نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : «مظاهرات الرحيل» تبدأ في هزّ عرش ترامب, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 12:46 صباحاً
نشر في الشروق يوم 21 - 04 - 2025
على غير العادة وخلافا لولايته الرئاسية الاولى، لا تبدو الولاية الرئاسية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد موفّقة، لا على المستوى الداخلي الذي يشهد غليانا كبيرا ولا على المستوى الخارجي حيث لم يحقّق أيا من وعوده سواء في اوكرانيا او غزة.
داخليا، يبدو الأمر أشبه بكومة من الفوضى، حيث تلاقي سياسات ترامب وحليفه الملياردير إيلون ماسك رفضا حادا، خاصة فيما يتعلّق بالإنفاق الحكومي والهجرة وتقليص القوات العاملة الفدرالية.
سياسات ترامب دفعت الشعب الى التحرّك بقوة في الشارع، حيث جمع يوم وطني للتحرك ضد الرئيس الأمريكي وإدارته، حشودا من المتظاهرين في جميع أنحاء البلاد، متحدّين ما يصفونه بالهجوم المتواصل على المؤسسات الديمقراطية والحريات المدنية.
وهذا التحرك يعدّ امتدادا للزخم الشعبي الذي شهدته احتجاجات 5 أفريل الجاري، التي استقطبت آلاف المحتجين في مظاهرات حاشدة بواشنطن والولايات الأمريكية الخمسين، نظمتها حركات مثل "ارفعوا أيديكم" المطالبة بوقف الدعم للكيان الصهيوني، وحركة "50501" التي دعت إلى 50 احتجاجا في 50 ولاية في يوم واحد.
الغضب ضدّ ترامب لم يقتصر فقط على الشارع، بل تسرّب الى كبرى وسائل الاعلام التقليدية، حيث وجهت صحيفة "واشنطن بوست" نقدا لاذعا إلى الرئيس الأمريكي بقولها إنه ينهي مئة يوم من "الفشل التاريخي" في ولايته الثانية، قائلة إنه و على الرغم من أن الولايات المتحدة شهدت في تاريخها فتراتٍ كارثية، لكن لم يكن الرئيس هو المتسبب في الخراب عمدًا.
الصحيفة المريكية سخرت من ولاية ترامب، الذي يُكمل يومه المائة في منصبه في 30 أفريل الجاري، بالقول إنه "حقق إنجازًا رائعًا حقًا، إذ أدخل مستوى من الفوضى والدمار بلغ من الارتفاع حدًا يصعب على المؤرخين إيجاد مثيل له في تاريخ أمريكا".
اضافة الى ذلك وعلى المستوى الاقتصادي، فتح ترامب حربا تجارية عادت بالوبال على أمريكا، حيث تباطأ النمو في عهده، وتدهورت ثقة المستهلكين والشركات، وتراجعت الأسواق، وتراجعت ثروات الأمريكيين.
وفي هذا السياق، صرّح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأنّ "النمو تباطأ في الربع الأول من هذا العام مقارنةً بالوتيرة القوية التي حققها العام الماضي"، وأن " رسوم ترامب الجمركية ستؤدّي إلى ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو".
أما على المستوى الخارجي، فلا تزال وعود ترامب الانتخابية صفرية، فلا أزمة اوكرانيا توقّفت كما وعد سابقا بإنهائها في يوم واحد، ولا حرب الابادة الجماعية توقّفت في قطاع غزة، وهما أكبر وعدين لترامب خلال الحملة الرئاسية.
في قطاع غزة مثلا وعلى العكس تماما من وعود ترامب، استأنفت حرب الابادة بضراوة بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي تفاوض عليه سلفه جو بايدن، بل إن ترامب وافق على شحنات أسلحة للاحتلال كانت قد جمّدتها الادارة السابقة.
وفي اوكرانيا لا يزال السلام بعيدا بل اصبح مجرّد أضغاث أحلام، حيث لم يفلح ترامب في انتزاع تنازلات أساسية من نظيره فلاديمير بوتين، رغم سطوته على الثروات الاوكرانية في أكبر عملية ابتزاز.
ترامب كان فاشلا في نظر أصدقائه أيضا، إذ شنّ حرباً تجارية على كندا والمكسيك وأوروبا واليابان، وأثار غضب كندا بحديثه عن الضم، وهدد غرينلاند وبنما، وشقّ حلف الناتو وهاجم الأوروبيين واتهمهم اتهامات جوفاء ممّا خلق شرخا كبيرا بين الطرفين واهتزاز الثقة في الحلف الغربي.
بدرالدّين السّيّاري
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق