل بقدرتنا على اختيار معاركنا بذكاء، والاستسلام الواعي ليس انسحابًا، بل عبور نحو مرحلة أنضج حيث نتصالح مع أنفسنا، ونمنحها ما تستحق الطمأنينة والراحة بعد طول صراع واستقرار نفسي دائم.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق