نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: لماذا يُطلق جمهور ريال مدريد صفاراته على أساطيره؟, اليوم الأحد 4 مايو 2025 05:33 مساءً وتلقي كليان مبابي في أبريل الماضي، بحسبما أكدته شبكة "The Athletic" وابلاً من الصفارات خلال فوز الملكي على أتلتيك بلباو، في مباراة أعقبت خروجاً مؤلماً من رُبع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام آرسنال. المثير أن المهاجم الفرنسي مبابي لم يكن استثناء، فقد سبقه في ذلك النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وحارس مرمي الماتدور إيكر كاسياس، حتى الأسطورة ألفريدو دي ستيفانو. وفي إنجلترا، يُطلق الجمهور صيحات الاستهجان شديدة، أما في إسبانيا فاللغة الأولى للاعتراض هي الصفارات، وهو تقليد له جذور تتجاوز ملاعب كرة القدم تمتد إلى عالم مصارعة الثيران، حيث يعبر الحضور عن استيائهم من أداء الماتادور الإسباني عبر الصفير. لكن، لا مكان يعبِّر فيه الجمهور عن استيائه بهذه الطريقة أكثر من العاصمة المدريدية، التي لطالما اشتهرت بجمهور أكثر حدة من غيرها في مدن إسبانية أخرى. وهذا السلوك يعود إلى القرن الماضي، حيث سجلت أولى الحالات في مباريات ريال مدريد، وكانت من نصيب اللاعب جاسبار روبيو الذي تعرض لصفارات شديدة بعد عودته من رحلة غير مصرح بها إلى كوبا والمكسيك عام 1932. وكانت أولى الحالات البارزة، جاءت في خمسينات القرن الماضي، وتحديداً في عهد الهيمنة الأوروبية الأولى للنادي، الجناح فرانشيسكو "باكو" خينتو الذي بقي لسنوات اللاعب الوحيد في التاريخ المتوج ب 6 بطولات دوري أبطال أوروبا، حيث واجه بداية صعبة للغاية، حيث عده البعض "سريعاً لدرجة أنه يترك الكرة خلفه". وكانت فكرة النادي فى إعادته إلى فريقه السابق، راسينج سانتاندير، قبل أن يتدخل دي ستيفانو، ويقنع الرئيس نادي ريال مدريد بمنحه فرصة ثانية. ومع ذلك، حتى دي ستيفانو نفسه الذي ظلّ هدافاً تاريخياً للنادي لسنوات لم ينجُ من صفارات الجمهور، وففي عام 1962، وبعد ظهوره في إعلان تجاري صادم للمجتمع الإسباني، استقبل اللاعب بصفارات استهجان في أول مباراة له على أرضية " سنتياجو البرنابيو"، ليرد بهدفين قاد بهما الملكي للفوز 3 - 2 على أتلتيك بلباو. وتأتي الضغوط النفسية في ريال مدريد من الجمهور فحسب، بل تتعزز بتغطية إعلامية مكثفة تخلق بيئة خانقة، وفقاً لما يؤكده خورخي فالدانو، اللاعب والمدرب والمدير العام السابق للنادي. وقال خورجي فالدانو، أن اللعب في ريال مدريد يتطلب أن تكون دائماً في حالة دفاع عن النفس، وكنت ألعب فيها والجماهير كانت ضدي بالكامل، ومع ذلك قدمت أفضل موسم في حياتي، وتوجت بالدورين وكأس الاتحاد الأوروبي، وكأس العالم. بينما أكد ميشيل جونزاليس، أنه في مباراة ضد إسبانيول عام 1989، وبعد خسارة مذلة من ميلان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، قرر مغادرة الملعب احتجاجاً على الصفارات رغم أن الفريق كان قد حسم لقب "الليجا". وتابع: "في يوم احتفالي، لم يغفروا لي، وشعرت حينها بأنني مدريد قبل أن أكون محترفاً، ولهذا السبب آذاني الأمر". وفي القرن الواحد والعشرين، لم يسلم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ، من هذه الصفارات. وفي 2017، استهدفت الجماهير رونالدو، بعد لمسة خاطئة للكرة أمام ريال سوسيداد، ورداً بعبارات غاضبة تجاه الجمهور التقطتها الكاميرات، زميله حينها، سيرجيو راموس، حاول تهدئته. أما الويلز جاريث بيل، فكان ضيفاً دائماً على صفارات الجمهور طوال سنواته الأخيرة مع ريال مدريد، ما دفع زميله كاسيميرو للتعليق قائلاً: "إنهم يصفرون على جزء من تاريخ النادي". وأبدى جاريث بيل، استغرابه من هذه الثقافة التي يواجها فى مدريد، "عندما لا تسير الأمور كما يجب، تنتظر من جمهورك دعماً، لكنهم يصفرون، فيزداد الأمر سوءاً". ولم يفلت المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو من صافرة الاستهجان، فخلال فترة توتره مع جمهور " سنتياجو البرنابيو" بين 2010 و2013، وجهت إليه صفارات مباشرة، فرد عليها علناً: "زيدان تلقى صفارات، وكذلك رونالدو، وأنا أيضاً، إنها المرة الأولى لي، لا بأس". وواجه حارس مرمى الملكي والماتادور الإسباني إيكر كاسياس، نفس المصير في أواخر مسيرته، خصوصاً في موسم 2014 - 2015، حين استهدفه الجمهور بعد تدهور العلاقة مع جوزيه مورينيو، وسط اتهامات بتسريب معلومات للإعلام عن النادي. ويقول فالدانو، "منذ أن ترتدي قميص ريال مدريد في الفئات السنية، تبدأ المعاناة مع توقعات الجمهور، حتى الأطفال الصغار يعلمون أن ارتداء هذا القميص يعني مواجهة جماهير لا ترحم". ولا يزال الضغط حاضراً في العصر الحديث، بل ازداد مع مشروع تجديد سنتايجو البرنابيو الضخم بتكلفة تجاوزت مليارَي دولار، ومجموعة من النجوم مثل كليان مبابي، وفينيسيوس جونيور، وجود بيلينجهام. وبعد الهزيمة الكبيرة التي تلقها الفريق 2 - 5 في نهائي كأس السوبر أمام برشلونة، تعرّض المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي وعدد من اللاعبين لصفارات عند إعلان أسمائهم في مباراة الكأس التالية، ليرد مدرب ريال مدريد بأن "الصفارات كانت جرس إنذار مقبول". وواجه البرازيلي فينيسيوس جونيور نفسه استياء الجماهير، وفي إحدى المباريات اختار ألا يحتفل معهم بعد تسجيله هدفاً أُلغي لاحقاً. أما كليان مبابي، فقد طاله الاستهجان مجدداً عقب الإقصاء الأوروبي، رغم غيابه عن المباراة التالية، حيث قوبلت صورته على الشاشات بصفارات صاخبة وشديدة . وسارة مارتينيز دي إسبيخو، أن هذه الصفارات أثرت علية نفسياً مباشراً، فقد تولد قلقاً استباقياً أو شكاً ذاتياً يدفع اللاعب للابتعاد عاطفياً كآلية دفاعية، مؤكداً أن لا أحد محصن. فالجمهور هناك تعوَّد على المجد والبطولات وهذا هو مصير كل من يرتدي قميص ريال مدريد. يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل