يعيش قطاع غزَّة، منذ أكثر من 50 يومًا، تحت حصارٍ إسرائيليٍّ مطبق، يمنع دخول المساعدات الغذائيَّة، والإغاثيَّة، والطبيَّة، والبضائع الأساسيَّة؛ ما جعل الجوع يتفشَّى في القطاع، ولم يعد أمام النازحين سوى الانتظار الطويل، أمام ما تبقَّى من «تكايا الطعام»، التي قلَّصت الحصَّة ليحصل الجميع على الطعام.وفي مخيم النصيرات وسط قطاع غزَّة، يتجمَّع مئات النازحين الفلسطينيِّين، أمام «تكية» الطعام؛ للحصول على وجبة طعام بعد انتظار طويل.ويقول أحمد الصيداوي مسؤول «التكية» لوكالة «سبوتنيك» الروسيَّة: إنَّ هذه التكيَّة يعتمد عليها 10 آلاف شخص في منطقة النصيرات ومحيطها، ومع اشتداد الأزمة؛ بسبب إغلاق المعابر، ومنع دخول المساعدات، أصبحت هذه التكيَّة مهدَّدة بالإغلاق؛ بسبب نفاد المواد الغذائيَّة.وأضاف: «لن يستطيع النازحون الذين يعتمدُون على التكيَّة الحصول على الطعام خلال فترة قصيرة، وهناك أيضًا استهداف لتكايا الطعام»، مبينًا أنَّهم «يعملون في ظروف صعبة وخطيرة، لكنَّهم مستمرُّون في تقديم المساعدة للنازحين حتى نفاد المخزون».وفي طابور طويل أمام «تكيَّة» الطعام، يقف النازح أدهم أبو حجير، الذي قال: «90% من سكَّان قطاع غزَّة يعانون الجوع، وفقدوا كلَّ شيء، وبسبب إغلاق المعابر لا يوجد طعام، ولا يوجد طحين، ولا وقود، ولا أبسط مقوِّمات الحياة، لذلك النَّاس تأتي إلى التكايا للحصول على الطعام».وأشارت أم ضياء، إلى أنَّ «الحرب على القطاع تسبَّبت بإبعاد زوجها عن عائلته، حيث نزح إلى مكان آخر، ما جعلها تتحمَّل مسؤوليَّة أطفالها بمفردها»، موضِّحةً أنَّها «بعد الانتهاء من تأمين الطعام لأطفالها، يجب عليها تأمين المياه، والمستلزمات الضروريَّة، واقع الحال الذي يجعلها لا تستطيع الاهتمام بطفلتها الرَّضيعة عمرها عامان؛ بسبب السَّعي طيلة اليوم وراء الطعام والماء».وتوقَّفت مراكز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا» عن توزيع المساعدات الإنسانيَّة؛ بسبب استمرار إغلاق المعابر، وحذَّر برنامج الأغذية العالمي من تفاقم الأزمة الإنسانيَّة في قطاع غزَّة بشكلٍ خطيرٍ، في ظلِّ استمرار الحرب والحصار الخانق، ما يضع نحو مليوني إنسان، أغلبيتهم من النازحين، في مواجهة شبح الجوع والعوز الكامل.