في واقعة تثير الكثير من علامات الاستفهام والاستغراب، تفجرت فضيحة إدارية جديدة بمستشفى جامعي من المفترض أن يكون عنوانا للجدية والانضباط، حين أقدم المستشفى الجامعي محمد السادس بمدينة طنجة على خطوة أقل ما يمكن أن توصف به أنها عبثية وصادمة في آن، بعد أن قام باحتجاز السرير المتنقل الخاص بسيارة الإسعاف التابعة لجماعة سيدي رضوان بإقليم وزان، دون تقديم أي مبرر أو تفسير رسمي لهذا السلوك المثير.

وكان نور الدين عثمان، رئيس المكتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بوزان وعضو المجلس الوطني، أول من دق ناقوس الخطر، كاشفا أن السرير المتنقل ما يزال "معتقلا" داخل أروقة المستشفى منذ مدة، رغم توالي النداءات والمراسلات التي وجهت في محاولة لفك أسر هذه الوسيلة الحيوية المنتمية إلى ملك عمومي يفترض أن يكون محصنا ضد هذا النوع من التصرفات غير القانونية.

وأضاف الناشط الحقوقي أن المعطيات المتوفرة تشير إلى أن الأمر لم يعد حالة معزولة، بل تحول إلى ممارسة متكررة طالت سيارات الإسعاف القادمة من جماعات قروية تابعة لإقليم العرائش أيضا، حيث يتم الاحتفاظ بالأسرة المتنقلة التابعة لها مباشرة بعد إدخال المرضى على متنها.

وأكد عثمان أن هذا السلوك لا يمكن فهمه أو تبريره إلا في خانة ما سماه "العنصرية والعبث"، مع ما يحمله ذلك من دلالات خطيرة تفتح المجال لتأويلات لا تخدم لا سمعة المؤسسة الصحية ولا صورة القطاع الصحي في جهة طنجة تطوان الحسيمة.

وإذ ما زالت المديرية الجهوية للصحة تلتزم الصمت حيال هذه الحادثة الغريبة، فإن أصواتا حقوقية ومدنية باتت تطالب وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالتدخل الفوري لفتح تحقيق نزيه، وتحديد المسؤوليات، ووضع حد لهذه الممارسات التي تسيء إلى روح العمل المؤسساتي وتحول المرفق العمومي إلى مجال مفتوح للتصرفات الشخصية والقرارات غير المبررة.