بوتين يوافق ترامب على وقف ضرب الطاقة الأوكرانية لثلاثين يوماً

المدينة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ
أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مباحثات هاتفية أمس، نظيره الأمريكي دونالد ترامب موافقته على وقف الضربات التي تستهدف البنى التحتية الأوكرانية للطاقة لثلاثين يوما، مؤكدا استعداده للعمل مع الولايات المتحدة على «السبل الممكنة لتسوية» للنزاع في أوكرانيا، وفق ما أعلن الكرملين.كما اتفق الزعيمان على أن إيران «ينبغي ألا تكون في وضع يسمح لها بتدمير إسرائيل».

وأعلن البيت الأبيض أن المحادثات بدأت الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وكتب نائب رئيس موظفي البيت الأبيض، دان سكافينو، على مواقع التواصل الاجتماعي أن المكالمة «تسير على ما يرام».

وفي موسكو قال كيريل دميترييف، الذي عيّنه بوتين الشهر الماضي مبعوثاً خاصاً له للتعاون الاقتصادي والاستثماري الدولي، إن العالم أصبح أكثر أماناً في ظل قيادة ترمب وبوتين.

بدوره، قال وزير الخارجيَّة الأوكراني أندريه سيبيا، إنَّ بلاده ليست عقبةً في طريق التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا، ويعتقد أنَّها قادرة على تحقيق سلام عادل ودائم تحت قيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وأضاف خلال مؤتمر في نيودلهي إنَّ أوكرانيا تنتظر استيضاح الصورة بشأن عمليَّة السلام بعد المحادثة، في خطوة يتوقَّع أنْ تكون مفصليَّة باتِّجاه وضع حدٍّ للحرب في أوكرانيا، بعد ثلاث سنوات على الغزو الروسيِّ.

وعبَّر الطرفان عن تفاؤلهما حيال المحادثات التي بوشرت في الفترة الأخيرة بين واشنطن وموسكو، لكنَّهما اتفقا على أنَّه لا يمكن حل أبرز المسائل العالقة بشأن الاتفاق الرَّامي إلى التوصل إلى هدنة مدَّتها 30 يومًا إلَّا من خلال إجراء اتصال على أعلى المستويات.

ووافقت أوكرانيا على وقف إطلاق النار، لكنَّ كييف والعواصم الأوروبيَّة على حدٍّ سواءٍ تشتبه في أنَّ بوتين يعمل على المماطلة، وتتساءل عمَّا إذا كان ترمب على استعداد للضغط على الرئيس الروسي الذي يبدو عازمًا على استئناف العلاقات معه.

وفي وقت تحتل موسكو أجزاء واسعة من جنوب أوكرانيا وشرقها، أوضح مسؤولون أمريكيون أنَّه سيتعيَّن على أوكرانيا -على الأرجح- التخلِّي عن أراضٍ في إطار أي اتفاق.

وفاجأ الرئيس الأمريكي العالم لدى إعلانه الشهر الماضي أنَّه تحدَّث إلى بوتين، في اتصال عُدَّ تخليًّا عن المساعي الغربيَّة لعزل الرئيس الروسي ما دامت قواته تواصل عمليتها العسكريَّة في أوكرانيا.

وقال -مذَّاك- إنَّه تحدَّث «مرَّات عدَّة» مع الرئيس الروسي، علمًا أنَّه سبق وعبَّر مرارًا عن إعجابه به، رغم أنَّه لم يجرِ الإعلان رسميًّا عن أيٍّ من تلك الاتصالات.

وعقد مبعوث ترمب الخاص ستيف ويتكوف، اجتماعًا استمر ثلاث ساعات مع بوتين الخميس الماضي، في موسكو لعرض تفاصيل خطة وقف إطلاق النار المشتركة، التي تنصُّ على وقف القتال لمدة 30 يومًا.

لكن مع تحسن العلاقات بين واشنطن وموسكو، باتت علاقات الولايات المتحدة مع أوكرانيا أكثر تعقيدًا.

ووقع سجال علني نقلت تفاصيله شاشات التلفزة بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في المكتب البيضاوي يوم 28 فبراير؛ ممَّا دفع الولايات المتحدة إلى تعليق مساعدات عسكريَّة لكييف بمليارات الدولارات مؤقتًا.

وعاد زيلينسكي لاحقًا ليوافق على خطة وقف إطلاق النار، وعلى اتفاق يمنح الولايات المتحدة الأفضليَّة في الوصول إلى معادن نادرة في أوكرانيا.

مع ذلك، ردَّ زيلينسكي بغضب على تصريحات بوتين الأخيرة، متَّهمًا إيَّاه بالسعي لإطالة أمد القتال من أجل تحسين وضع موسكو على الأرض.

وتباهت موسكو تحديدًا في الأيام الأخيرة بهزيمة القوات الأوكرانيَّة، ودفعها إلى الخروج من منطقة كورسك في غرب روسيا، علمًا أنَّ كييف كانت تعدُّ السيطرة على هذه المنطقة ورقة مساومة مهمَّة بالنسبة إليها.

وتصاعدت المخاوف في أوساط الحلفاء الغربيين بشأن تقديم ترمب الكثير لبوتين من دون مطالبته بتنازلات.

وعلى صعيد قريب، أكد المستشار الألماني المقبل فريدريش ميرتس أمس، أنَّ مقترحه لزيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير ضروري؛ نظرًا إلى «الحرب العدوانيَّة» التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «ضد أوروبا».

وقال ميرتس للبرلمان الألمانيِّ قبيل التصويت على الخطة لتي تشمل أيضًا تمويلًا ضخمًا للبنى التحتيَّة «إنَّها حرب ضد أوروبا وليست مجرَّد حرب ضد سلامة الأراضي الأوكرانيَّة».

وأفاد ميرتس بأنَّ العدوان الروسي شمل هجمات إلكترونيَّة، وعمليَّات تجسُّس، وحرائق، وجرائم قتل مأجورة، فضلًا عن حملات التضليل «التي تحاول تقسيم الاتحاد الأوروبي وتهميشه».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق