في مشهد أشبه بلقطة من فيلم وثائقي، رصد فريق استكشاف أعماق البحار سيارة مدنية نادرة من طراز "فورد سوبر دي لوكس وودي" بين حطام حاملة الطائرات الأمريكية الشهيرة "يو إس إس يوركتاون"، التي غرقت خلال معركة ميدواي عام 1942، إحدى أبرز معارك الحرب العالمية الثانية. وكان الاكتشاف المفاجئ على عمق يناهز 5 كيلومترات تحت سطح المحيط الهادئ، باستخدام مركبة روبوتية تعمل عن بُعد.

وبحسب صحيفة نيويورك بوست، بدت السيارة التي يعود تاريخها إلى أوائل الأربعينيات في حالة حفظ مدهشة، حيث بقي الزجاج الأمامي سليماً، كما ظهر على لوحتها المعدنية ختم يحمل عبارة "خدمة السفينة البحرية". وقد أثار هذا الاكتشاف دهشة فريق الباحثين، الذين لم يتوقعوا العثور على مركبة مدنية في موقع غرق عسكري يعود إلى ثمانية عقود مضت.

ورغم أن السفن الحربية كانت أحياناً تُحمّل مركبات لاستخدام كبار الضباط أثناء الرسو في الموانئ، إلا أن بقاء السيارة على متن السفينة حتى لحظة الغرق يطرح علامات استفهام عديدة. ويُرجّح أنها كانت مخصصة لقائد السفينة أو للاستخدام الرسمي أثناء التوقفات، إلا أن لغز وجودها على متن الحاملة أثناء معركة ميدواي، بعد توقفها في بيرل هاربور، لا يزال غامضاً.

يُذكر أن "يو إس إس يوركتاون"، التي دخلت الخدمة عام 1937، أدت دوراً محورياً في بدايات الحرب قبل أن تُستهدف من قبل القوات اليابانية. وقد تم اكتشاف حطامها لأول مرة عام 1988، لكنها عادت لتتصدر عناوين الأخبار مجدداً بعد هذا الاكتشاف الغريب، الذي يُضفي بُعداً جديداً من الأسرار والقصص المدفونة في أعماق الحرب العالمية الثانية.