إصلاح قدرات الناتو ضرورة لمواكبة التهديدات المتسارعة

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إصلاح قدرات الناتو ضرورة لمواكبة التهديدات المتسارعة, اليوم الاثنين 17 مارس 2025 03:33 صباحاً

إصلاح قدرات الناتو ضرورة لمواكبة التهديدات المتسارعة

نشر في الوطن يوم 17 - 03 - 2025

1162552
في ظل بيئة أمنية تتغير بسرعة، يجد حلف شمال الأطلسي (الناتو) نفسه أمام اختبار حاسم: هل سيتمكن من مواكبة التطورات التكنولوجية والاستجابة للتهديدات المتزايدة أم سيظل عالقًا في متاهة البيروقراطية؟ حيث يواجه الحلف تحديات معقدة، نظرا لأن الخصوم يسرعون من تطوير قدراتهم العسكرية، بينما تعاني آلياته بطء في توفير الأسلحة والأنظمة الحديثة.
وفي مقابلة مع «بوليتيكو»، دعا الأدميرال بيير فاندييه، القائد الأعلى لقوات «الناتو»، إلى اتخاذ خطوات جريئة، محذرًا من أنه «على الناتو المخاطرة أكثر، والإنفاق أكثر، وتسريع قراراته، وتقليص البيروقراطية»، فالتأخير في توفير المعدات، مثل الفرقاطات وناقلات الجند المدرعة والذخائر، يُضعف الجاهزية القتالية للحلف، مما قد يُعرض مصداقيته للخطر.
إصلاح عاجل
لا يزال تطوير قدرات «الناتو» يعاني بطئا وتعقيدا شديدين، على الرغم من المحاولات السابقة للإصلاح. فبدلًا من إعطاء الأولوية للجاهزية القتالية، تُركز عمليات الحلف على الامتثال الإجرائي واتخاذ القرارات بالإجماع، مما يؤدي إلى تأخيرات تُعيق تلبية الاحتياجات العسكرية العاجلة.
ولتجنب فقدان تفوقه، يحتاج «الناتو» إلى نهج جديد يُسرّع تطوير قدراته، ويُحسن تنسيق استثماراته الدفاعية، ويعزز مرونة أنظمة المشتريات. وفي هذا الإطار، تُطرح أربع ركائز أساسية للإصلاح:
1. إعطاء الأولوية للسرعة والنتائج
ثقافة الحلف الحالية، التي تتجنب المخاطرة وتعتمد على عمليات معقدة، تؤدي إلى تأخير طويل في توفير القدرات. لا تكمن المشكلة في العقبات التقنية، بل في الموافقات البيروقراطية المتعددة والمراجعات المطولة. فحتى التقنيات الحيوية، مثل الذكاء الاصطناعي والدفاع السيبراني والاستخبارات الفضائية، تُواجه عراقيل تجعل بعض الاستثمارات قديمة قبل أن يتم نشرها.
وللتغلب على هذه التحديات، يحتاج «الناتو» إلى بيئة تُكافئ السرعة والفعالية، مع اعتماد جداول زمنية واضحة للموافقة على القدرات، وتبني آليات مرنة تُشبه تلك المستخدمة في القطاع الخاص، مثل النمذجة السريعة والتنفيذ التدريجي.
2. إنشاء سلطة موحدة لتطوير القدرات
حاليًا، تُوزع مسؤولية تطوير القدرات بين منظمات عدة داخل الحلف، مما يؤدي إلى انعدام المساءلة والتنسيق. وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتعزيز الإدارة، لا تزال القرارات تُتخذ بالإجماع، مما يعطل تنفيذ الأولويات.
ولحل هذه الإشكالية، يُقترح تعيين مسؤول رفيع، مثل مساعد الأمين العام لشؤون الاستحواذ والقدرات (ASG ACD)، للإشراف على تنفيذ برنامج تطوير القدرات بتمويل مشترك (CFCD). ستتيح هذه الخطوة تحديد الأولويات، وتطبيق الجداول الزمنية، وتسريع الإنجاز من خلال سلطة مركزية مسؤولة.
3. مواءمة تطوير القدرات مع تخطيط الدفاع الوطني
يعتمد «الناتو» على عمليتين منفصلتين لتطوير قدراته: التخطيط الدفاعي المشترك (NDPP) الذي يحدد احتياجات الدول الأعضاء، وبرنامج تطوير القدرات بتمويل مشترك (CFCD) لتمويل الأنظمة المشتركة. لكن عدم التنسيق بين هذين المسارين يؤدي إلى فجوات في القدرات، وتأخيرات في القرارات الحاسمة.
ولتجنب هذه المشكلة، يجب على الحلف إنشاء آلية رسمية، لتنسيق التخطيط الدفاعي المشترك مع الاستثمارات الوطنية، مما يضمن انسجام أنظمة «الناتو» مع قدرات الدول الأعضاء. وقد بدأت خطوات في هذا الاتجاه، لكن هناك حاجة إلى تعزيز التنسيق، وتسريع وتيرة الإصلاح.
4. تحديث أنظمة المشتريات وتعزيز التعاون مع القطاع الصناعي
تعاني عمليات شراء المعدات الدفاعية تعقيدات بيروقراطية تمنع «الناتو» من دمج أحدث التقنيات بسرعة، بينما يستغل الخصوم قدراتهم الناشئة بكفاءة. لذلك، ينبغي على الحلف تبني آليات جديدة تُسرّع عملية الاستحواذ، مثل برامج المشتريات السريعة المعتمدة في بعض الدول الأعضاء، وتمكين آليات تمويل أكثر مرونة تدعم الاستثمارات الدفاعية المستعجلة.
حتمية التغيير
أصبح إصلاح آليات تطوير القدرات داخل «الناتو» ضرورة إستراتيجية، فالتحديات الأمنية الراهنة تتطلب قرارات سريعة واستثمارات فعالة، وليس مزيدًا من المداولات الطويلة. إن الحفاظ على مصداقية الحلف يتطلب القدرة على نشر القدرات بسرعة وكفاءة، وهو أمر لا يمكن تحقيقه دون إعادة هيكلة جوهرية لعمليات صنع القرار والمشتريات.
إن مستقبل «الناتو» يعتمد على مدى استجابته لهذه التحديات: إما أن يتحرك سريعًا لتعزيز جاهزيته، أو يخاطر بفقدان تفوقه أمام خصومه. وفي عالم تتزايد فيه المخاطر، لم يعد التغيير التدريجي خيارًا.
خصوم «الناتو»
يواجه حلف شمال الأطلسي خصوما إستراتيجيين عدة يهددون أمنه ومصالحه، أبرزهم روسيا، التي تُعد التهديد العسكري الأكبر للحلف، خاصة بعد تدخلها في أوكرانيا، وسعيها لإعادة تشكيل النظام الأمني الأوروبي. كما تشكل الصين تحديًا متزايدًا، إذ تعمل على تعزيز نفوذها العسكري والتكنولوجي، خصوصًا في المجالات السيبرانية والذكاء الاصطناعي، مما يثير مخاوف «الناتو» بشأن الاستقرار العالمي. إلى جانب ذلك، يمثل التهديد السيبراني والجماعات الإرهابية تحديات خطيرة، حيث تستغل هذه الأطراف التكنولوجيا الحديثة في تنفيذ هجمات إلكترونية وتقويض الأمن بدول الحلف.
1. التحدي الرئيسي:
• «الناتو» يواجه بيئة أمنية متغيرة بسرعة، لكنه يعاني البطء في تطوير وتوفير القدرات العسكرية بسبب البيروقراطية.
• الخصوم يتقدمون بسرعة في تطوير تقنيات عسكرية حديثة، مما يضع الحلف في موقف دفاعي.
2. أهمية الإصلاح:
• الإصلاح ضروري، للحفاظ على مصداقية «الناتو» وقدرته على الردع والاستجابة للتهديدات المتزايدة.
• عمليات الموافقة الحالية تعيق سرعة توفير الأسلحة والتقنيات الحديثة.
3. الركائز الأربع للإصلاح:
• إعطاء الأولوية للسرعة والنتائج: استبدال بالثقافة البيروقراطية الحالية آليات تُسرّع اتخاذ القرارات وتنفيذ المشاريع العسكرية.
• إنشاء سلطة موحدة لتطوير القدرات: تعيين مسؤول رفيع للإشراف على عمليات التطوير، مما يُحسّن التنسيق ويُسرّع الإنجاز.
• مواءمة تطوير القدرات مع التخطيط الدفاعي الوطني: ضمان تنسيق استثمارات «الناتو» مع إستراتيجيات الدفاع الوطني للدول الأعضاء.
• إصلاح أنظمة المشتريات وتعزيز التعاون مع الصناعة: تبسيط عمليات شراء المعدات الدفاعية، وتبني آليات تمويل مرنة تُسرّع تبني التقنيات الحديثة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق