الولايات المتحدة.. النسر الأصلع يحتضر

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الولايات المتحدة.. النسر الأصلع يحتضر, اليوم الأحد 16 مارس 2025 11:01 مساءً

الولايات المتحدة.. النسر الأصلع يحتضر

نشر بوساطة فايز بن عبد الله الشهري في الرياض يوم 16 - 03 - 2025

alriyadh
يحاول الرئيس الأميركي ترمب، مع نفرٍ من مساعديه، إيقاف قطار انهيار المؤسسات (المجتمعية/ الاقتصادية/ السياسية) الأميركية، بأذرعهم العارية، ولكنها جهودٌ يبدو أنها ستكون دون جدوى. والسبب أن الإدارة الأميركية الحالية ترثُ حملًا متراكمًا من المشكلات التي كانت الإداراتُ المتعاقبةُ، منذ مطلع الألفية الثانية، تراكمها في الزوايا أو تتجاهلها.
والنتيجة أن الدين الأميركي بلغ قرابة 36 تريليون دولار، باستغلال شنيع لقوة الدولار الممتدة من وهج الإمبراطورية الأميركية في الماضي.
يقول بول كيندي، في كتابه "صعود وسقوط القوى العظمى": إن التوسع العسكري المستنزف للموارد، يؤدي إلى ضغوطٍ مالية، وبالتالي خلق مشكلات كبرى تؤثر على قوة ومتانة الدولة. وهذا هو حال الولايات المتحدة، التي تنشر قواتها في جهات الأرض الأربع، في أكثر من 850 قاعدة ومركزًا عسكريًا، في أكثر من 130 دولة، بإنفاق عسكري هائل، ارتفع من حوالي 598 مليار دولار عام 2015 إلى رقم يقترب من 900 مليار دولار في 2024.
ويقول المفكر ابن خلدون، في كتابه "المقدمة": إن تراجع العصبية (التماسك الاجتماعي) عبر الأجيال يُضعف الحُكمَ ويُسقط الدول. وهي اليوم حالة أميركية بامتياز؛ إذ لم تَعُد معظم أميركا، اليوم، -في ظل الانقسام الحاد والاستقطاب السياسي والثقافي-، سوى مجاميع عرقية وفكرية غاضبة، وكلٌ يتهم الآخر. ويكفي للباحث دراسة حجم، ومقدمات، ومآلات احتجاجات "Black Lives Matter"، وأحداث "كابيتول هيل" في 6 يناير 2021، ليصل إلى مؤشرات تنم عن هشاشة التماسك الاجتماعي.
ويزيد من حجم الانقسام الأميركي أن الديمقراطيين والجمهوريين صاروا في معسكرين عدائيين متباعدين جدًا، يتقاذفون الاتهامات والشتائم. وهذا الحال سيزيد من هز مصداقية النخبة السياسية والمؤسسات الفيدرالية، بما فيها الكونغرس، والمحكمة العليا، وحتى نزاهة الانتخابات، بعد اتهامات ترمب بتزوير الانتخابات عام 2020. وحين جاء ترمب بشعار "Drain the Swamp" (تجفيف المستنقع)، كان غرضه محاربة النخب السياسية التقليدية وإعادة الحُكم للشعب، ولكن يبدو أنه عمق الهوة وزاد الانقسام.
في المجال الاقتصادي، وضمن جهود إعادة بناء الاقتصاد الأميركي، يحاول ترمب فرض التعريفات الحمائية، والتركيز على التصنيع، وتخفيض الضرائب، والحد من الهجرة القادمة، والانسحاب من اتفاقيات دولية يرى أنها تضر أميركا. ولكن مجمل هذه الإجراءات ربما كانت صالحة في الثمانينيات، وربما التسعينيات، أما اليوم فالوضع أكثر تعقيدًا، مع تشابك العالم، والتجارة الرقمية، والشركات العابرة للحدود، ناهيك عن تراجع نسبة العمال الأميركيين الفنيين، مع مخاوف من تزايد شيخوخة السكان، وانخفاض المواليد. ولهذا يُتوقع أن مثل هذه الإجراءات العلاجية والوقائية ستُجهد الاقتصاد، وسترتد عكسيًا على الولايات المتحدة وشعبها.
سيقول التاريخ كلمته يومًا ما، ولكن الدراسات تشير إلى أن النسر الأميركي الأصلع يحتضر، بسبب الاعتماد على اقتصاد الحرب، الذي جلب معه العجز المالي والديون، ناهيك عن تعمق التناقضات والمواجهات بين الفصائل السياسية المختلفة. وهذه الإشكالات ستزيد من إضعاف تماسك الهوية الوطنية الأميركية، وتعميق حالة الانقسام حول قضايا اجتماعية وثقافية (العرقية، الهجرة، النوع الاجتماعي)، مع معضلات اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
خارجيًا، ستكون التحديات أكبر مع صعود القوى الجديدة، وتغير هياكل القوة العالمية، مما سيُصعب من استمرارية سيطرة واشنطن بمفردها على معظم ملفات الشؤون الدولية، كما في الماضي.
* قال ومضى:
من خلع رداء التواضع فضحه ثوب الغرور حتى يراه الناس عريانا..

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق