نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
واشنطن مستاءة من وصول الفائض التجاري مع تايبيه إلى 74 مليار دولار, اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 12:52 صباحاً
نشر بوساطة خالد رمضان في الرياض يوم 07 - 04 - 2025
ما الذي قد تخسره الولايات المتحدة اقتصاديًا إذا تم إلغاء أو تقييد وصولها الحالي إلى السوق التايوانية بشكل كامل؟، هذا السؤال، الذي يبدو نظريًا، حول الشريك التجاري القديم للولايات المتحدة، اكتسب أهمية متزايدة خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث تفاقمت المخاوف القديمة من غزو صيني محتمل للجزيرة، التي تعتبرها بكين جزءاً منها، مع تصعيد الصين للضغط بإرسال دوريات عسكرية، وإطلاق الذخيرة الحية بالقرب منها، وحتى الكشف علنًا عن وجود زوارق جديدة قد تُستخدم في الغزو، وإذا استخدمت الصين القوة، فقد تُدمر القدرة التصنيعية لتايوان.
وبموازة ذلك، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فرض تعريفات جمركية جديدة بنسبة 32 % على الواردات التايوانية، باستثناء أشباه الموصلات، ووصفت تايوان هذه التعريفات الجديدة، التي تُعد جزءًا من تغيير جذري في الممارسات التجارية الأميركية، بأنها "غير معقولة تمامًا"، كما أنها قد تُلحق ضررًا بالغًا بالمستهلكين الأميركيين نظرًا للدور الكبير الذي تلعبه الواردات التايوانية، حيث تُصنف وزارة الخارجية الأميركية تايوان شريكًا مهمًا في أشباه الموصلات وسلاسل التوريد الحيوية الأخرى، والواقع، أن الاعتماد الأمريكي على تايوان أكثر من مجرد رقائق الكمبيوتر المتطورة، ففي عام 2024، شكلت المنتجات التايوانية 3.6 % من إجمالي واردات الولايات المتحدة.
في قبضة الرسوم
فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب، على تايوان رسوماً قياسية بنسبة 32 %، باستثناء قطاع أشباه الموصلات، ولا تعتزم تايوان اتخاذ إجراءات انتقامية، وقد عرض الرئيس التايواني لاي تشينج ته، إلغاء هذه الرسوم كأساس للمحادثات مع واشنطن، متعهداً بإزالة الحواجز التجارية، ودعا الشركات التايوانية إلى ضخ المزيد من الاستثمارات في الولايات المتحدة، وقبل فرض الرسوم، سعت تايوان إلى تجنبها من خلال زيادة الاستثمارات في الولايات المتحدة، ومزيد من مشتريات الطاقة الأميركية، وزيادة الإنفاق الدفاعي، وفي الوقت الحالي، يدرس مجلس الوزراء التايواني عمليات شراء واسعة النطاق في المجالات الزراعية والصناعية والطاقة من الولايات المتحدة، في حين طرحت وزارة الدفاع بالفعل خططها لشراء أسلحة أمريكية.
وتعتزم تايبيه تقديم 88 مليار دولار تايواني (2.65 مليار دولار أمريكي) لمساعدة الشركات التايوانية، على مواجهة التعريفات الجمركية التي فرضها ترمب، وهذا الأمر محل اتفاق حتى بين أحزاب المعارضة، وتخطط حكومة الحزب الديمقراطي التقدمي لإنفاق 70 مليار دولار تايواني من أصل 88 مليار دولار تايواني على تدابير مثل خفض أسعار الفائدة على القروض، وخفض التكاليف الإدارية، وتوسيع الإعفاءات الضريبية للصناعات التايوانية المتضررة من التعريفات الجمركية، أما المبلغ المتبقي وقدره 18 مليار دولار تايواني، فسوف يتم استخدامه لدعم القطاع الزراعي من خلال القروض ودعم الفائدة والمعدات الزراعية.
أرقام التجارة
في عام 2024، صدرت الولايات المتحدة بضائع بقيمة 1.7 تريليون دولار إلى العالم، وهذا يعني أن نصيب كل أمريكي منها حوالي 5000 دولار، في المقابل، صدرت تايوان في عام 2024 بحوالي 90 مليار دولار إلى الولايات المتحدة وحدها، وهذا يعني أن نصيب كل تايواني منها حوالي 5000 دولار أيضاً، وتعتبر الولايات المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري لتايوان بعد الصين، وبالنظر إلى إجمالي صادراتها، فقد صدّرت تايوان إلى العالم أجمع سلعًا بلغ نصيب كل تايواني منها 20 ألف دولار تقريبًا، ويُعد الفائض التجاري لتايوان مع الولايات المتحدة سابع أعلى فائض بين جميع الدول، ووصل إلى 73.9 مليار دولار في 2024، وهذا الأمر يثير غضباً كبيراً بين أروقة الساسة الأميركيين، وهو محل نقاش في البيت الأبيض.
وليس من المستغرب أن تكون أكبر صادرات تايوان إلى الولايات المتحدة هي الحواسيب والرقائق وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، مثل مصادر الطاقة، ونظرًا لأهميتها البالغة، فقد استُبعدت هذه الرقائق تحديدًا من الرسوم الجمركية الجديدة، ومع ذلك، فإن صادرات بقيمة 90 مليار دولار تُقلل بشكل كبير من قيمة الإلكترونيات التايوانية التي تصل إلى الولايات المتحدة، وعلى سبيل المثال، فإن الشريحة الرئيسية داخل جميع هواتف آيفون آبل، تايوانية الصنع، ومع ذلك، تُرسل هذه الرقائق من تايوان إلى مصانع البر الرئيسي الصيني حيث تُجمّع الهواتف، وعند تصدير هذه الهواتف من البر الرئيسي الصيني، لا تُحتسب قيمة الرقائق داخل الهاتف كواردات أمريكية من تايوان، بل يُحتسب الهاتف بأكمله كواردات من البر الرئيسي الصيني وتُفرض عليه تعريفات جمركية.
صناعة البناء
في حين تتصدر المنتجات التايوانية ذات التقنية العالية عناوين الأخبار الرئيسية في وسائل الإعلام، إلا أن الواردات من تايوان تعد أوسع نطاقا بكثير، ولهذا، من الممكن أن تواجه الولايات المتحدة صدمات اقتصادية عديدة إذا توقفت تايوان فجأة عن التصدير، أولاً، قد يتوقف قطاع البناء في الولايات المتحدة تمامًا لأن تايوان تُعدّ مُنتجًا رئيسيًا لبراغي الجبسن بورد، ورغم صغر حجمها ورخص ثمنها، إلا أنها تُعدّ منتجًا بالغ الأهمية، نظرًا لشُهرة الجبس في الجدران الداخلية لمعظم المنازل والمكاتب والمصانع.
بشكل عام، تستخدم الولايات المتحدة كميات هائلة من ألواح الجبس في مشاريع البناء الجديدة والتجديد، وفي عام 2024، استهلكت الولايات المتحدة حوالي 28 مليار قدم مربع من ألواح الجبس، وهذه الكمية تكفي لتغطية مساحة ولاية رود آيلاند تقريبًا، ولتعليق ألواح الجبس، يحتاج كل 100 قدم مربع من الألواح إلى حوالي 125 برغيًا، وتأتي الغالبية العظمى منها من تايوان، فقد استوردت الولايات المتحدة من تايوان، ثلثي هذه البراغي الواردة، التي بلغت مليار دولار، وبلغ وزنها أكثر من نصف مليار رطل.
وفي حين أن الولايات المتحدة تصنع البراغي، فإن مصنعي البراغي الأمريكيين يركزون في المقام الأول على الأجزاء ذات القيمة العالية مثل البراغي اللازمة للطائرات والسفن الصاروخية وغيرها من المركبات عالية الأداء، وليس البراغي ذات القيمة المنخفضة التي تبلغ تكلفتها بالجملة دولار واحد للرطل، وإلى جانب البراغي، تعد تايوان مُنتجًا رئيسيًا للأدوات، وعلى سبيل المثال، يأتي حوالي ثلثي جميع مفاتيح الربط، والمناشير الشريطية، ومواقد اللحام، وضواغط الهواء، والمطاحن المستوردة إلى الولايات المتحدة من تايوان، ولكن، فقدان الوصول إلى الأدوات ليس بنفس أهمية فقدان الوصول إلى البراغي، لأن العديد من الأدوات تدوم طويلًا، ومن الصعب العثور على موردين جدد.
سلة الواردات
ربما لا يعلم البعض أن تايوان هي أحد الموردين الكبار للسلع الرياضية إلى الولايات المتحدة، حيث تُعد تايوان من أكبر مُصنعي الدراجات الهوائية، وتُصنعها شركات مثل جاينت Giant التايوانية الأكبر عالمياً، وفي عام 2024، استوردت الولايات المتحدة من تايوان قطع غيار دراجاتٍ بقيمة تزيد عن ربع مليار دولار، والتي تستخدمها شركاتٌ أمريكيةٌ مثل شركتي سبيشاليزد، وتريك، في تجميع الدراجات، وعلاوة على ذلك، تسيطر تايوان على بعض القطاعات الرئيسية في سوق الدراجات، وعلى سبيل المثال، فإن أكثر من نصف مجموعات كرنك الدراجات، ومبدلات السرعة، وقطع غيار الفرامل تأتي من تايوان، وبدون هذه المنتجات، يستحيل استخدام الدواسة، أو تغيير السرعات، أو حتى إيقاف الدراجة.
تُعد تايوان أيضًا من أبرز موردي مضارب الجولف في العالم، وقد استوردت الولايات المتحدة مضارب جولف بقيمة ربع مليار دولار في عام 2024، وإلى جانب المضارب، أرسلت تايوان نصف مليار كرة جولف، وبالنظر إلى أن حوالي 25 مليون شخص يلعبون على ملاعب الجولف في الولايات المتحدة سنويًا، فإن هذا يعني 20 كرة لكل لاعب في عام 2024 فقط، من جهة أخرى، أرسلت الجزيرة أكثر من ثلث مليون عصا لاكروس العام الماضي إلى الولايات المتحدة، وهو ما يعادل تقريبًا عصا جديدة لكل عضو في اتحاد لاكروس الأمريكي، وتظهر البيانات أنه ليس وادي السيليكون وحده من يجب أن يشعر بالقلق إزاء العوامل الجيوسياسية التي تُعيق الواردات من تايوان، وقد تكون تايوان جزيرة صغيرة، ولكن، لا علاقة بين الحجم والتأثير.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق