ووفقًا لما نقله موقع (واللا) الإسرائيلي، اليوم الإثنين، فقد أطلع مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، المسؤول الإسرائيلي رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال، على تفاصيل المحادثات التي جرت مع الإيرانيين. وقد تم الاتصال بين الطرفين عبر مكالمة هاتفية يوم الأحد.

وأعرب مسؤولون أميركيون عن رضا إدارة الرئيس جو بايدن عن نتائج الجولة الأولى من المفاوضات، مشيرين إلى أنها سارت كما خُطط لها، وأسفرت عن الانتقال من محادثات غير مباشرة إلى حوار مباشر مع المسؤولين الإيرانيين.

وأوضح المسؤولون الأميركيون أن الولايات المتحدة تسعى إلى التأكد مما إذا كانت إيران مستعدة لاتخاذ خطوات فعلية تثبت أنها تبتعد عن مسار تصنيع الأسلحة النووية. وذكرت المصادر أن إحدى الخطوات المحتملة هي خفض مخزون إيران من اليورانيوم المخصب إلى نسبة 60%، وهي الكمية التي يُعتقد أنها تكفي لصنع ست قنابل نووية.

وأكدت مصادر مطلعة أن الجولة الثانية من المحادثات ستُعقد في العاصمة الإيطالية روما، السبت المقبل، بحضور مسؤولين كبار من كلا الجانبين، الأميركي والإيراني، وفي غرفة واحدة، مع استمرار الدور الوسيط للسلطنة.

وبحسب موقع (أكسيوس) الأميركي، فقد وصف مصدر مطلع المحادثة المباشرة بين ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأنها كانت "جادة وموضوعية وممتازة"، واستمرت نحو 45 دقيقة، مشيرًا إلى أنها كانت أرفع مستوى من الحوار المباشر بين واشنطن وطهران منذ أكثر من ثماني سنوات.

وخلال المحادثات، أبدى الجانب الإيراني قلقه من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي السابق في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، في حين عبّر الجانب الأميركي عن شكوكه حيال نوايا إيران بشأن برنامجها النووي. ومع ذلك، خلص الطرفان إلى وجود إمكانية للتقدّم والدخول في مفاوضات مباشرة، وفقًا لمصادر من كلا الجانبين.

من جهتها، أعربت إسرائيل عن قلق بالغ إزاء التقارير التي وصلت حتى الآن، وخصوصًا تلك التي تفيد بأن المبعوث الأميركي قدّم للإيرانيين مسودة اتفاق لا تتضمن تفكيك البرنامج النووي الإيراني وفق النموذج الليبي، الذي تعتبره إسرائيل المعيار الصحيح لأي اتفاق.

ونقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) عن مصادر إسرائيلية أن حكومة الاحتلال تعتقد أن إيران تقترب من امتلاك قنبلة نووية، وتخشى من أن يتم التوصل إلى اتفاق "سيئ" في نظرها، قد يُجبرها على القبول به بصمت خوفًا من رد فعل أميركي حاد.

ووفقًا لصحيفة (هآرتس)، فإن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يترقب فشل المحادثات، خشية أن يفضي التفاوض إلى تسوية متوسطة قد تُفرض على إسرائيل دون أن تحقق إزالة ما تعتبره "التهديد النووي الإيراني".