في إنجاز علمي واعد، أعلن باحثون من جامعة ولاية أوريغون الأمريكية عن تطوير جسيمات نانوية ذكية قادرة على اختراق الحاجز الدموي الدماغي الصلب، حاملةً معها أدوية مضادة للالتهاب، في خطوة قد تغيّر قواعد اللعبة في علاج أمراض عصبية معقدة طالما استعصت على الطب الحديث.

وتُعد هذه الجسيمات النانوية، التي لا يتجاوز حجمها 100 نانومتر، أصغر بألف مرة من سمك شعرة الإنسان، وقد تم تصميمها لتوصيل الأدوية بدقة إلى منطقة تحت المهاد في الدماغ، وهي منطقة حيوية مسؤولة عن تنظيم عمليات الشهية والتمثيل الغذائي في الجسم.

ما يجعل هذه التقنية ثورية هو استخدامها لـ بتيدات ذكية تعمل كمفاتيح حيوية تسمح للجسيمات باختراق الحاجز الدموي الدماغي واستهداف الخلايا الدبقية الصغيرة، وهي الخلايا المسؤولة عن الالتهاب في الجهاز العصبي المركزي.

وخلال التجارب المخبرية على فئران مصابة بمتلازمة الهزال المرتبط بالسرطان (Cachexia)، حققت الجسيمات نتائج لافتة، حيث ساعدت على: تقليل مؤشرات الالتهاب العصبي. وزيادة استهلاك الغذاء بنسبة 94%. والحفاظ على كتلة الجسم والعضلات بشكل أفضل بكثير مقارنة بالفئران غير المعالجة.

وتكتسب هذه النتائج أهمية مضاعفة نظراً لأن متلازمة الهزال تؤثر على ما يقارب 80% من مرضى السرطان في مراحله المتقدمة، وتُعد سببًا رئيسيًا في وفاة نحو 30% منهم، نظراً لصعوبة علاج جذورها الدماغية بالأدوية التقليدية.

لكن الأمل لا يتوقف عند هذا الحد، إذ يرى الباحثون أن التقنية يمكن أن تمهد لعلاج أمراض عصبية أخرى مزمنة ترتبط بالالتهاب، مثل: ألزهايمر، وباركنسون، والتصلب المتعدد

وقال البروفيسور أوليه تاراتولا، رئيس فريق البحث: "حققنا اختراقًا مزدوجًا: تمكّنا من عبور الحاجز الدموي الدماغي، واستهدفنا بدقة الخلايا المسببة للالتهاب في منطقة دقيقة من الدماغ. هذا قد يفتح الباب أمام جيل جديد من العلاجات العصبية."

ويأمل فريق البحث أن تتحول هذه التقنية إلى علاج متاح للمرضى في غضون سنوات قليلة، ما قد يُحدث ثورة حقيقية في مجال الطب العصبي، ويمنح أملاً جديدًا للملايين حول العالم ممن يعانون من أمراض دماغية لم يكن لها علاج فعّال حتى اليوم.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك