نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كلفته تفوق نصف مليار دينار.. ذروة تبذير الغذاء في رمضان, اليوم الأربعاء 12 مارس 2025 12:03 مساءً
نشر في الشروق يوم 12 - 03 - 2025
تشهد تونس ظاهرة تبذير كبرى الغذاء وهي تتفاقم، بشكل خاص، في مواسم ذروة الاستهلاك على غرار شهر رمضان رغم تعدد حملات التوعية والتحسيس بمخاطر هذه الظاهرة على القدرة الشرائية للمواطنين، من جهة وعلى الموارد الطبيعية والبيئة، من جهة اخرى. وفق التقرير الخاص بمؤشرات هدر الغذاء الذي يصدره البرنامج البيئي للأمم المتحدة، جاءت تونس في المرتبة الثالثة أفريقيًا في هدر الطعام، بمعدل 172 كلغ من الطعام المهدور سنويًا لكل فرد، وبمعدل عام للبلاد يُقدَّر ب 12 مليون طن سنويًا، وهو ما يكلف البلاد أكثر من نصف مليار دينار سنويًا (185 مليون دولار).
وتسبق تونس في مستوى الإهدار الفردي للغذاء بلداناً تفوقها مساحة بثلاثة أضعاف على مستوى القارة وذلك في سياق تعلق الأمر يتعلّق بسلوك متوارث وثقافة غير سليمة في التعامل مع الغذاء والمنتجات التي تستعمل في إعداد الطعام. ولهذه الظاهرة تداعيات عديدة على الموارد الطبيعية المتاحة، ولا سيما منها المائية التي باتت شحيحة في البلاد خصوصا ان التبذير يشمل الأسر وأيضاً المطاعم والمنشآت السياحية. ويكلف هدر 900 ألف خبزة يوميًا خلال شهر واحد تونس 11.2 مليار لتر من المياه الافتراضية. هذا ولهدر الخبز والغذاء في رمضان، على نحو خاص، تأثير سلبي كبير الموارد المائية، فيما تشهد البلاد شح المياه الناجم عن سنوات الجفاف وذلك وسط تأكيد المعهد الوطني للاستهلاك تخلص المواطنين يوميًا من 900 ألف خبزة في الحاويات على امتداد شهر الصيام، وهو ما يعني فقدان أكثر من 11 مليار ليتر من المياه، وفق المؤشرات الاحصائية. وحسب المعهد، يصل إهدار الخبز في شهر رمضان إلى أكثر من 27 مليون خبزة، في وقت يحتاج فيه إنتاج كلغ واحد من الخبز قرابة 1600 لتر من الماء. ويأتي الخبز في صدارة الغذاء الذي يهدره المواطنون على مدار السنة، لا سيما في شهر رمضان، الذي يزيد فيه عرض أصناف الخبز خارج الأصناف المدعومة. ورغم فرض البلاد إجراءات استثنائية للتصرف في الموارد المائية منذ مارس 2023، جرى بموجبها تقليص المساحات الزراعية المروية، لم يكتسب عدد من المواطنين القدر الكافي من سلوكيات الحفاظ على الماء عبر تجنب هدر الطعام. ويكثر إهدار الطعام في تونس خلال شهر رمضان، إذ تذهب كميات كبيرة من الأكل إلى حاويات الفضلات، وهو ما يزيد الضغط على الموارد الطبيعية التي باتت شحيحة مع تواصل تهديدات التغيرات المناخية. هذا وتكشف البيانات الإحصائية ان كل قطعة خبز مهدرة تكلف تونس 353 لترًا من المياه الافتراضية، بحسب مؤشرات قياس البصمة المائية للأطعمة التي يصدرها موقع "ووتر برنت" المتخصص". ويعد القطاع الفلاحي المنتج لغذاء التونسيين هو المستهلك الأول للماء بنسبة تصل إلى 80% من مجموع الموارد المستهلكة، ما يجعل هدر الغذاء هدرًا غير مباشر للماء. وترى هيئات كمنظمة إرشاد المستهلك أن رداءة نوعية الخبز من أبرز أسباب الهدر باعتبار ان النوعية الجيدة للخبز تساعد على إعادة رسكلته وتعدد استعمالاته خصوصا أن الخبز في تونس لم يكتسب بعد مقومات الجودة الكافية، وهو ما يفسر إلقاءه في المزابل. وتشير المنظمة في سياق متصل إلى أن تأخير خطة تحسين نوعية الخبز عبر تعزيز مكوناته بالألياف يفاقم مظاهر الهدر المضاعف لمصادر مختلفة من الطاقة، من بينها الماء والكهرباء، فضلًا عن تحمّل خزينة الدولة خسائر ناجمة عن دعم الخبز.
كما تشدد على أهمية معالجة أسباب هدر الخبز للحد من الخسائر وتطوير السلوك الغذائي للتونسيين. وكشفت بيانات رسمية للمعهد الوطني للاستهلاك، أن تبذير المواطن التونسي في الأكلات المطبوخة يرتفع في شهر رمضان أكثر من الأيام العادية بنسبة 66.6%، وفي مادة الخبز بنسبة 46%، والغلال بنسبة 31.7%، فيما يصل مستوى التبذير في الحلويات إلى 20.2%، واللحوم إلى 19.2%.
ويشغل هدر الغذاء والإسراف على موائد رمضان في تونس المؤسسات الرسمية للدولة ومنظمات الدفاع عن المستهلك، بسبب تأثيرات التبذير على النفقات الأسرية ومنظومة الإنتاج عمومًا، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية وشح مائي حاد.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق