الابراهيمية مثالية صهيونية (ج2).. ممثل راهن للحركة الصهيونية العالمية وسلطة تأله سنهدريني لإعادة خلق العالم

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الابراهيمية مثالية صهيونية (ج2).. ممثل راهن للحركة الصهيونية العالمية وسلطة تأله سنهدريني لإعادة خلق العالم, اليوم الجمعة 25 أبريل 2025 05:20 مساءً

الابراهيمية مثالية صهيونية (ج2).. ممثل راهن للحركة الصهيونية العالمية وسلطة تأله سنهدريني لإعادة خلق العالم

نشر بوساطة صلاح الداودي في الشروق يوم 25 - 04 - 2025

2351682
هي مسارات ومشروعات وخرائط وتعاليم من وضع الابراهيمية الممثل العالمي الراهن للحركة الصهيونية العالمية. ولا يتعلق الأمر بنبي الله ابراهيم عليه السلام كما نعرفه في القرآن الكريم وإنما بابراهام أو إبرام وهو ابراهيم المصهين من قبل تيارات صهيونية مسيحية ويهودية وليس كل من يدين بديانة من الديانتين المذكورتين. وهو ما يتطلب الإحاطة بالمسارات والمشاريع والخرائط والتعاليم حتى تكون الصورة شاملة، وهو ما سوف يتطلب جزءا ثالثا هو قيد الإعداد.
أما في هذا الجزء الثاني المتمم لما قبله فإننا حيال نوع مما سميناه مثالية صهيونية تقوم على تأله صهيوني، تأله سنهدريني على وجه الدقة. فما هي هذه السنهدرينية؟ نشتقها من عبارة سنهدرين ومعناها بالعبرية "المحكمة العليا" (وهو الباب الرابع من رسالة المشناه "نيزيكين" ويعالج -حسب معناه اللفظي- موضوع المحكمة اليهودية العليا وقواعدها ودستورها، وهذا الباب مقسم إلى أحد عشر فصلا، وكل فصل يعالج حالة من الحالات التي يمكن للمحكمة العليا اليهودية أن تصدر حكمها فيها أو تتدخل). ولا يتعدى استخدامنا هنا للعبارة غاية الحث على الولوج إلى اغوار هذه العقائد الصهيونية وكان يمكن أن نقول تأله عقائدي بدل تأله سنهدريني ولكن الأهم بيان الهياكل والأطر التي تترجم عقائد العدو وليس فقط النصوص والكتب. وكم كان المرحوم محمد حسنين هيكل على حق عندما كتب: "ليس علينا أن نكتفي بتقارير سرية يكتبها الخبراء، لكن لا بد أن يكون هناك عرض حقيقي لأكبر قدر من المعلومات، حتى نستطيع أن نقول: اننا نعرف العدو، ثم نخطط حربا نفسية موجهة إليه، وقادرة على التأثير... أنا لا أعتقد أننا درسنا -مثلًا- الديانة اليهودية، وهي من المكونات الرئيسية للشخصية الإسرائيلية. واهتمامنا الجدي بهذه الحقيقة لم يبدأ -كما أعتقد- إلا بعد سنة 1967." (تقديم كتاب" التلمود، تاريخه وتعاليمه"، طبعة 1972، للكاتب الهندي الكبير ظفر الإسلام خان والذي يعطي صورة شاملة في بحث معمق جدا). ويمكن للتفصيل كما يقول الكتاب (النظر في:
The mishnok tratiese senhedrin
Dr. samuel Krauss, Lieden: 1909
Semetic Studies Series-xl" pp v-vi
وقد شبه د. صموئيل كروس في كتابة هذا "السنهدرين" بلائحة القاضي. وقال: "إنَّ أهمية هذا الفصل تتوقف على ما له من مكانة في إجراءات المحكمة اليهودية العليا Jewich SYnhendrion "التي تعتبر آخر شعلة لحياة الدولة اليهودية، وهذا الفصل أثار اهتمام جانب كبير من الدارسين بسبب علاقته بحياة وموت اليهود".) (أنظر كذلك الجزء العاشر من موسوعة اليهودية، مادة "التلمود"). هذا مع انه لا يوجد أي اتفاق عقائدي حقيقي، حيث أبرز الفيلسوف مايمونيد، موسى بن ميمون الذي نكل به وقوطع وحوصر ومنع في مقدمة كتابه "شرح المشناه" انه "منذ أيام معلمنا موسى حتى حاخامنا المقدس "يهوذا هاناسي" لم يتفق أحد من علماء اليهود" على أية عقيدة".
ولما فهمنا ان ما يسمى" مسار ابراهيم" مسار صهيوني في النهاية اخترنا أن نبدأ بما يسمى "مسار إسرائيل" (وهو مسار سنهدريني بمعنى هدفه معارف وأحكام وتعاليم صهيونية وجعلها سياسات وروايات وتراث وخرائط) وهذا الجزء من "مسار إبراهيم"، أي "مسار إسرائيل" يساعدنا، إذا رتبنا بهذه الطريقة، على فهم المسارات الأخرى لاحقا وبطريقة أفضل ومنها "مسار فلسطين" و"مسار مصر" و" مسار سوريا" وتركيا والسعودية وإيران والعراق واليمن.،ما أنجز وما ينجز وما يأجل... وهكذا.
يعود الحديث عن "مسار إسرائيل" إلى سنة 2007 قبل كل المسارات الأخرى. وبحسب الخرائط "أخذت المبادرة في البدء برسم طريق بعيدا من الخط الأخضر بداية من النقب معلنة أهمية النبي ابراهيم في بئر السبع (عاصمة النقب) ويمتد حتى مدينة الخليل (...) من بئر شيفا إلى مدينة عراد. يمر الطريق عبر مدينة بئر السبع، ويمر الطريق الشهير بالموقع الأثري لقرى تل السبع والبدو والفلاحين المزارعين العرب)". (الخريطة 3-7، خريطة مسار إسرائيل، ص. 135). (المصدر: Abraham Path Initiative, Steps Along the Path: Annual Report 2013(Massachusetts: Harvard Business School, 2013)
ويقسم مسار إبراهيم حاليا إلى سبع محطات من بئر السبع إلى اللقية ومن كفار هانوكديم إلى مسعدة على البحر البيت، ولا فائدة من كل التفاصيل. ويشرف على الطريق وزارة سياحة العدو وبلدية بئر شيفا وجامعة بن غوريون ويرعاها برنامج تلفزيوني صهيوني يسمى "السير في الكتاب المقدس". وتوصف الطريق بكونها دينية تلبي تعاليم التوراة وتكرس شخصية والد الشعب اليهودي ابرام وتحسين مكانة ابراهيم في التوراة. وكان أعلن سنة 2018 عن مسار متكامل مع هذا وهو مسار سنهدرين وهو مسار يزعم انه ترفيهي مع تطبيقات مبتكرة وما سمى "درب ذكي" من طبريا ومنتزه بيت شوريم في الجليل الأسفل بدعوى استعادة التاريخ في فترة بناء ما يسمى "الهيكل الثاني قبل أكثر من ألفي عام عندما كان السنهدرين العظيم السلطة اليهودية العليا للحكماء. وحسب الهامش 16 على مستوى الصفحة 136 نقرأ: (" يذكر، (طبعا حسب العبارة والرواية الخاصة بهم)، ان السنهدرين أو السنهدريم هو مجلس اليهود الكبير في أيام حياة مخلصنا الرب يسوع المسيح على الأرض، وقد أطلق المؤرخون هذا الإسم على هذا المجلس بوصفه المحكمة العليا للأمة اليهودية. وكان السنهدريم يمثل الشعب أمام الرومان، ويتكون من واحد وسبعين عضوا، سبعون منهم مثلوا عدد الشيوخ الذين عاونوا موسى، والحادي والسبعون هو رئيس الكهنة. وقد قبض مجلس السنهدريم على الرب يسوع المسيح وحاكمه. وقد توقف عمل السنهدريم بعد عام 70م. وذلك بعد خراب أورشليم. من المعروف ان المسجد الأقصى مبني على أنقاض هيكل سليمان في جبل الموريا ولا بد من ازالته لبناء الهيكل الثالث. عند ذلك اجتمع عدد من كبار الحاخامات وقرروا إعادة تأسيس السنهدرين وتم لهم ذلك بعد مشاورات طويلة في سنة 2004 (...) هو حدث رمزي كبير(...) أهم مهماته المرحلية العمل على بناء الهيكل وكل ما يتعلق به، واعلان قدوم المسيح اليهودي المنتظر. ولهذا التوقيت رمزية كبيرة وواضحة جدا، الحدث الآن هو طقوس تدشين الهيكل الثالث وبشكل علني ورسمي.). ويمكن هنا البحث فيما كتبه آدم إلياهو بيركوفيتز حول السنهدرين سنوات 2017 و 2018 و 2019. وحتى شبكات التواصل الاجتماعي العبرية الصهيونية تروج هذه المسارات والخرائط الخاصة بمسار السنهدرين الجديد. (ولا ندعو لمتابعتها ونحذر من فخاخ وحدات الموساد والصيانيم العاملة في المجال الالكتروني وادوات استدراجها). هذا ويتمكن المشاركون في هذه المسارات من تطبيق على الهواتف الذكية تبني افتراضيا ما يسمى مواقع تراثية توراتية تلمودية. وتعتبر تلك أدلة في نظرهم توجه إلى الأطفال وغيرهم، حيث قامت ما يسمى هيئة الآثار "الإسرائيلية" بتدشين سنهدرين بالتعاون مع إدارة التربية الدينية التابعة لوزارة التربية والتعليم ويتم تمويله من خلال مشروع المعالم التابع لوزارة القدس والتراث.
وتقام الحفريات المختلفة (للتدمير والتهويد والاسرلة طبعا) وتنشط هياكل البيئة بادعاء ربط اتباع الديانات الابراهيمية بماضيهم المشترك. ويدعي البعض طبعا بكل وقاحة حقيرة سوداء بأن تلك سياحة وزيارة ودعم ومساندة لفلسطين وشعبها ومقدساتها. ولقد صدر عن مجلس السنهدرين أو المحكمة الدينية التشريعية العليا لإسرائيل في 2018 كتاب بالعربية والإنجليزية والعبرية يدعو العرب الذين يسميهم أبناء اسماعيل والمسيحيين الذين يسميهم أبناء إسحق وعيسى ليقوموا بدورهم في دعم الهيكل الثالث كخطوة تهدف إلى جعل العالم بأسره يخطو خطوة واحدة إلى السلام العالمي. وذلك خدمة لله حسب زعمهم. والهيكل الثالث هذا حسب بيركويتز الذي تنقل عنه الكاتبة سيكون '' مقرا لحكومة العالم الموحدة في النظام الدنيوي الجديد والمقر الجديد للأمم المتحدة (...) وتنضم جميع الدول معا في القدس حيث تم إنشاء العالم".
كان القصد من مصطلح الإبراهيمية اذن مثالية صهيونية أو تصوير مثالي للصهيونية بوصفها مثالية أو مقدسة وادراك الأرض والسماء والاحاطة بهما من خلال صورة ذهنية متخيلة محببة ومقبولة وناعمة وجميلة ومقدسة لقلب التاريخ والمعارف رأسا على عقب وشطب التاريخ والجغرافيا إلى آخر حد تمكن السيطرة عليه لأنه لا وجود لأي دليل تاريخي يثبت ما يسمى "أرض إسرائيل" ولا يوجد شيء يثبت ما يسمى مملكة داودية سليمانية ولا هيكل ولا قوم ولا شعب ولا دولة ولا أمة سوى دين فقط صنعوا له كل هذه الأساطير وما يحصل منذ أيام الاحتلال البريطاني ومنذ ما يسمى لجنة التسميات التي اختلقت سنة 1921 من طرف بن غوريون نفسه ليس إلا ابادة للتاريخ والجغرافيا واللغة. (أنظر كتاب داوود سليمان ابراهيم: تخيل الأرض المقدسة). لا يجب أن ننسى أبدا ان الموضوع موضوع احتلال والأصل نزع الاحتلال بنزع الصهيونية وبالمقاومة فلا احتلال بلا مقاومة ولا خلاص بلا عدل. ولا ننسى كيف تم الانحراف بالمشكل من سياسي كولونيالي إلى ديني ما بعد كولونيالي وعدم نزعها وبحصر الحرب في صراع وحصر الصراع في خلاف وحصر التحرر في حرية معتقد وعبادة وجعل العداء الناتج عن الاحتلال مجرد كراهية ناتجة عن معتقدات وتحويل القضية إلى قضية حدود بينما هي قضية وجود، وأكثر من ذلك محو الحدود ومدها وتوسيعها. ولقد رأينا في الجزء السابق كيف يوظف كل شيء لتدريس وتكريس برنامج الاحتلال والهيمنة. ومن ارنولد توينبي في بداية عشرينيات القرن الماضي إلى باسيل ماثيو في كتاب "مسار الإسلام الفتي: دراسة في صدام الحضارات" إلى برنارد لويس في "ثقافات في صراع " إلى هنتغتون وفوكوياما وغطاء ما يسمى عولمة إلى تصريحات خطة صفقة القرن إلى يومنا هذا في تصريحات ترامب وزبانيته يتراكم الزيف على الزيف والتزييف على التزييف. ويتحالف الكاثوليك المحافظون مع الانجليين لتغطية خطابات وأفعال المسؤولين السياسيين، وما المدعو جون مور وهو من أبرز داعمي وناصحي ترامب إلا مثالا فقط. وفيما يلي أمثلة لاستخدام الدين في تفسير سلوك حكام أمريكا من طرف ما يعرف ب "مجتمع المؤرخين للسياسة الخارجية الأمريكية": ادعى الرئيس وليام ماكينلي ان جاءه ارشاد إلهي ليضم الفليبين كأمر سماوي. وصرح دالاس وزير الخارجية الأسبق بأن الحرب الباردة منافسة دينية بين الإيمان والإلحاد. وكان قرار إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما المتخذ من طرف الكونغرس في إطار ما يسمى"الاعلان المقدس" وهو تنفيذ لقصف الهى آمن به الرئيس ترومان وهو "انبعاث من المسيحية حول نزول غضب الرب على بعض المدن وتدمير ها كمدينة نوح ولوط". وقام سلاح الجو الأمريكي سنة 1948 بإلقاء الحلوى في سماء ألمانيا لتوجه إلى الأطفال وتكون مثل "حبوب القمح التي وزعها المصريون على اخوة يونس". و"ارسال عائلات عسكرية أمريكية إلى اليابان كسفراء غير رسميين وتزوج النساء اليابانيات". وحديث بوش الإبن عن حرب صليبية. واما فوكوياما فنموذج التحول إلى النموذج الغربي والتنظير لانتهاء كل شيء إلى ما يسمى ديمقراطية غربية بقوانينها المصاحبة، بل وانتقال دور القانون نفسه.(Transitions of the rule of law, 2019).
ولقد انتعش شريط ما يسمى حوار أديان وحضارات حتى في تونس قبل سنة 2005 ومنذئذ وبعدئد. وتواصل الاتجار الفاجر بصورة الله المقدسة جل جلاله. ثم قصص البنك الدولي حول مكافحة الفقر والأهداف الإنمائية للألفية الثانية والتي تحولت إلى "أهداف تنمية مستدامة" عن طريق ما يسمى ديبلوماسية روحية بمعنى ديبلوماسية مبكرة أو مانعة أو استباقية. ليس ذلك وحسب وإنما جتى خلق تطابق بين الصوفية والماسونية في مسار إبراهيم ومنه مسار الصداقة وتم نشر ذلك بإسم الصوفية في عدة دول بما فيها أفغانستان، ويا ليتها كانت مجرد صوفية حاسيديم يهودية تقليدية قابلة للتعرف. ثم تم اشتقاق ما يعرف ب"ديبلوماسية المواطن" وعلت وغلت موجة ما يجوز للدولة يجوز للفرد ولكل شيء يفترض أن تحتكره الدولة مسار مواز يقوم به الأفراد والمجموعات وانتشرت موجات ووصفات التغيير الملون وتداعت الأنظمة تحت غطاء حق التغيير المشروع الذي لا يراد به حق. وتنادى المتنادون باسم التشبيك وباسم المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر ومفاهيم الحوكمات والحكومات المفتوحة و"المسار المفتوح" وكأن كل شيء خيري وآمن ومفهوم ومعلوم. وتهاوى المتنادون في الندوات والدورات والورشات والتلفزيونات والوسائط الأكاديمية والفنية والمجتمع - مدنية والتواصلية. وتم تدريب نشطاء البيئة (منذ 1985) والتعليم البيئ بخلفية مفادها ان المحافظة على البيئة ركيزة روحية أساسية في المشروع الإبراهيمي (الاطلاع مثلا على مشروع "الولايات المتحدة الإبراهيمية" والذي سوف نعود للحديث عنه في مقال لاحق وعلاقة وثيقة فلوريدا بمركز أبحاث الدراسات البيئية أو مركز "أميرج" والحديث عن ان دولا ستختفي نتيجة لتغير المناخ وان دولا ذات موارد لا تعرف كيف تديرها وبالتالي لا بد من أن يديرها آخرون بدلا عنها، أفلسنا كلنا أبناء ابراهيم الذي يحكى عن ميثاق باسمه منذ 1811؟ (The Abrahamic convenant).
كل هذا فضلا عن "بناء ذاكرة تاريخية مشتركة" كما ترى الكاتبة هبة جمال الدين التي ذكرناها أكثر من مرة (وهي أستاذة العلوم السياسية بمعهد التخطيط القومي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية). وفيما أحصت من كتب تفيد ما يسمى المفاهيم المشتركة كتاب "صلاة الأرض" و"صلاة الحياة" و"الصلوات لألف سنة" وكلها من إصدارات مؤسسة الطريقة الصوفية. وأيضا إصدارات نفس المؤسسة تحت عناوين "شاهد عيان في افغانستان: اعترافات ناشط سلام" و"عرض: أن تصبح مواطناً عالميا" و"بناء السلام في العالم الإسلامي" و"تحدي الأصولية" و"دليل المرأة للحياة الصوفية". ونظمت المؤتمرات ومولت من طرف صندوق تيد تيرنر وورلد بيتر ومؤسسة تيمبليتون وكارنيغي وروكفيلر بروذرز وكفتارو، وحضر الآلاف بمن فيهم مجلس الفاتيكان للحوار ومجلس الكنائس العالمي ورابطة العالم الإسلامي والحاخام الأكبر لكيان العدو مئير لاو. ومن الصوفي المتأسلم إلى الصوفي البوذي والهندوسي مرورا بالمتمسحن والمتهودن كله مرحب به مادام يدخل ما يسمى "طريق الصحوة". (الرسالة الصوفية، عنايت خان، 14 مجلدا، 1907). واذ تؤكد "رسالة الحرية الروحية" على العالمية والشمول، فانه يقال ان "المعلم الخفي" الصوفي العظيم يهودي، ولا غرابة. وثمة من يتحدث عن فلسفة تطورية عند الرومي ومن يرى المسيحية في الحلاج ومن يقول ان يسوع يقف على رأس الصوفية ومن يقول ان الصوفية هي التعاليم السرية في كل الأديان وان الإسلام أو غيره قشرة، ثم وحدة المعرفة الدينية وبخاصة اليهودية التي تتساوى مع الماسونية الجديدة بينما تتماهى الصوفية العالمية مع الماسونية الروحية القديمة... وإلخ. وتتقدم أرضيات التدريب الصوفي على أنها "احساس وعاطفة وفكر وشراكة وجمال ومبادئ ولطف". وفي هذا السياق اشتق المرشد الصوفي اليهودي صموئيل ليونارد لويس مفهوم الرقص العالمي ويتم تنظيم أيام الرقص الصوفي العالمي على مدار مسار إبراهيم.
تجدر الإشارة، بالعودة إلى المدعو إلياس عميدون، وهو من أتباع مدرسة عنايت خان، انه درس مع القادريين في المغرب والبوذيين في ثيرافادا في تايلند ومع الامريكان في جمعيات نجمة الصباح و هبات مسيحيين في سوريا ومعلمي زن من بلوم سانغا الأبيض ومعاصرين في تقاليد دزوغشين. ويسمى على التوالي ناشط اجتماعي ومدرس ونجار ومعماري واستاذ وكاتب ومختص في علم الآثار وبيئي وماشي سلام ودليل حياة برية وروحي... وإلى ما لا نهاية.
وتطبيقا للنهج شارك في انشاء وتطوير مدرسة هيرتوود ومعهد بولدر للطبيعة والروح البشرية ومعهد الايكولوجيا العميقة وبرنامج الدراسات العليا في القيادة البيئية في جامعة ناروبا والمسار المفتوح ومسار ابراهيم الخليل ومسارات الثقافة والمشي في دول المنطقة وهو مؤلف كتاب "المسار المفتوح" و"ادراك الوعي غير الديني" ومشارك في كتب "صلاة الأرض" و"صلاة الحياة" و "الصلوات منذ ألف عام"... وكم جميل وكم هي مغرية هذه البيارق المغارق.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق