وثّق مقطع فيديو متداول لحظة انهيار القيادي الحوثي الشيخ صالح السهيلي وهو يبكي بحرقة على طفله "صارم"، الذي استُشهد ومُزق جسده إثر غارة جوية أمريكية استهدفت منزل والده في مديرية شعوب شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، مساء أمس الأحد.

الفيديو الذي اجتاح منصات التواصل الاجتماعي، أظهر القيادي الحوثي السهيلي وهو يبكي بحرقة أمام جسد طفله الشهيد، الذي لم تسعفه براءته ولا طفولته من نيران حرب تسببت بها جماعة والده الانقلابية.

ووفقًا لما أعلنته وزارة الصحة التابعة لحكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا، فقد أسفرت الغارة عن مقتل أربعة أفراد من أسرة السهيلي، بينهم امرأتان، إلى جانب إصابة 25 آخرين، بينهم 11 طفلًا وامرأة.

الوزارة وصفت الغارة بأنها "مجزرة عائلية مروعة"، مشيرة إلى أن جميع القتلى هم إخوة من عائلة الشيخ السهيلي، أحد أبرز القيادات القبلية الموالية للجماعة، والذي يُعرف بنفوذه وارتباطه الوثيق بقيادة الحوثيين منذ الحروب الأولى.

الهجوم الأميركي الذي طال منزل الشيخ السهيلي جاء ضمن موجة من التصعيد الجوي الذي تشنه واشنطن على مواقع تقول إنها "ذات طابع عسكري" وتستهدف قيادات ومراكز عمليات حوثية.

ومنذ منتصف مارس/آذار الماضي، تشهد مناطق مختلفة في شمال اليمن، تصعيدًا غير مسبوق في الهجمات الجوية الأمريكية، عقب إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إطلاق عملية عسكرية "واسعة وحاسمة" تستهدف الجماعة الحوثية المدعومة من إيران.

ورغم توالي الغارات الجوية بشكل شبه يومي، لا تزال جماعة الحوثي تلتزم الصمت الرسمي حيال المواقع المستهدفة، ما يفتح باب التساؤلات حول طبيعة الضربات ومدى دقتها، وما إذا كانت تستهدف بنى تحتية عسكرية حساسة أو منشآت استراتيجية ذات أهمية بالغة.

في المقابل، تؤكد وزارة الدفاع الأمريكية أن عملياتها الجوية أسفرت عن مقتل قيادات رفيعة من الصفوف الأولى والثانية والثالثة في جماعة الحوثي، دون أن تكشف عن تفاصيل دقيقة. بينما ترفض الجماعة تأكيد أو نفي هذه المزاعم، مكتفية بالإعلان عن سقوط ضحايا مدنيين جراء الغارات.

ووفق بيانات حوثية حتى مساء الإثنين 7 أبريل، فقد أودت الهجمات الجوية بحياة نحو 70 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، وأسفرت عن إصابة العشرات.

وتشير مصادر عسكرية في البنتاغون إلى أن العملية الأمريكية في اليمن مرشحة للاستمرار لعدة أشهر، في ظل تمسّك جماعة الحوثي بمهاجمة السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر، وهي العمليات التي بدأتها الجماعة أواخر عام 2023، كرد فعل على الحرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة ضد قطاع غزة.