نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : عملية «الكوي بوي» الجراحية !, اليوم الأحد 6 أبريل 2025 10:32 مساءً
نشر في الشروق يوم 06 - 04 - 2025
بتصريح مثير كغيره من التصريحات المنسوبة إليه منذ توليه مجددا رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ، أشعل "دونالد ترامب" فتيل حرب عالمية تجارية وقودها الرسوم القمرقية.
"ترامب" شبه الرسوم القمرقية " بالعملية الجراحية التي انتهت بتعافي المريض الذي سيكون أقوى وأعظم وأفضل من أي وقت مضى لجعل أمريكا عظيمة من جديد " وفق تعبيره .
وحسب بعض التحاليل لخبراء اقتصاديين ، قرار "ترامب" ينذر بأزمة عالمية مالية شبيهة بأزمة 1929 التي هزت العالم وكانت من الأسباب الرئيسية لقيام الحرب العالمية الثانية التي دمرت العالم وغيرت ملامحه الجغرافية والاقتصادية والجيوسياسية ، مع ما أتت عليه من أرواح بشرية ودمار دول وتلاشيها وصعود أخرى وخلق تكتلات عالمية جديدة .
نتائج الحرب العالمية الثانية ، قد تكون أقل وطأة من نتائج الحرب التي يشعلها اليوم ترامب خدمة ل " الإمبراطورية الأمريكية " التي قد تتحول إلى مواني آمنة لرؤوس الأموال في العالم وهو الهدف الكبير لرئيس أمريكا الذي استوت معه الدول الصديقة مع غيرها .
قرار كارثي ينهي حقبة منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي وغيرها من المنظمات والاتفاقيات التي بعثت من أجل خلق حالة من الاستقرار العالمي ، ويؤسس لواقع دولي مستحدث سيخلق حتما حالة من الفوضى الاقتصادية هي أشبه بحرب عالمية تجارية ستكون سببا في خلق عالم جديد يقوم على الخضوع لأمريكا بالتخلي عن كل طموح في الاستقلالية الاقتصادية والسياسية بل ومجرد التفكير في تكتلات دولية ليست تحت السحابة الأمريكية ودولار الولايات المتحدة.
ترامب يحلم بعالم جديد عنوانه البارز "أمريكا القوية المتعافية " ووصفة العلاج عنده "موحدة" لكل دول العالم ، والخارج عنها من الدول المارقة سيبقى خارج اللعبة ويدخل في فوضى تجارية تستوي فيها الدول الصديقة مع العدوة ، فكلهم أعداء أمام المصلحة الأمريكية .
هو مجرد حلم يقوم على غطرسة وهنجهية لا يمكنها تحقيق حلم "الكوي بوي " الأمريكي المرتبط اقتصاديا بعالم خيوطه التجارية متشابكة ومصالحه المالية مترابطة وفك بعضها من الآخر أصعب من عملية نزع شعرة من طواحين العجين .
عالم تتعدد اليوم فيه الأقطاب الدولية والتحالفات السياسية والاقتصادية والعسكرية بصعود التنين الصيني واسترجاع قوة الدب الروسي الذي لم تقدر عليه التحالفات الغربية الاقتصادية والعسكرية والمخابراتية في حربه على أوكرانيا التي لن تنتهي إلا وفق شروط روسيا الاتحادية ، وما طرد "زيلنسكي " من البيت الأبيض إلا خير دليل على توجس ترامب خيفة من تحالف " شرقي " يسقط "الكوي بوي "من حصانه .
هي "غطرسة ترامبية " ستنتهي كما انتهت كل تهديداته السابقة في عالم تغيرت فيه موازين القوى وارتفعت فيه بسرعة أصوات التحدي الدولي لأمريكا بوضع إجراءات حمائية مضادة وتعليق الاستثمارات الأجنبية بها مما ينذر بتراجع الاقتصاد الأمريكي حتى مع إصرار " الكوي بوي " على إجراء عملية جراحية رغم تراجع كل المؤشرات " الصحية " في البورصات العالمية !.
راشد شعور
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق