نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:ملف سلاح "حزب الله": المزايدات الداخلية أدوات ضغط لا معالجة, اليوم السبت 19 أبريل 2025 05:25 صباحاً منذ ما قبل الإعلان عن إتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، في 27 تشرين الثاني الماضي، كان من المتوقع أن يكون ملف سلاح "حزب الله"، العنوان الأبرز على الساحة المحلية في المرحلة التي تلي، خصوصاً أن بعض الأفرقاء المحليين كانوا قد بادروا إلى المطالبة بمعالجة هذه المسألة خلال فترة الحرب. بناء على ذلك، كان هذا الملف حاضراً بقوة في خطاب القسم، الذي ألقاه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بعد إنتخابه، ولاحقاً في البيان الوزاري لحكومة العهد الأولى برئاسة نواف سلام، وأيضاً خلال مختلف النقاشات التي تحصل مع المبعوثين الدوليين، لا سيما المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، التي زارت بيروت مرتين. من هذا المنطلق، لا تستغرب مصادر نيابية متابعة، عبر "النشرة"، أن يكون سلاح الحزب على رأس قائمة الناقشات الداخلية، في المرحلة الراهنة، خصوصاً أنه الأبرز المطروح، على المستويين الداخلي والخارجي، لكنها تلفت إلى أن المشكلة تكمن بأن الحوار المنتظر بات مادة سجالية، سياسية وإعلامية، لا يمكن أن تقود إلى أي معالجة، بل على العكس من المرجح أن تعقد المسألة أكثر. وتلفت هذه المصادر إلى أن هذا الأمر هو الذي قاد إلى المواقف التصعيديّة من قبل مجموعة واسعة من الأفرقاء، في الأيام الماضية، حيث ذهبت بعض القوى المعارضة لـ"حزب الله"، لا سيما حزب "القوات اللبنانية"، إلى حد المطالبة بوضع جدول زمني لنزع أو سحب سلاح الحزب، بينما بادر هو إلى رفع السقف رافضاً ذلك، عبر العودة إلى المواقف أو الخطابات، التي تسبق التطورات التي سُجلت في المنطقة بعد السابع من تشرين الأول من العام 2023. في هذا السياق، من الضروري الإشارة إلى أن الجهة المعنية بهذا الملف بشكل أساسي، أي رئيس الجمهورية، كانت وضعت بعض الخطوط العريضة لهذه المعالجة، من خلال الإشارة إلى أنها من المفترض أن تتم بالحوار مع الحزب، بالتزامن مع التشديد على أن ليس المطلوب تفجير الأوضاع الداخلية. إنطلاقاً من ذلك، تشدد مصادر سياسية متابعة، عبر "النشرة"، على أن لا قيمة لكل السجالات الداخلية، خصوصاً أنها لن تقود إلا إلى توتير الأجواء لا أكثر، نظراً إلى أن المعالجة لن تكون عن طريق المزايدات أو "الهوبرات"، لافتة إلى أن الموضوع ينتظر أيضاً الظرف المناسب، الذي سيفتح فيه باب الحوار الجدي، بين رئيس الجمهورية و"حزب الله" تحديداً، مع إستبعاد قاعدة الحوار الوطني التي جُربت في الماضي. هنا، تلفت المصادر نفسها إلى نقطة جوهرية تكمن بأن الحزب وعون يلتقيان على المقدمات الضرورية، التي ترتبط بالموقف الإسرائيلي، من خلال التشديد على أن أي نقاش جدي لا يمكن أن ينطلق قبل إستكمال الإنسحاب، بالإضافة إلى إعادة الأسرى ووقف الإعتداءات، الأمر الذي تشدد على أن الولايات المتحدة، بوصفها رئيس لجنة الإشراف على إتفاق وقف إطلاق النار، تتحمل المسؤولية عنه، حيث السؤال عما إذا كانت ستبادر إلى المساعدة في هذا المجال. في المحصلة، ترى هذه المصادر أنّ السجالات الداخلية، التي ترتفع حدتها يوماً بعد آخر، من الممكن تصنيفها على أنها من أدوات الضغط، لكنها ليست من العوامل الحاسمة في المعالجة، معتبرة أن مسار المفاوضات الأميركية الإيرانية، التي يُقال إن نتائجها من المفترض أن تظهر قبل نهاية الصيف المقبل، قد تكون العامل الأكثر تأثيراً، خصوصاً أن أي حل لا يمكن أن يأتي من دون ضمانات كبرى يحتاجها الجميع.