سرايا - قيل في مصر يا ركب المحبين أين ما حللتم وارتحلتم، وذهبتم وأقبلتم، أهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم. ما في أغلى من شوقك لأمك، عندما ترمي نفسك بين يديها من بعد طول فراق، فكيف ستكون أيامك عند لقاء مصر أم الدنيا وقلبها النابض بكل معاني الحب والسلام؟

تنتظرك مدينة القاهرة بأشواقها الحارة لتتغنى بزيارتك لها وترسم أسمى الذكريات في عالمك الجميل. فتنقلك من معلم لآخر ما بين مساجدها ومتاحفها وقلاعها وقصورها وساحاتها وحدائقها وصولاً إلى إحدى عجائب الدنيا السبع أهرامات الجيزة! ولأن زيارتك يا باشا غالية علينا، يلا معانا نلف القاهرة ونعيش الدنيا غير!

خان الخليلي

هو أكثر من رحلة تسوق بل هو تحفة معمارية تعود عراقتها إلى 600 عام من أيام المماليك! فأنت لن تكتفي بالتمشي بين الأزقة والتفرج على أناقة الطراز التراثي القديم واللقطات التذكارية وعيش الأجواء أو بمرور الكرام أمام عالم ملئ بالمغريات من المنتجات التي لا تعد وتحصى لكنك سترغب باقتنائها كلها! من التحف الفرعونية إلى أوراق البردي الهيروغلوفية والقطع المصنعة من الجلود والبخورات والأحجار الكريمة والشيشة والمشغولات اليدوية والاكسسوارات النحاسية والذهبية والسيوف و مسابح بذور الزيتون والبلاستيك والمشغولات اليدوية وغيرها. هي رحلة في أعماق التاريخ الأصيل والتي لا يمكنك تفويتها.

قصر عابدين

إن زيارتك لهذا القصر هي بمثابة جولة سريعة في مسلسل الأحداث التي مرت بها مصر منذ القرن التاسع عشر وحتى أيام القاهرة الحديثة، فكل ركن من أركانه يجسد بصمات من مروا بهذا المكان ويحكي بين سطوره آلاف الروايات الممتعة من قديم الزمان! ابدأ جولتك بالتعرف على قاعات وصالونات استقبال الوفود التي استخدمت أيام ولاية محمد على باشا والعديد من الأجنحة الفاخرة وأهمها الجناح البلجيكي والذي سمي بذلك تخليداً لذكرى ملك بلجيكا الذي يعتبر أول من أقام فيه. استمتع بمشاهدة السرير الملكي الغني بالرسومات اليدوية والزخارف المميزة في هذا الجناح. كما سيكون بانتظارك العديد من المعالم الأخرى مثل المسرح المزين بالكراسي المذهبة والذي تُعرض فيه المسرحيات للضيوف الكرام. أما عن المكتبة فتضم قرابة 55 ألف كتاباً، وأخيراً وليس آخراً متحف الأسلحة الذي خلد ذكرى أبناء وأحفاد الخديوي إسماعيل وتم ترميمه بإعادة تنسيقه وعرض الأسلحة التي تلقاها حكام مصر من مختلف الجهات. وإذا كنت من عشاق التحف النادرة، يمكنك عبور الحدائق الخلابة متوجهاً إلى المتحف الثاني الذي يعرض مقتنيات أسرة محمد على باشا من أواني الفضة والكريستال والبلورات الملونة وأكثر!

أهرامات الجيزة

للأهرامات مكانتها المرموقة التي يشهد لها التاريخ،فهي إحدى عجائب الدنيا السبع ولغز تاريخي قديم لا يزال يشغل العلماء لاكتشاف مكنوناته إلى يومنا هذا! تضم ثلاثة أهرامات هي خوفو وخفرع ومنقرع كل منها يحوي مقابر ملكية تعود إلى ما قبل 25 قرناً قبل الميلاد. تعرف على سفينة خوفو والتي كانت تسمى مركبة الشمس وتقع في هرم خوفو الأكبر حجماً من بين الأهرامات الثلاثة، أما عن هرم خفرع فيعد الهرم المتوسط الذي يضم تماثيل رائعة من حجر الشست. وللمغامرة بقية في الهرم الرئيسي الثالث منقرع والذي وجد فيه مومياء منقرع الذي تم حفظه في المتحف البريطاني. ولا تفوت فرصة اكتشاف الثلاثة أهرامات المخصصة للملكات جنوب هرم منقرع. من أجمل الأنشطة التي يمكنك القيام بها هي زيارة تمثال أبو الهول العظيم والتقاط الصور الرائعة والركوب على ظهر الجمل في جولة حول الأهرامات الثلاثة وتسوق التذكارات من التحف الأثرية والتماثيل يدوية الصنع.

حديقة الأسماك مزيج من عراقة الماضي وحداثة العصر! أنشئت هذه الحديقة عام 1867 على يد الخديوي اسماعيل بمنطقة الزمالك في القاهرة وتم تحديثها من قبل إدارة الحيوان التابعة للجيزة، وهي تعرض أكثر من 33 نوعاً من الأسماك النيلية والبحرية النادرة في 49 حوضاً تم تصميمه على شكل طراز معماري يخطف الأنظار. وما يضفي المزيد من المتعة على تجربتك هو التجاويف في سقوف الممرات والأصوات الصادرة عنها كالألحان المعزوفة. تعد هذه الحديقة مكاناً مثالياً لك ولعائلتك حيث يمكنكم قضاء جولة ولا أمتع بمشاهدة المغارات والأسماك المحنطة في الجزء البانورامي وأنواع الأسماك المفترسة والتمشي بين المناظر الطبيعية الخلابة من الأشجار الخضراء التي تأتيك من مدغشقر واستراليا وتايلند!

قلعة صلاح الدين الأيوبي

ستشتم عبق الماضي وأصالة التاريخ عند زيارتك لهذه القلعة العريقة والتي سميت بذلك منذ عهد صلاح الدين الأيوبي الذي شرع ببنائها على سفح جبل المقطم وتم إكمالها على يد السلطان الكامل بن العادل. وإذا كنت مشتاقاً للتعرف على ما دار خلال هذه الحقبة الزمنية من تفاصيل وروايات فتوجه إلى زيارة المتحف العسكري ومتحف الحديقة ومتحف العربات الأثرية التي توجد في الداخل والتي تحتوي على الكثير من القطع القيمة التي تعد شاهداً على أحداثها منذ القرون الوسطى!

لم تنته جولتك بعد فبانتظارك عنصر التشويق الذي يكمن بمشاهدة القاهرة من أعلى البرج ولا تفوت لحظات السلام والهدوء النفسي التي ستغمرك أثناء زيارة المساجد التي يفوح منها عبق الماضي كجامع النصر محمد بن قلاوون وجامع محمد علي المبهر. واختتم رحلتك بعيش الفخامة والأناقة مع أروع ما تبقى في قصر المجوهرات الرائع ومشاهدة الرسومات الذهبية على الطراز العثماني وقاعة الساعة التي تزين جدران القصر!

القائمة تطول لما يمكنك اكتشافه في القاهرة فهي تفتح أبوابها لك وتمد بساط السعادة تحت قدميك. هي ليست ممراً عابراً كأي محطة تقف بها، فكما تستقبلك بخالص حبها في كل ركن من أركانها سيبقى لها مكانة خاصة قلبك والتي من الصعب نسيانها.