نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الكشخة النفسية, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 12:37 صباحاً
نشر بوساطة هدى الخثعمي في الوطن يوم 19 - 03 - 2025
«دادي إيشوز، تروما الطفولة، ترست إيشوز، مامي إيشوز، ثنائي القطب، اكتئاب» وهلمّ جرًا. أصبح «كل من هبّ ودبّ» يشخص نفسه والآخرين حوله باستخدام هذه المصطلحات «النفسية-الكشّوخية» دون أن تطأ أقدامهم عيادات المعالجين النفسيين!
راجت هذه المصطلحات مؤخرًا ولاكتها الألسن بشكلٍ يبعث على «القرف». «خذوا العلم مني.. -ولنستثني المرضى الفعليين من هذا الحديث-» إن المنتمين لهذه الفئة المتمارضة -رفاهيةً وجهلًا- دون تشخيصٍ حقيقي، يستمتعون كثيرًا وهم يقلّدون أنفسهم ومن يعزّ عليهم أوسمة الأمراض النفسية، وكأنها نوع من التميّز والاختلاف، بعد أن كانت في نظر الناس سابقًا أمر خاص -وربما محرج- يحرص صاحبه ألا ينكشف مهما كلف الأمر، «سبحانه مغير الأحوال!».
أصبح الأمر كالتالي.. يتعكر مزاج أحدهم يومين متتاليين فيعلن أنه مكتئب. والآخر شارد الذهن وأداؤه في العمل «تعبان»، فيتمسكن ب«بعيد عنكم.. تشتت الانتباه». والأخرى التي ضاق زوجها ذرعًا بشكوكها و«تنبيشها خلفه» وهي في كل مرة تعيد الكرة و«معندكش فكرة.. أصل السبب ترست إيشوز».
أما أشد هؤلاء غرابة فهي سائقة أحد تطبيقات التوصيل التي لم أنسَ قصتي معها رغم مرور أكثر من السنة. كانت تقود بسرعة جنونية، وتنهر السائقين وتشتم الإشارة وتلعن المارّة، وأنا خلفها قد اصفرّ لوني ويبس لساني وأصابتني «أم الركب» وبدأت أستحضر بعض الديون التي لم أسددها بعد. التفتت إلي وقالت «معليش أنا عندي ثنائي القطب وما أحس إني تمام اليوم». بادرتها بالسؤال لعليّ أشتتها عن «الدعس» المستمر على دواسة البنزين.. «نسيتي دواك اليوم؟» لتنفي قائلة: «لالا الله يكفينا شر العلاجات.. لكن أنا عندي ثنائي القطب.. نفس الأعراض اللي عانت منها وتكلمت عنها المشهورة فلانة الفلاني..».
فما كان مني حينها إلا أن وكلت أمري لله وتشبثت بحزام الأمان وأنا أحدق في عينيها بالمرآة الأمامية ولسان حالي كما قالت سميرة سعيد:
«أنا خايفة منك أو عليك؟ مش عارفة..
مش عارفة إيه اللي بعينيك»!
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق