في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لتعزيز أمن إسرائيل من خلال صفقات تسليح متقدمة، تتزايد التحذيرات الدولية بشأن الكارثة الإنسانية في قطاع غزة. 
وبينما يحصل الجيش الإسرائيلي على دعم عسكري متجدد، تعاني مستشفيات غزة من نقص حاد في الإمدادات الطبية، ويواجه السكان المدنيون خطر المجاعة والعطش.

180 مليون دولار لمحركات "إيتان باورباك" لإسرائيل

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على صفقة بيع محركات عسكرية من طراز "إيتان باورباك" لإسرائيل بقيمة تبلغ 180 مليون دولار. 
الصفقة، التي تأتي في إطار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، تشمل محركات وقطع غيار ومعدات دعم لوجستي، وسيتم تنفيذها من خلال شركة "رولز-رويس سوليوشنز أمريكا".

ووفقًا للبنتاجون، فإن هذه الصفقة تهدف إلى تحسين قدرات الجيش الإسرائيلي على حماية حدوده وبنيته التحتية الحيوية، ومراكز التجمعات السكانية. 
كما أشار البيان إلى أن هذا الدعم العسكري يُعد "ضروريًا لمصالح الأمن القومي الأمريكي"، ويعكس التزام الولايات المتحدة بتحديث القوات المسلحة الإسرائيلية.

التوازن العسكري في الشرق الأوسط: هل يتغير؟

رغم حجم الصفقة، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن هذه المبيعات "لن تؤثر على التوازن العسكري الأساسي في الشرق الأوسط"، كما أنها "لن تستلزم إرسال أي موظفين أمريكيين إلى إسرائيل". 
وتأتي هذه التصريحات في محاولة لطمأنة المجتمع الدولي، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة.

مأساة غزة: الصحة العالمية تطلق نداءً عاجلًا

في المقابل، حذرت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارجريت هاريس من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة، مؤكدة أن هناك "نقصًا حادًا في الإمدادات الطبية والأدوية"، مع صعوبة إدخال المساعدات نتيجة القيود الإسرائيلية.

وأضافت هاريس أن فرق المنظمة تعمل على توفير مساعدات طبية عاجلة لعلاج الجرحى، لكنها كثيرًا ما تُمنع من دخول القطاع. 
وعبّرت عن قلق بالغ حيال الجوع المتزايد بين المدنيين، لا سيما الأطفال، إضافة إلى عدم توفر المياه النظيفة.

ردود حماس: لا اتفاق دون وقف الحرب

في ضوء الوساطات الدولية الجارية، أكدت حركة "حماس" أنها تدرس "بمسؤولية وطنية" المقترح الذي قدمه الوسطاء، مشددة على ضرورة أن يشمل أي اتفاق وقفًا دائمًا لإطلاق النار وانسحابًا كاملًا لقوات الاحتلال من قطاع غزة.

وأعادت الحركة التأكيد على موقفها الثابت بضرورة رفع الحصار وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمرته الحرب. 
كما شددت حركة حماس على أن سلاح المقاومة "حق مشروع" وغير قابل للتفاوض في أي محادثات.

بين صفقات السلاح ومعاناة المدنيين

تجسد هذه المفارقة بين دعم عسكري أمريكي غير مشروط لإسرائيل والتحذيرات الأممية بشأن الأوضاع الكارثية في غزة، واحدة من أبرز الإشكاليات في المشهد السياسي والإنساني الراهن. وبينما تُوقع العقود وتعزز التحالفات، تبقى أرواح المدنيين تحت القصف، في انتظار حل سياسي لم تظهر ملامحه بعد.