عندما سجَّل عمر جونزاليس هدف السبق للرائد في الدقيقة التاسعة، لم يكن يعلم أنَّه أشعل فتيل النار في قلوب لاعبي الاتحاد، فردُّوا بثلاثيَّة حارقة، كتبت تاريخًا جديدًا في سجلات الكرة السعوديَّة. ستيفن بيرجون في الدقيقة 21، ثم دانيلو بيريرا في الدقيقة 40، قبل أنْ يختتم عبدالرحمن العبود المهرجان الاتحاديِّ بهدفٍ ثالث في الدقيقة 47.
يقول الشاعر السعوديُّ:يا عزوتي يا فخر كل الأنام
يا عميد أنديتنا والأساس
أنت في قلبي مثل روحي تمام
أنت بس اللِّي تستحق الكاس
كان كانتي -كالعادة- درَّة التاج في وسط الميدان، يركض بطاقة لا تنفد، يقطع الكرات، ويمرِّرها بذكاء، وكأنَّه يملك قلبين في صدره. أمَّا دفاع الاتحاد، فكان كالصَّخر الصلد، لا يُخترق إلَّا بصعوبة بالغة.
وفي المدرجات، كانت الجماهير الاتحاديَّة تصنع ملحمةً أُخْرى من الوفاء والعشق، تهتف وتغنِّي وتشجِّع بحناجر لا تعرف الكلل، وكأنَّها تردِّد مع الشاعر:
يا نمر ما مثلك في الملاعب نمور
أنت السبع اللِّي ما يشيله سلاسل
تاريخك المجيد أبيات وسطور
وبطولاتك يعجز عنها المراسل
إذا حدث هذا الفوز في زمن أنيس منصور، كان سيكتب عن الاتحاد قائلًا: «إنَّ للأندية أرواحًا كالبشر، منها ما يحيا كالزَّهرة يومًا ثم يذبل، ومنها كالنَّمر لا يعرف إلَّا القمة مسكنًا. والاتحاد من النوع الأخير، نادٍ يحمل في جيناته حب التحدِّي، وعشق الانتصار».
لقد كان الاتحاد كالطَّائر الفينيق، الذي ينهض من رماده، عندما ظنَّ البعض أنَّ المنافسة محسومة، عاد النمر ليزأر بصوتٍ يهزُّ أركان الملاعب السعوديَّة، ويؤكِّد أنَّ العميد لا يرضى إلَّا بالقمَّة.
هي ليست مجرَّد بطولة، بل هي نصر للإرادة والعزيمة والإصرار، هي قصَّة نادٍ عريق، يعرف كيف يصنع المجد، ويعانق السحاب.
وللعميد منا كل التحية
ما دام نبضه في القلوب سريع
يكفي فخرًا إنَّه للأندية
عميدها وأوَّل من في التاريخ رفيع
أخبار متعلقة :