نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المملكة شريك موثوق في صياغة الحلول ودرء الأزمات, اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 02:06 صباحاً
نشر بوساطة مفضي الخمساني في الرياض يوم 13 - 05 - 2025
في لحظة حرجة كادت أن تنزلق فيها منطقة جنوب آسيا إلى مواجهة عسكرية شاملة بين قوتين نوويتين، نجحت المملكة العربية السعودية، في خطوة دبلوماسية بارزة، في تهدئة التصعيد بين الهند وباكستان، وإبعاد شبح الحرب عن الإقليم المتوتر.
وبفضل مكانتها الإقليمية وعلاقاتها المتوازنة مع كلا البلدين، تحركت المملكة بسرعة لاحتواء الموقف المتدهور، عقب موجة التوتر التي اندلعت إثر هجوم إرهابي في منطقة باهالغام بكشمير أواخر أبريل 2025، وأسفر عن مقتل 26 شخصًا، ما دفع الجانبين إلى حشد عسكري متبادل على الخط الفاصل بينهما.
تحرك دبلوماسي فوري ومنسق
ولقد أجرى وزير الخارجية، الأمير فيصل بن فرحان، اتصالات هاتفية مع نظيريه في الهند وباكستان، شدد خلالها على ضرورة ضبط النفس، وتفادي أي خطوات قد تؤدي إلى التصعيد. وتأكيدًا على التزامها بلعب دور الوسيط النزيه، أرسلت المملكة مبعوثها وزير الدولة للشؤون الخارجية، عادل الجبير، في جولة مكوكية إلى نيودلهي وإسلام آباد، بين 7 و9 مايو، حاملاً رسالة واضحة من القيادة السعودية: "تغليب صوت الحكمة على أصوات البنادق".
وهذه التحركات تزامنت مع جهود أمريكية للوساطة، إلا أن الدور السعودي بدا فاعلًا وموازيًا، حيث أشار قادة باكستانيون في تصريحات رسمية إلى "الدور الحاسم" الذي لعبته الرياض في تليين مواقف الطرفين، وتهيئة الأجواء لإعلان وقف إطلاق النار.
نتائج ملموسة
ف ي 10 مايو 2025، أعلنت باكستان والهند رسميًا التزامهما بوقف إطلاق النار، ودخل الاتفاق حيّز التنفيذ عند الساعة الخامسة مساءً بتوقيت الهند. وقد أعرب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، عن تقدير بلاده للدور "الإيجابي والفاعل" الذي قامت به السعودية، مؤكدًا أن وساطتها أسهمت بشكل جوهري في تفادي كارثة عسكرية.
فيما ثمّن رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، خلال لقائه الوفد الدبلوماسي، موقف المملكة وحرصها على أمن واستقرار المنطقة، مشيرًا إلى أن العلاقات الوثيقة بين الرياض وإسلام آباد شكّلت حافزًا إضافيًا للانخراط في مسار التهدئة.
مكانة دولية
ما ميّز الوساطة السعودية هذه المرة هو إجماع الطرفين على قبول دورها، رغم التباين المعروف في مواقف الهند وباكستان حيال التدخلات الخارجية. فعلى عكس الهند التي عادةً ما تتحفظ على الوساطات الدولية، جاء تجاوبها الإيجابي مع التحرك السعودي تأكيدًا لثقتها في حياد المملكة ومكانتها على الساحة الدولية.
ويُعزى هذا القبول أيضًا إلى النهج المتزن الذي اتبعته الرياض، القائمة على تعزيز الحوار السياسي المباشر دون فرض حلول، مما جعلها طرفًا موثوقًا قادرًا على التحدث إلى كلا الجانبين بلغة المصالح المشتركة والاستقرار الإقليمي.
كارثة محتملة
تأتي هذه الجهود في وقت يتصاعد فيه القلق الدولي من التوترات في المناطق الحساسة حول العالم، ولا سيما تلك التي تنطوي على احتمالات استخدام السلاح النووي. وبالتالي، فإن نجاح المملكة في تهدئة التوتر بين نيودلهي وإسلام آباد يُعد إنجازًا دبلوماسيًا بارزًا، ليس فقط على مستوى الإقليم، بل على مستوى الأمن والسلم الدوليين.
وتؤكد هذه الوساطة مجددًا أن المملكة العربية السعودية، بدبلوماسيتها النشطة ومبادراتها السريعة، لم تعد مجرد لاعب إقليمي، بل شريك موثوق في صياغة الحلول ودرء الأزمات في عالم مضطرب.
بيان الخارجية
وقد أعربت وزارة الخارجية عن ترحيبها باتفاق وقف إطلاق النار بين باكستان والهند، معبرة عن تفاؤلها بأن "يفضي هذا الاتفاق إلى استعادة الأمن والسلم في المنطقة"، وتشيد المملكة بتغليب الطرفين للحكمة وضبط النفس، وتجدد في هذا الصدد دعمها لحل الخلافات بالحوار والسبل السلمية، انطلاقاً من مبادئ حسن الجوار، وبما يحقق السلام والازدهار للبلدين ولشعبيهما.
وكان وزير الخارجية، الأمير فيصل بن فرحان، قد بحث جهود تهدئة التوترات مع الهند وباكستان ووقف التصعيد، وإنهاء المواجهات العسكرية الجارية بين البلدين، جاء ذلك في اتصالين هاتفيين بكل من وزير الشؤون الخارجية في الهند الدكتور سوبراهمانيام جايشانكار، ونائب رئيس الوزراء وزير الشؤون الخارجية في باكستان إسحاق دار.
الدبلوماسية السعودية
من أهداف السياسة الخارجية للمملكة، المساهمة في الحفاظ على الأمن والاستقرار والازدهار إقليمياً وعالمياً، والسعي لضمان تحقيق رؤية المملكة 2030، التي تطمح المملكة من خلالها أن يكون اقتصادها رائداً، ومجتمعها متفاعلاً مع جميع مجتمعات العالم، ومساهماً في نهضة البشرية وحضارتها.
وتدعم دبلوماسية المملكة بشكل فاعل السلم والحد من النزاعات، وأن الحوار هو نهج المملكة في التعاطي مع أي خلافات إقليمية أو دولية، للحفاظ على أمن واستقرار شعوب دول المنطقة، وأهمية احترام سيادة الدول كافة، ورفض الممارسات العدائية التي من شأنها التدخل في الشؤون الداخلية في بعض الدول العربية والإسلامية خاصة، مما سيساهم بشكل رئيس في التعايش السلمي لجميع دول المنطقة.
وتحتل المملكة مكانة مهمة في إدارة لعبة السياسة الإقليمية في الشرق الأوسط، حيث تعد من أهم اللاعبين الإقليميين في المنطقة، فالمملكة بقيادتها الحكيمة التي رسمت سياسة خارجية ذات أبعاد دولية، تجسد قيمتها ودورها الإقليمي والدولي في أن تكون فاعلاً في السياسة الدولية، ومحط أنظار العالم لما تمثله من ثقل إقليمي، لقدرتها على الإلمام بقضايا المنطقة والتعامل معها والملفات السياسية المحلية والإقليمية والعالمية، حيث أصبحت جزءاً لا يتجزأ من المعادلة السياسية، وطرفاً لا يمكن تجاهله في أي تسوية أو إجراء سياسي؛ وذلك بفضل عوامل أساسية اعتمدت عليهما القيادة السعودية، خلال العقد الأخير، تتمثل بتكييف السياسة الخارجية بحسب المقتضيات المرحلية، وبما ينسجم مع التطورات والتوجهات الإقليمية والدولية.
عادل الجبير يلتقي وزير خارجية الهند
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق