بدأت اليوم في مسقط، عاصمة سلطنة عمان، محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، بهدف استئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني المتقدم. 

تأتي هذه المحادثات في ظل توترات إقليمية متصاعدة، حيث هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعمل عسكري إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

وصول الوفود وبدء المحادثات

أفادت وسائل إعلام إيرانية بوصول وفدين، إيراني وأمريكي، إلى مسقط. 

وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي يرأس الوفد الإيراني، وصل إلى مسقط. 

كما أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن عراقجي التقى مسؤولين عُمانيين فور وصوله.

من المتوقع أن يقود المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاجتماعات من الجانب الأمريكي، بالتعاون مع وزير خارجية إيران عباس عراقجي، في جلسات تُعقد خلف أبواب مغلقة في مسقط.

تفاصيل المحادثات وآفاقها

تتعامل طهران مع هذه المحادثات بحذر، مشككة في إمكانية أن تؤدي إلى اتفاق ملموس. 

كما أن هناك توجسًا من تصريحات ترامب السابقة التي هدد فيها بقصف إيران إذا لم توقف برنامجها النووي. 

وفي حين يتحدث كل جانب عن فرص لتحقيق بعض التقدم، إلا أن الهوة بينهما لا تزال واسعة بشأن هذا الملف الذي يمتد لأكثر من عقدين.

لم يتفق الجانبان بعد على ما إذا كانت المحادثات ستكون مباشرة، كما يطالب ترامب، أو غير مباشرة، كما ترغب إيران.

أهمية المحادثات في ظل التوترات الإقليمية

قد تُساهم أي مؤشرات تقدم في هذه المحادثات في تهدئة التوترات الإقليمية المستمرة، والتي شهدت أحداثًا مثل اندلاع حرب في غزة، والأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، وتبادل إطلاق الصواريخ بين إيران وإسرائيل، وهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، وسقوط نظام الأسد في سوريا.

ومع ذلك، فإن فشل المحادثات قد يزيد من المخاوف من اندلاع حرب أوسع في منطقة تُصدّر نسبة كبيرة من نفط العالم. 

كما حذرت طهران الدول المجاورة التي تستضيف قواعد أمريكية من أنها ستواجه "عواقب وخيمة" إذا شاركت في أي هجوم عسكري أمريكي على إيران.

الصلاحيات الإيرانية وموقف طهران

قال مسؤول إيراني لوكالة رويترز إن "الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، صاحب القول الفصل في القضايا الرئيسية للدولة في هيكل السلطة المعقد في إيران، منح عراقجي الصلاحيات الكاملة في المحادثات". 

وأضاف المسؤول، أن "مدة المحادثات، التي ستقتصر على القضية النووية، ستعتمد على جدية الجانب الأمريكي وحسن نيته".

كما ترفض إيران التفاوض حول قدراتها الدفاعية، مثل برنامجها الصاروخي، مؤكدة أن هذه القضية ليست محل نقاش في المحادثات الحالية